في لقاء خاص مع قناة العالم ..

مسؤول إيراني يكشف عن استثمارات طهران الصناعية في ظل الحظر

الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

أكد مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني رضا محتشمي بور أن الحظر الإقتصادي الامريكي المفروض على إيران لم ینجح في ایقاف مسیرة إيران الصناعیة.

العالم من طهران

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته قناة العالم مع"د.رضا محتشمي بور" في برنامج"من طهران":

العالم: عندما نتحدث عن قطاع المناجم وتنمية المناجم ما يطرح هو المشاكل البيئية التي تحدث في أي بلد ماهي خطط وزارة الصناعة والمناجم والتجارة لتنمية مستدامة ومتوازنة فيما يتعلق بقطاع المناجم؟

محتشمي بور: تتمحور إحدی مسؤولیات وزارة الصناعة والمعادن والتجارة في ایران (صمت) حول التطویر المستدام وایجاد وخلق التوازن بین مختلف الأنشطة الإقتصادیة والأبعاد البیئیة لهذه الأنشطة في مختلف أنحاء البلاد. لذا، فنحن لدینا في هذا السیاق لوائح تطبّق في حال ما إذا أخل القائمون علی الأنشطة الإقتصادیة المشار إلیها آنفاً بها وأدّت إلی ظهور مشکلات بیئیة مختلفة.

وفي حال ما إذا زادت هذه المشکلات بوتیرة تصاعدیة فسوف یؤدّي هذا الأمر إلی تعلیق هذه الأنشطة ، أو إذا کانت هناك حاجة لزیادة رؤوس أموال هذه الأنشطة. ومن أجل التقلیل من هذه المشکلات تعمل الإستثمارات في طول البلاد وعرضها في إطار الأحکام واللوائح والعملیات الرقابیة علی المناجم وإصدار التراخیص وإلغائها لاحقاً ، تعمل علی ضمان إحترام التوازن بین الأنشطة الإقتصادیة والبیئیة ، ولو کان هناك تداخل في الأمور یجب إدارة هذا التداخل علی أحسن وجه ممکن بهدف تقلیل الآثار السیّئة علی حیاة الناس.

العالم : في الآونة الأخيرة خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية هناك اخبار في بعض المواقع الخبرية ومواقع التواصل الاجتماعي بأن روسيا استحوذت على صادرات الفولاذ الايراني الى أي مدى تؤكدون او تنفون هذه الأخبار؟

محتشمي بور: کلا، لاحظ معي، بسبب قرب المسافة بیننا وبین روسیا وأیضاً بسبب کوْن البلدین یمتلکان صناعات الحدید والصلب لذا فأنّنا نتنافس بصورة طبیعیة في الأسواق، سواء أسواق المنطقة أو غیرها، وبعد الأحداث التي تبلورت بعد نشوب الحرب بین روسیا وأوکرانیا، وبسبب القیود والحظر الذي تعرّضت له روسیا حصل إنخفاض في بعض أنواع سلعها ومتتجاتها ، لذا فقد سنحت الفرصة أمام المنتجین الروس للدخول في أسواق غرب آسیا.

ومن جانب آخر فأنّ الشرکات الایرانیة تتمتّع بمیزة تواجدها القوي في المنطقة وأسواقها، وهذا الأمر یسمح لها بالإحتفاظ بأسواقها التقلیدیة، وللعلم فأنّ الأسواق التي کانت لدینا والخاصّة بالحدید والصلب کانت المنافسة تأتي من أوکرانیا أکثر منها من روسیا، ونتیجة للحرب الدائرة بینها وبین روسیا فقد توقف عرض منتجاتها في الأسواق المختلفة، وعلی هذا لیس فقط لم تفرض محدودیة أو قیود لعملیات التصدیر للمصانع الایرانیة، بل ظهرت فرص جدیدة لها.

ولکن بالطبع ماحصل علی وجه الدقة هو أنّ الحکومة الروسیة استطاعت وبطریقة جیّدة التحکم في أزمة العملات الصعبة لدیها ما أدّی إلی تقویة عملتها الوطنیة الروبل خلال الأشهر القلیلة الماضیة، وفي حقیقة الأمر أصبح هذا الموضوع في صالح جمیع المصدّرین في المنطقة الذین أصبح بوسعهم الدخول في منافسة مع المنتجات الروسیة التي کانت أعلی سعراً بقلیل من قبل، بکلمات أخری تمّ تعویض آثار إنخفاض الأسعار في فترة زمنیة قصیرة.

