الجميع خاسرون.. لا أحد ينجو من اي حرب نووية

الجميع خاسرون.. لا أحد ينجو من اي حرب نووية
الثلاثاء ٠٢ أغسطس ٢٠٢٢ - ١٠:٢٥ بتوقيت غرينتش

تعيش المعمورة في السنوات الاخيرة وتحديدا بعد اندلاع الازمة الروسية الاوكرانية على صفيح ساخن قد لا تتحمل شدة حرارته كثير من دول العالم وإن كانت تمتلك أكبر ترسانة سلاح نووي.

العالم - كشكول

عادة الخطر يشمل بالدرجة الاولى الدول التي تعيش (في) او (قرب) بؤر التوتر، كما في شرق اوروبا حيث دفعت التحديات الدولية وخطط الاخلال بالتوازن الدولي الاستراتيجي القادمة من اوروبا وتحديدا من حلفها الاطلسي قوات الردع في روسيا "التي تشمل الأسلحة النووية"، في حالة تأهب قصوى.

وبذلك تعيش اوروبا اليوم حالة تاهب قصوى إثر استفحال بؤر التصادم بين أقطاب دول كبرى تتمتع غالبيتها بترسانات من الاسلحة الفتاكة المدمرة التي لو استعرت فعلا فلن يكون هناك في الافق اي رابح لاي حرب مدمرة قد تندلع على مستوى الحرب النووية.

في غضون أيام من الهجوم الروسي على اوكرانيا في 24 شباط/فبراير وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الردع الروسية في حالة تأهب قصوى مشيرا إلى ما وصفه بـ"التصريحات العدوانية لقادة حلف شمال الأطلسي والعقوبات الاقتصادية الغربية ضد بلاده".

بالامس حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تفاقم الأزمات "ذات الصبغة النووية"، وذلك اثناء اجتماع دبلوماسي في مؤتمر "مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي في نيويورك" للأمم المتحدة الذي يستمر شهرا.

المؤتمر الدولي المذكور جاء متأخرا لاكثر من عامين اذ كان من المفترض ان يعقد في 2020 ولكن تم تأجله بسبب جائحة كوفيد-19، وايضا جاء بعد 5 أشهر من الأزمة الروسية الاوكرانية ومع اشتعال التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان.

الاتفاقات الدولية على الحد من التسلح تعتبر مجالا خصبا يمكن إحراز تقدم عالمي فيه على الرغم من الخلافات الأوسع نطاقا، لكن هل يثبت قادة الدول الكبرى على اقوالهم ام ان هناك من يحاول فعلا تاجيج الاوضاع باستقطاب دول وضمها الى تحالفاته الاسترتيجية ما ييربك ميزان التوازن الاستراتسجي الدولي كما في محاولة جر اوكرانيا ودول اوروبية شرقية اخرى الى حلف شمال الاطلسي الامر الذي كان يشكل تهديدا مباشرا لروسيا وميزان القوى الاستراتيحي.

من ذلك ما ورد يوم امس الاثنين من تصريحات متبادلة ظاهرها يخفف من شدة التوتر العالمي حيث كتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة إلى المشاركين في المؤتمر المذكور انه "لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في حرب نووية ولا ينبغي إطلاقها أبدا، ونحن ندافع عن الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة لجميع أعضاء المجتمع الدولي".

بالمقابل قال الرئيس الاميركي جو بايدن ان "إدارتي مستعدة للتفاوض على وجه السرعة بشأن إطار جديد للحد من الأسلحة ليحل محل معاهدة "ستارت" الجديدة عندما تنتهي في عام 2026، بينما يرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 تظل أفضل نتيجة للولايات المتحدة وإيران والعالم.

على الجميع ان يستذكر ان التفاوض يتطلب وجود شريك لديه الرغبة ويعمل بحسن نية"، ولا ثقة للمجتمع الدولي من نوايا الولايات المتحدة التي استخدمت لوحدها القنبلة النووية بحق السكان المدنيين العزل في اليابان في هيروشيما وناكازاكي في في السادس من آب/أغسطس 1945.

انطلاقا من المجزرة الاميركية في اليابان حث رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يوم امس الاثنين، جميع الدول النووية على التصرف "بمسؤولية، قائلا: "العالم قلق من ظهور خطر كارثة استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى".

فهل يعي رؤساء التحالفات الدولية واقطابها خطورة الترسانات النووية التي تهدد المعمورة برمتها دون الظفر أو الفوز لاي من المتحاربين بوشاح الفائز الاول في السباق المدمر في حرب اذا وقعت سيكون الجميع عندها من الخاسرين.

السيد ابو ايمان

كلمات دليلية :