قيادات من "الجهاد" تتحدث حول محاولة العدو لتفتيت العلاقة بين "الجهاد وحماس"

قيادات من
السبت ١٣ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

منذ اللحظة الأولى لعملية الغدر الصهيونية التي طالت القيادي في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، انطلقت آلة الدعاية الإسرائيلية، وعبر كل أدواتها الوظيفية أو القيادية للتأكيد أن العملية العسكرية تستهدف حركة الجهاد الإسلامي فقط.

العالم _ فلسطین

الموقف الصهيوني واجهته فصائل المقاومة بالتأكيد على رفض الاستفراد بفصيل فلسطيني دون آخر، والتشديد أن المعركة هي معركة الكل الوطني الفلسطيني بعيداً عن أي تقسيمات.

ولم تكتف الفصائل الفلسطينية بالموقف السياسي واللفظي؛ فكانت الوحدة في الميدان وعبر الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة حاضنة للفعل الميداني لفصائل المقاومة كافة، ووسيلة أكدت من خلالها الفصائل وحدتها واستعدادها لخوض المعركة موحدة لتضرب الاحتلال عن قوس واحدة.

لكن الاحتلال، وعلى ما يبدو، كان أحد أهم أهدافه من المعركة في غزة شق صف المقاومة الفلسطينية، وزرع الشقاق بينها، وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وعزز ذلك باستهداف مواقع ومقدرات حركة الجهاد الإسلامي خاصةً، في حين حاول الابتعاد عن استهداف كتائب القسام ومواقعها.

وما زاد الموقف تعقيداً عدم الإعلان علنيًّا وبوضوح عن مشاركة كتائب القسام في المعركة الأخيرة، والتي استمرت 3 أيام.

وعقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار برعاية مصرية منتصف ليلة أمس، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، خلال مؤتمر صحفي من طهران، وحدة قوى المقاومة في وجه العدو الصهيوني، وقال: إن "حركتي الجهاد وحماس في حالة تحالف مستمر".

وبين أن الاحتلال يسعى دائما لإيقاع الفرقة بين القوى الفلسطينية المقاومة، لكنه يفشل، وأكد أنه "ورغم عدم مشاركة حماس عسكرياً في المعركة إلا أنها كانت العمود الفقري للحاضنة الشعبية التي ساندت المقاومة".

هذه المواقف جاءت منسجمة مع ما أعلنت عنه حركة "حماس"، في بيان لها في مارس المنصرم، أنها "أنهت سلسلة من اللقاءات الموسعة مع حركة الجهاد الإسلامي شارك فيها قادة سياسيون وعسكريون".

وبينت، في حينه، أن اللقاءات تناولت "هموم الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية، وآليات تعزيز برنامج المقاومة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية، وترسيخ العمل المشترك بين الحركتين باعتبارهما رأس حربة مشروع المقاومة جنباً إلى جنب مع فصائل المقاومة كافة وكل الوطنيين الأحرار".

وبحسب البيان، "تعهدت الحركتان بالمضي في طريق المقاومة والوحدة، وصولاً إلى تحقيق أهدافنا في التحرير والعودة".

ورغم هذه المواقف الحديثة والقديمة، إلا أن أطرافاً كثيرة، حاولت من خلال ضخّ إعلاميّ كبير التشكيك في طبيعة العلاقة بين الحركتين، والتشكيك في دور حركة حماس في المعركة الأخيرة خصوصاً، وفي المشهد الفلسطيني المقاوم عموماً، وهو ما دفع "المركز الفلسطيني للإعلام" لمحاولة استجلاء موقف حركة الجهاد الإسلامي خاصةً حول هذا الموضوع.

ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف، أكّد وحدة الكلمة والموقف بين حركته وحركة حماس، مبيناً أن المقاومة تدير المواجهة وفق وحدة ميدانية متكاملة.

وقال "أبو شريف": إن سرايا القدس قادت المواجهة مع قوى المقاومة بإسناد واحتضان شعبي، وكانت حركة حماس عمودا فقريا لهذه الحاضنة.

وأوضح أنّ الغرفة المشتركة كانت على انعقاد دائم في غزة؛ لتقييم الأوضاع، والتوافق على سيرورة المواجهة.

وشدد القيادي في "الجهاد" أنّ كل المحاولات الرامية لشق صف المقاومة لن تنجح "وهي محاولات تبوء بالفشل في ظل التنسيق والتكامل بين قوى المقاومة".

من جهته، أكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في جنين، ماهر الأخرس، أن حركة "حماس" وفرت بيئة أمنية وسياسية واجتماعية حاضنة للمقاومة في قطاع غزة، نتج عنها قوة في الإعداد.

وذكر "الأخرس" أن الوحدة تجسدت في غزة عبر الغرفة المشتركة التي كانت منعقدة في القطاع، في إشارة واضحة على وحدة الموقف بالقطاع.

ويرى أن عدم مشاركة فصيل في المعركة أمر يعود تقديره للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة؛ "فهي أخبر في إدارة المواجهة".

وأكد أن قوى المقاومة موحدة في إدارة المواجهة مع الاحتلال، وأن حركتي حماس والجهاد يعملان كتفا لكتف في إدارة المقاومة مع الاحتلال.

وذكر "الأخرس"، أن المقاومة بكل فصائلها كانت حاضرة، مؤكداً أن "الجميع شارك وفق تقديرات إدارة المواجهة التي تصدرتها سرايا القدس إلى جانب قوى المقاومة".

ويأمل الفلسطينيون في أعقاب انتهاء المعركة الأخيرة، أن تستمر اللحمة قوية ومتينة بين ركيزتي العمل المقاوم الأساسيتين في فلسطين، وأن تتجاوز الحركتان المحاولات الصهيونية الشيطانية للاستفراد بإحداهما أو زرع بذور الشقاق والفرقة بينهما، وصولاً إلى تحقيق الأهداف بتحرير الأرض والإنسان وتطهير المقدسات.

"المركز الفلسطيني للإعلام"