والیوم، نحن لا نواجه مثل هذا الأمر، لکنّني شخصیاً شاهدت البعض الذین یتحرّکون حول هذا المحور ویدّعون أنّنا قد دخلنا في منافسة مع روسیا في بعض الأسواق، وهذا لایمت إلی الحقیقة بصلة.

العالم: إذا ما نظرنا الى الاعداد، فيما يتعلق بصادرات الفولاذ الايراني خلال الاشهر الماضية، ألم تنخفض؟

محتشمي بور: کلا، نحن کان لدینا النمط الخاصّ بنا، بالطبع فأنّ سیاساتنا الداخلیة للحفاظ علی الأسواق تسبّب في زیادة أو نقصان عملیاتنا التصدیریة. للعلم فأنّه خلال الأشهر القلیلة الماضیة شاهدنا إرتفاعاً کبیراً في أسعار الحدید والصلب في المنطقة والذي سبّب في أن تصبح العملیات التصدیریة جذابة لشرکاتنا.

حسناً أدّی هذا الأمر إلی زیادة التصدیر. وبسبب السیاسات التي اتّخذتها الجمهوریة الإسلامیة في ایران والخاصّة بالتحکم في السلع الأساسیة، أدّی هذا التوجّه إلی اتّخاذ الحکومة لبعض الخطوات والإجراءات بهدف التقلیل من سرعة العملیات التصدیریة ، وهذا ماحدث علی وجه التحدید.

ففي حقیقة الأمر وخلال الأشهر القلیلة الماضیة شهدنا إرتفاعاً وإنخفاضاً في وتیرة التصدیر، وسبب هذه الظاهرة یعود إلی التأرجح الذي حصل في عملیات الإنتاج في أسواق المنطقة، حقیقة الأمر لایمکنني شخصیاً إطلاق صفة تغییر خاص علی هذه الظاهرة التي حصلت في قطاع تصدیر المعادن لدینا، لأنّ هذا التأرجح یحدث في جمیع المراحل الزمنیة عادة.

العالم : فيما يتعلق بأفغانستان التي تعد من الأسواق الرئيسية لمواد الانشاء في قطاع البناء وهي تستورد غالبا من ايران مع مجيء طالبان هل حافظت السوق الايرانية في افغانستان على قوتها؟

محتشمي بور: لاحظ معي، علاقاتنا وصلاتنا مع الدول الجارّة تستند إلی جذور إقتصادیة عمیقة وقدیمة أکثر منها من تأثیر حکومات تأتي وتغادر في فترة ما.

فیما یخص أفغانستان، وبسبب نوع أسواقها، أي الحاجات الضروریة التي تحتاجها هذه البلاد منّا نحن، ونوع السلع التي یستهلکها شعبها ، کانت ولاتزال أسواق أفغانستان تحظی بثقتنا کما أنّها کانت تستوعب حجماً جیّداً من البضائع، منها مواد البناء.

وخلال الأشهر الماضیة لم یحدث أيّ موقف خاص ، بالطبع وبشکل طبیعي وبسبب تغییر الحکم في أفغانستان لربّما حصل نوع من التغییر في سلة الاستیراد والتصدیر في هذا البلد، بالنسبة لعملیات الإستیراد علی وجه الخصوص فُرضت قیود علیها وذلك بسبب الإرباك الذي طرأ علی النظام الإداري في البلاد.

ولکن وکما هو معلوم وبعد عودة الإستقرار إلی النظام الإداري في أفغانستان عادت الأمور إلی مجاریها فیا یخصّ المبادلات التجاریة، والجمهوریة الإسلامیة في ایران بسبب موقعها الجغرافي والصلات التي تربطها بأفغانستان وطرق المواصلات التي تربط البلدین والتنوّع في البضائع والسلع کانت ولاتزال تُعتبر أحد المصادر الرئیسة لتزوید أفغانستان بمختلف البضائع مقارنة بالدول الجارّة الأخری.

ولکن أن یکون هناك تأرجح في الإقتصاد الأفغاني إلی أعلی أم إلی الأسفل خلال الأشهر القادمة من الطبیعي أن یکون لهذا التأرجح تأثیر علی سلة الإستیراد والتصدیر في هذا البلد، والجمهوریة الإسلامیة في ایران، شأنها في هذا شأن أيّ دولة أخری، من الممکن أن تستفید من هذه الفرصة وتقوم بزیادة عملیات التصدیر، أو أن تواجه في مرحلة ما إنخفاض في التصدیر.

