تصعيد تركي وحرب مسيرات في شمال سوريا

تصعيد تركي وحرب مسيرات في شمال سوريا
الأربعاء ٢٧ يوليو ٢٠٢٢ - ١٢:٠٠ بتوقيت غرينتش

في ملف مغلف بحزام سياسي، وصلت رسائل الطائرات المسيرة التركية التي لا تغادر سماء شمال سوريا، رسائل حملت معها الصواريخ والقنابل، واشارت متعددة الأوجه، سارت كتفا لكتف مع تصعيد القصف التركي على شمال سوريا، ليبقى السؤال هل دخلت المواجهة في شمال وشمال شرق سوريا مرحلة جديدة هي مرحلة المسيرات؟

العالم - كشكول

في الخبر، كثف الجيش التركي استخدام المسيرات في الاعتداء على الاراضي السورية، هذه المسيرات التي استهدفت مواقع وقيادات في قسد، لم تستثن منطقة، حيث هاجمت قسد في مناطق انتشار القوات الامريكية شرق نهر الفرات، ووصلت الى مناطق نفوذ القوات الروسية في الضفة الأخرى من الفرات، وشكل الاعتماد عليها بهذه الكثافة تدشين مرحلة جديدة من العدوان التركي على الأراضي السورية.

وفي الإحصاء، تؤكد المعلومات القادمة من شمال سوريا، ان المسيرات التركية اغارت منذ مطلع العام الحالي، 42 مرة وكانت وجهتها مسلحي قسد، ما تسبب بسقوط 39 قتيلاً بينهم طفلان اثنان، و19 امرأة، إضافة لإصابة أكثر من 76 شخصاً بجراح متفاوتة، وتؤكد المصادر ان الجيش التركي نفذ 10 غارات عبر مسيّراته خلال الشهر الجاري، أدت إلى مصرع 6 مسلحين وجرح 13 مدنياً بينهم 3 نساء، مقابل 3 استهدافات الشهر الذي سبقه قتلت مسلحاً واحداً وجرحت 4 مدنيين آخرين. وفي يوم واحد تمكنت المسيرات تابعة للجيش التركي من قتل قيادي في قسد لدى استهداف سيارته العسكرية في قرية بير عرب بريف تل أبيض شمال الرقة، ومن ثم قيادي اخر قتل في قرية القزعلي بريف تل أبيض اثر استهداف مسيّرة تركية من نوع "درون" موقعاً عسكرياً لقسد، وضربت مسيرة أخرى عدداً من المواطنين على الطريق الدولي المعروفة بـm4 في المدخل الشمالي لناحية عين عيسى شمال الرقة، ما أسفر عن إصابة مواطنين اثنين، في استهداف هو الثالث من نوعه في يوم واحد، ما يوضح اعتماد الجيش التركي في هجماته في الفترة الأخيرة على المسيرات وبوتيرة أعلى من الفترة السابقة.

هذا التصعيد ترافق بحملة مكثفة من القصف المدفعي والصاروخي استهدف معظم القرى والبلدات في ريفي حلب والحسكة، وتركز القصف في ناحية تل رفعت، وقرى: حربل ـ كفرنايا ـ كفر ناصح ـ شيخ هلال ـ شيخ عيسى ـ أم حوش ـ مزارع حساجك ـ أم القرى ـ تل مضيق ـ وسد الشهباء وقرى، بينة ـ آقيبة ـ صوغانكة ـ تنب وكشتعار ـ مرعناز ـ علقمية ـ المالكية ـ شوراغة ـ وقلعة شوارغة ومطار منغ في ريف حلب، وأسفر القصف التركي، عن إصابة 6 نساء بجروح متفاوتة في محيط ناحية تل رفعت، كن يعملن في جني محصول البطاطا. وساد التوتر ولليوم الرابع في ناحيتي أبو راسين وتل تمر شمال غرب محافظة الحسكة، إثر استهداف الجيش التركي والمجموعات المسلح أرياف الناحيتين بالقذائف المدفعية والصاروخية، في مسعى لتهجير السكان من مناطق سكنهم وخلق جو من عدم الاستقرار.

الأوساط المتابعة في سوريا، ترى ان التصعيد العسكري التركي عبر الطائرات المسيرة، او القصف الميداني، يأتي متناغما مع التصريحات التركية، التي تركز على استمرار الخيار العسكري في الشمال السوري، وهذا التناغم يسعى منه الاتراك لإضعاف قسد، والتأثير في بنيتها الإدارية والعسكرية الأمنية، من خلال الاستهداف بالطائرات المسيرة، وقتل أكبر عدد من قياديها، والعمل على افراغ المناطق من المدنيين عبر تكثيف القصف المدفعي والصاروخي، ما يجعل من تلك المناطق تحت وابل القصف الناري والحرب النفسية.

*بقلم حسام زيدان