هل يتحول العراق الى واد بلا رافدين؟

هل يتحول العراق الى واد بلا رافدين؟
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

يقال ان تركيا تعتزم بناء سد كبير مثير للجدل من شأنه قطع مياه نهر دجلة عن العراق بنسبة 100%.

العالم - يقال ان

كشفت ذلك لجنة الموارد المائية النيابية العراقية يوم امس الاثنين، مشيرة الى عزم تركيا بناء سد كبير سيقطع مياه دجلة عن العراق وسيكون هذا السد والمعروف بـ"سد الجزيرة" سيكون بوابة لحرمان العراق من كامل حصته المائية، مستغربة من الصمت الحكومي عن هذا الأمر.

يبدو ان تركيا عازمة على جعل المنطقة وخصوصا العراق بقعة صحراوية قاحلة إذ كانت ولا زالت تشيد عشرات السدود والجسور على نهري دجلة والفرات، ومن ذلك "سد اليسو" الذي اكملته مؤخرا والذي قطع نصف مياه دجلة والاخطر من ذلك هو مباشرتها ضخ المياه الى الوديان بين الجبال والاخطر من كل هذا هو تخطيطها لبناء سد الجزيرة على منابع نهر دجلة والذي في حال اتمامه سيقطع المياه عن العراق بنسبة 100%.

الغريب ان حكومة بغداد التزمت حتى الان الصمت وتجاهلت الامر ولم تعلق عليه لغلية الان أو تلاحق تركيا في المحاكم الدولية أو تستخدم ورقة الاقتصاد الاكثر ايلاما لها.

في وقت سابق من العام الماضي 2021، وتحديدا في شهر ايار/مايو، كشفت وزارة الموارد المائية العراقية أن المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات سوف تجف في غضون 20 عاما إذا لم يتم فعل شيء ما، معلنة خفض الجانب التركي لمناسيب نهري دجلة والفرات إلى نصف ما كانت عليه، ما أدى إلى تراجع منسوب النهرين داخل العراق.

وتتزايد الاتهامات لتركيا باستخدام المياه ورقة لابتزاز جيرانها، في العراق وسوريا على حد سواء، فتلجأ إلى قطع مياه نهري دجلة والفرات بصفة متكررة وقد بُنيت عدة سدود على النهرين، وهو ما يؤثر على حصص المياه القليلة التي تصل إلى كل من العراق وسوريا.

ماذا يجري في سوريا؟

"المرصد السوري لحقوق الإنسان" أعلن في وقت سابق، أنّ منسوب نهر الفرات انخفض بمعدل خمسة أمتار لأول مرة في التاريخ، بسبب حجب الجانب التركي مياه النهر، محذّرا من كارثة وشيكة تهدد حياة الذين يعتمدون على النهر في تأمين مياه الشرب والكهرباء والري.

وكانت سوريا والعراق اتهمتا الجانب التركي في بداية هذا العام بتخفيض معدل إطلاقات مياه نهري دجلة والفرات، الأمر الذي يؤثر سلبا على الحصص المائية القادمة إلى كلا البلدين، الامر الذي دفع الجانبين العراقي والسوري في شباط/فبراير الماضي للتحضير لاجتماع سوري- عراقي- تركي مشترك للبحث في ملف المياه وحصص سوريا والعراق في مياه نهر الفرات.

التهديد التركي الجديد للعراق

لجنة الموارد المائية النيابية العراقية استغربت يوم امس الاثنين، الصمت الحكومي عن هذا الأمر، وقال رئيس اللجنة ثائر مخيف الجبوري، ان “السد الذي تعتزم تركيا بناءه هو من أخطر انواع السودود وهو سد اروائي واذا تم انشاءه فلن تصل للعراق قطرة ماء من تركيا حيث سيفتح أفرع له لارواء الزراعة في تركيا ماسيتسبب بخطر كبير على العراق وهذا الأمر عليه صمت حاليا ولايوجد اي تحرك عليه رغم انه سينشأ على بعد 35 كم عن الحدود مع العراق”.

الجبوري اوضح ان العراق مرتبط بقوانين دولية وان على الدبلوماسية العراقية "التحرك والا فأن السكوت سيجعل تركيا تقوم ببناء السد خلال سنة لانه أصغر من سد اليسو”.

عودة للماضي القريب

في حزيران 2018، قال وزير الموارد المائية العراقي، حسن الجنابي، في حينها إن تركيا خالفت اتفاقات التنسيق المشترك بين البلدين بخصوص تخزين المياه في سد "إليسو" الذي أقامته على مجرى نهر دجلة.

وشدد الجنابي في جلسة بالبرلمان العراقي، دعي إليها لمناقشة أزمة نقص منسوب المياه بنهر دجلة جراء السد، إن اتفاقات بين العراق وتركيا والتنسيق المسبق لتأجيل ملء السدود إلا بعد التشاور والاتفاق مع العراق، لكن الجانب التركي بدء بملء السدود في 1 مارس/آذار الماضي دون التقيد بالاتفاق السالف.

اجتماع عراقي سوري تركي

كشف وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني عن التحضير لبدء اجتماع سوري- عراقي- تركي مشترك للبحث في ملف المياه وحصص سوريا والعراق في مياه نهر الفرات، ما يفوت الاعذار التي يتمسك بها الجانب التركي الذي يصر على عدم مجلسة العراق دون حضور الجانب السوري،

وفي شهر ايار/مايو الماضي كان من المقرر ان تجري مفاوضات بين العراق وتركيا بشأن السدود لمعالجة أزمة المياه بحسب ما اعلنت بغداد في وقت شيدت فيه تركيا وضمن مشروع سمي بـ "غاب"، 22 سدا و19محطة كهرومائية على نهري دجلة والفرات اللذين يمثلان شريان الحياة لسوريا والعراق، ما ادى الى خفض تدفق المياه الى العراق وسوريا وتسبب بأزمات بيئية آخرها العواصف الترابية التي ضربت العراق والدول المجاورة خلال الايام الماضية.

اكبر السدود التي شيدتها تركيا ضمن مشاريع "غاب" هو سد إليسو الذي يعد ثالث أكبر مشروع من نوعه في العالم ويشكل تهديدا عمليا لمستقبل العراق، ومنذ بدء عملية ملء خزانه قبل 4 اعوام بدأت المخاوف تتحول إلى واقع وكارثة.

خبراء: الكارثة ستحل على العراق في 2040

التقارير والإحصاءات السابقة كانت تنذر بجفاف النهرين بحلول عام 2040 بسبب السدود التركية وخصوصا بعد انشاء السد التركي (أليسو) الذي سيؤدي إلى خفض المياه الواردة إلى العراق عبر نهر دجلة إلى 47% من الإيراد السنوي الطبيعي، الأمر الذي سيهدد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية إضافة إلى تصحرها، فيما يعتبره الكثير من الخبراء تهديدا للأمن القومي العراقي، ما دفع بغداد إلى طلب إجراء مباحثات مع انقرة، فيما الاخبار الجديدة حول استحداث سد الجزيرة ستسارع في قطع المياه عن العراق بنسبة 100%.

دول المنطقة وخصوصا العراق تؤكد أن هذه السدود وراء الجفاف في العراق بعدما أدى إنشاء السدود التركية وتوليد الطاقة الكهرومائية على النهرين إلى خفض تدفق المياه إلى العراق بنسبة 80% وإلى سوريا بنسبة 40% بحسب تقرير نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية.

السيد ابو ايمان