ولکن علی أیّة حال، فأنّ هذه الصلات والعلاقات مع أفغانستان قویّة وقدیمة وتشمل العلاقات الثقافیة أیضاً إلی جانب العلاقات التجاریة والإقتصادیة، والیوم لاتوجد ظروف خاصّة.

العالم: التذبذبات في موضوع الصادرات الايرانية الى افغانستان يرتبط بالاستقرار الأمني والاوضاع الاقتصادية في افغانستان، ألم يطرأ اي جديد؟

محتشمي بور: کلا، لایوجد أمر خاص، علی أیّة حال مع کلّ حالة تأرجح لربّما یحدث نوع من الزیادة أو الإنخفاض في الطلب في السلة العامّة والشاملة لإإقتصاد أفغانستان، بمعنی أنّه من الممکن أن یؤثّر ایجاباً وسلباً علی عملیة الاستیراد في أفغانستان کما أنّه من الطبیعي أن تؤثّر هذه الحالة علی جمیع الدول التي تصدّر البضائع والسلع إلی أفغانستان، ولکن جرت العادة وفقاً للتجارب والخبرات التي حصدناها في صلاتنا وتعاملنا مع الدول الجارّة لنا أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران تتحمّل القلیل من التأثیرات السلبیة خلال ظروف الأزمات.

للعلم فأنّ مؤشّر الصلات مع مع الدول التي تتعرّض للآزمات یرتفع لدینا، ولنا في العراق وأفغانستان وسوریة وبعض الدول في آسیا الوسطی أمثلة علی هذا الکلام حیث تقوم الدول التي تعیش أزمات مختلفة بزیادة علاقاتها التجاریة معنا والسبب أنّها تعلم جیّداً من أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران تتمتّع بإستقرار في عملیة إنتاج بضائعها ومنتجاتها، وعادة ماتکون علاقاتنا مع الشعوب علاقات متجذّرة وعمیقة.

وربّما بعد المرور من فترة الأزمات تسنح الفرص المختلفة للاعبین في إقتصادیات الدول المختلفة بوتیرة أعلی کي یعودوا مرّة أخری ویحصلوا علی نصیبهم من هذه الأسواق، لکنّني أعود وأکرّر من أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران عادة ما تجرّب تأرجحاً أقل خلال فترات الأزمات مقارنة بالدول الأخری.

العالم: أشرتم الى العراق وسوريا في هذا الاطار، ماهو حجم ومستوى الاستثمارات الايرانية في قطاع تنمية المناجم او التعاون في هذا المجال بشكل عام مع العراق أو سوريا؟

محتشمي بور: تُعتبر أنشطة الجمهوریة الإسلامیة في ایران في مجال قطاع المناجم في مناطقها الغربیة قلیلة، وهذا الأمر یعود إلی عاملین، العامل الأوّل والأکبر یعود إلی الظروف الأمنیة لهذه الدول والتي عاصرناها خلال السنوات الماضیة .

حسناً، علی أیّة حال، فالأنشطة في المناجم هي أنشطة بحاجة إلی فترات زمنیة طویلة، لربّما یستمر النشاط في منجم ما لمدّة عشر سنوات متواصلة، ولو حدث وأن تعرّضت منطقة ما إلی أزمة في الأمن لربّما تفقد أنشطة المناجم بریقها سواء من قبل المستثمرین الأجانب والمحلیین في هذه الدول. نحن في الأساس وفي المناطق الشرقیة من البلاد، أي في أفغانستان، کان لدینا نشاط منجمي ذي قیمة.

لهذا أعتقد شخصیاً أنّ أحد المواضیع التي یجب العمل علیها بوتیرة أکبر الایمان بأنشطتنا في المناجم عبر الحدود، ففي الوقت الراهن لیس لدینا تلك الأنشطة المطلوبة في قطاع المناجم عبر الحدود، بالطبع لدینا استیراد قلیل، لکنّنا في المقابل لدینا زیادة في عملیات تصدیر الحدید والصلب في أسواق العراق وأفغانستان وأخیراً انضمّت سوریة کمستهلکة للحدید والصلب الایراني.

وهذه الزیادة تنطبق علی قطاع النحاس أیضاً ، أمّا بشکل عام فأنّ تجارة ایران في المعادن فتُعتبر صغیرة نسبیاً والسبب أنّ إنتاجنا قلیل یکفي الإستهلاك المحلي ویعود الأمر إلی قلّة الإستثمار في هذا القطاع.

