الى ماكرون.. ننتظر عودة فرنسا للمنطق

الى ماكرون.. ننتظر عودة فرنسا للمنطق
الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠٢٢ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

إستغرب العالم أجمع، وخاصة الاوروبيين، من قرار الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018 دون اي مبرر منطقي، رغم التزام ايران الكامل بالاتفاق بشهادة 14 تقريرا صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن حالة الاستغراب تلاشت عندما شكر رئيس وزراء الكيان الاسرئيلي السىابق بنيامين نتنياهو ترامب على عمله بنصيحته بالانسحاب من الاتفاق.

العالم كشكول

بعد انسحاب ترامب من الاتفاق بتحريض من الصهيونية العالمية، إستغرب العالم هذه المرة، السياسة غير المنطقية التي اعتمدها الاتحاد الاوروبي، الذي تمثل بالدول الاوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا والمانيا، في الاتفاق النووي، عندما سايرت ترامب في سياسته ضد ايران، وقامت بتنفيذ عقوباته الاحادية الجانب وغير القانونية، وهي تعلم ان ايران كانت ومازالت ملتزمة بالاتفاق النووي رغم انسحاب ترامب، حيث إصطفت الى جانب الجلاد ضد الضحية.

اليوم يخرج علينا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال في الكيان الإسرائيلي يائير لبيد يوم امس الثلاثاء في باريس، ليقول:"ان باريس ستواصل الجهود مع شركائها لإعادة طهران إلى المنطق"!.

كلام ماكرون اشبه بالنكتة السمجة، فهل من المنطق، ان زعيمتكم التي تأتمرون بأمرها، المعروفة كذبا بزعيمة "العالم الحر"، التي هي أمريكا، حسب ما تعتقدون، تنصاع لأوامر شخص مثل نتنياهو، وتضرب بكم وبتواقيعكم التي في ذيل الاتفاق النووي، عرض الحائط، بل وتهددكم اذا لم تسحبوا شركاتكم واستثماراتكم من ايران، فان العقوبات الامريكية ستطالكم، فلا تجدون في انفسكم ذرة من جرأة لتقلوا لها ان ما تقوم به غير منطقي، فتنصاعون لها، فتثبتون بذلك انكم وفي مقدمتكم ترامب، لستم سوى لُعب رخيصة بيد نتنياهو يلعب بها كيف يشاء.

هل بقاء ايران في الاتفاق النووي رغم انسحاب امريكا منه، كان امرا غير منطقي؟، هل منحكم ايران مهلة عام كامل، بعد انسحاب ترامب، لتنفيذ تعهداتكم في الاتفاق، كان موقفا غير منطقي؟، هل كان إنصياعكم المُذل لامريكا واستعجالكم سحب شركاتكم من ايران، كان اجراء منطقيا؟. اذا كان هناك من يجب ان يعود للمنطق هو فرنسا والمانيا وبريطانيا، ومن قبلهم امريكا.

لم نجد من كلام أقل منطقية من كلام ماكرون الا كلام السياسي المبتدىء لبيد، وهو يتحدث مع ماكرون ويقول:"إن إيران تنتهك الاتفاق النووي، وإن على العالم أن يرد على تجاوزاتها.. ان المأزق النووي الإيراني الحالي سيقود إلى سباق تسلح في الشرق الأوسط، كما أنه يهدد السلام العالمي".، متناسيا ان الموقف "الاسرائيلي" من الاتفاق النووي، حيّر العالم أجمع، فـ"اسرائيل" قد عادت الاتفاق منذ البداية واعتبرته "أسوا اتفاق"، بذريعة ان ايران تتخذه غطاء لانتاج قنبلة نووية، وحركت جميع اذرع الصهيونية العالمية من اجل افشاله، الى ان نجحت في اخراج امريكا منه، واعتبرت ما قامت به انتصارا، بينما نرى اليوم هذا الكيان اكثر من اي جهة حريصة على الاتفاق، فهو يؤكد ليل نهار ان ايران تنتهك الاتفاق النووي!!، وعلى العالم ان يضغط عليها من اجل ان تلتزم به!!.

اما حديثه عن البرنامج النووي الايراني السلمي، بإعتباره سيقود المنطقة الى سباق تسلح وتهديد للسلم العالمي، فهو كلام لا نعتقد حتى لبيد، الذي يمتلك كيانه اكثر من 300 قنبلة نووية، ومازال ومنذ 70 عاما يعتدي على جيرانه ويرتكب ابشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، مقتنعا به، ولا حتى ماكرون الذي كان يستمع اليه.