وللعلم فأنّ أغلب المواد الخام من المعادن والنفط والبتروکیماویات یُستهلك محلیاً، وعلی هذا الأساس فأنّ تجارة التعدین لدینا لا تُعتبر تجارة کبیرة.

العالم: نتظرق الى القضايا الداخلية في ايران، خلال الاعوام الماضية، شهدت إيران خاصة قطاع الصناعة انقطاعات للتيار الكهربائي، ما أثر هذا الانقطاع على قطاع الصناعة، وما هي الخطط والبرامج وتوقعاتكم لهذا الصيف، هل هذه المرة ايضا يشهد ايضا قطاع الصناعة انقطاعا للتيار الكهربائي؟

محتشمي بور: تکمن مسؤولیة ومهمّة حکومة الجمهوریة الإسلامیة في ایران من خلال وزارة الصناعة والمناجم والتجارة تخفیض تأثیر قطع الطاقة الکهربائیة إلی أقل حد ممکن من خلال إعداد وتطبیق البرامج في هذا الصدد. فمن ناحیة سعینا نحن إلی تحدید الوحدات ذات الأولویة القصوی، ونضع موضوع توفیر الطاقة الکهربائیة لها علی رأس أولویاتنا وذلك بهدف تأمین الأسواق الداخلیة وتوفیر المواد الخام الضروریة للمصانع.

ومن جانب آخر لدینا برامج خاصّة لتطویر قطاع محطّات الطاقة من أجل توفیر الطاقة الکهربائیة للسنوات القادمة، وهذا العمل یتمّ الترکیز علیه حالیاً بالتعاون مع أصحاب الصناعات المختلفة، بمعنی أنّ قسماً من محطات الطاقة التي ستکون في حوزتنا خلال السنوات القادمة سوف تتطوّر وتتوسّع من خلال إستثمارات صناعاتنا الضخمة.

ومن جانب آخر فأنّ مصادر الطاقة الجدیدة کالطاقة الشمسیة أو الطاقة المتحصّلة من الریاح علی رأس أولویاتنا ولدینا أنشطة وجهد في هذا المجال أیضاً.

العالم: تحدثنا بالتفصيل حول مشاريع وخطط وزارة الصناعة والتجارة والمتناجم الخطط الراهنة والمستقبلية حول تنمية قطاع المناجم وحول الصناعة وحول الفولاذ وحول رفع السعة الاستيعابية لانتاج الكهرباء في ايران، في هذه الحالة، ان لم تصل محادثات فيينا الى نتيجة، ماهي خططكم وبرامجكم لابطال مفعول اجراءات الحظر الامريكية أو التقليل من تداعيات هذه الاجراءات الامريكية وقطاع الصناعة والمناجم والتجارة في ايران؟

محتشمي بور: لاحظ معي، أودّ أن أذکر لکم نقطة مهمّة هنا، الآن ونحن نتبادل الحدیث ونتحاور في صناعة الحدید والاسمنت والطاقة الکهربائیة وفي إقامة السدود المختلفة والإستفادة من المناجم، نحن لسنا بحاجة إلی التقنیة من الخارج، بالرغم من أنّ أنواع الحظر الإقتصادي من قبل أمریکا کانت ولاتزال تسعی لایجاد اضطراب وازعاج في العملیة الصناعیة في ایران.

لکن هذه الأنواع المختلفة من الحظر الإقتصادي سبّبت خلال الأعوام الماضیة بأن تفقد الأمل في التعاون مع الشرکات الکبیرة وتقوم بعملیة تطویر التقنیات المتاحة لها.

الیوم، نحن في قسم کبیر من عملیة التطویر الصناعي بحاجة قلیلة إلی التعاون الدولي أو إستیراد مواد أو آلات. بالطبع، کلّ دولة تسعی دائماً للحصول علی أسالیب أفضل في عملیة الإنتاج بهدف تخفیض النفقات وتحسین العملیات المختلفة ، وایران لیست إستثناء في هذا المجال، وللعلم فأنّ الحظر الإقتصادي الأمریکي استهدف هذا القطاع.

منذ سنوات، حینما أقول منذ سنوات لا أقصد هذه السنوات الأخیرة فحسب، لو قمتم بإلقاء نظرة علی تاریخ ایران لوجدتم أنّه لأوّل مرّة حینما عقد الایرانیون العزم علی إقامة صناعة الحدید والصلب في بلادهم، استهدف الجیش البریطاني السفینة التي کانت تقل أجزاء مصنع الحدید والصلب والتي کانت قادمة من أوروبا ومتّجهة إلی ایران، ولسنوات طویلة لم تتمکن ایران من إقامة وتشیید مصنع حدیث للحدید والصلب علی أراضیها، ونتیجة لهذا توقف العمل في إنتاج السكك الحدیدیة في ایران قبل مایربو علی 100 عام، ولکن وبسبب هذا العمل العدائي تطوّر قطاع السکك الحدیدیة لاحقاً في البلاد .

ما أودّ قوله هنا هو أنّ موضوع الحظر الإقتصادي للصناعات الایرانیة لیس ولید الیوم أو السنوات القلیلة السابقة، بل منذ مائة عام أو أکثر ونحن نواجه موضوع الحظر الإقتصادي حتّی في الحکومات التي کانت تربطها علاقات حسنة مع الأمریکیین، حیث لم نکن نستلم منهم أيّ بضائع أو تقنیات في فترات زمنیة معیّنة.

علی هذا الأساس فأنّ الأمر الذي تبلور هو أنّنا قد تعوّدنا علی هذه التجربة من قبل، بالطبع هذا الأمر لیس رغبة ایران، بل تجدونه في دول أخری کالعراق أیضاً.

الیوم، یُعتبر العراق دولة ذي قدرات وطاقات هائلة في مجال تطویر الطاقة، ولکن السؤال المطروح هنا هل تمّ منح العراق الفرصة المناسبة لتطویر تقنیاته؟ دولة أخری کالسعودیة والتي لم توجه مثل هذه المشکلات في الأساس وکانت تحظی بدعم ومساندة کبیرین من لدن الشرکات الأمریکیة الضخمة التي قامت باستثمارات هائلة في قطاع الطاقة والصناعة في السعودیة، ستجدون قیودا ومحدودیة في قطاع الطاقة من قبل الأمریکیین الذین یعملون بحذر شدید في إنتقال التقنیات إلی مختلف الدول، لهذا فأنّ موضوع حظر التقنیات عن بلادنا وعن الدول الأخری لیس ولید یومنا هذا.

للعلم فیما یخصّ موضوع تطویر قطاع المناجم والصناعات المعدنیة، لانواجه الحظر الإقتصادي في قسم کبیر من هذا القطاع، وفي أقسام من الصناعات التي تتطلّب تقنیات عالیة وآلات بتقنیات متقدّمة لم یسبّب الحظر الإقتصادي أيّ مشکلات لنا والسبب أنّه بالإمکان توفیر المصادر من عدّة جهات، نحن استفدنا من الآلات والمکائن الأمریکیة لسنوات طویلة.

وبعد إنتصار الثورة الإسلامیة المبارکة نجحنا في توفیر متطلباتنا من هذه التقنیات من الدول الأوروبیة، وخلال السنوات الأخیرة حینما واجهنا الحظر الأوروبي أیضاً إلا أنّ مسار الحصول علی ما نریده لم یُغلق أمامنا فقد اتّجهنا إلی کتلة الدول الشرقیة التي نقیم معها تعاوناً بناء في مجال الحصول علی التقنیات من خلال عملیات التصدیر والإستیراد.

لهذا، بإمکاني القول وبکلّ ثقة من أنّ الحدیث الذي یدور حول التکالیف الباهظة التي سبّبها هذا الحظر علی بلادنا وعلی قطاع الصناعة کلام صحیح لکنّه لم ینجح في ایقاف مسیرتنا الصناعیة، ونحن بدورنا لا یعترینا أيّ قلق ، فالیوم نقوم بصنع الأجهزة والمعدات الخاصّة بتطویر قطاع الطاقة الکهربائیة، إلی جانب تطویر صناعات کالحدید والصلب والألمنیوم والسلع المعدنیة وأغلب خطوط إنتاج بعض السلع.

نحن لدینا الطاقات اللازمة والقدرة علی تزوید الدول الأخری بصناعاتنا وتقنیاتنا. ولو قمنا بتقدیم إقتراحات لتطویر الصناعات ذات الصلة بالمناجم لدول أخری، فثق بأنّها کانت تتضمّن تزویدها بالتقنیة الایرانیة، نحن نمتلك هذه التقنیات، ونقوم بالإستفادة منها في الداخل وفي الدول الصدیقة التي نتعامل معها إقتصادیاً.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...