الرد الإيراني على المقترح الأوروبي.. لا مسودة نهائية على الطاولة

الرد الإيراني على المقترح الأوروبي.. لا مسودة نهائية على الطاولة
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٩:٠٥ بتوقيت غرينتش

رد ايران على المقترح الاوروبي بشأن رفع الحظر الامريكي عن ايران، رغم انه لم يتضح مضمونه بعد، إلا انه ومن خلال تصريحات بعض المسؤولين الايرانيين، يتضمن تأكيدا على عدم التراجع عن خطوط ايران الحمراء، وهي الاستفادة من المنافع الاقتصادية للاتفاق النووي، والحصول على الضمانات اللازمة، ما يضمن لايران تحقيق مصالحها.

العالم كشكول

الرد الايراني جاء من دون اي اعتناء لا بالاجآل القريبة ولا البعيدة التي وضعتها امريكا وحلفاؤها، ولا بالنصوص النهائية ولا المؤقتة، ولا بالتهديدات العسكرية ولا الاقتصادية، فالخطوط الحمراء الايرانية لا يحق لاي طرف تجاوزها، بغض النظر عما إذا تم التوصل للاتفاق أم لا، فمسودة الاقتراح الاوروبي هي "نهائية" للاطرف الاخرى فقط، اما بالنسبة لايران، تبقى مقترحا قابلا للنقاش، ما لم يأخذ في الاعتبار خطوط ايران الحمراء الثلاثة.

ايران طالبت ان تتوقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن استخدام اوراق ضغط مهترئة، مثل ورقة "وجود آثار يورانيوم في موقع بإيران يعود الى سنوات ماضية"، كما طالبت بضمانات تحول دون انتهاك امريكا للاتفاق مرة اخرى، كما فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفي حال رفضت امريكا احترام الخطوط الحمراء الايرانية، فالعالم لن يصل الى نهايته، واذا ما كانت هناك في جعبة امريكا خطة بديلة، ففي جعبة ايران ايضا، ليس فقط خطة، بل خطط بديلة، ولكل مقام مقال.

على حلفاء امريكا الاوروبيين الا يكرروا كالببغاء ما تقوله امريكا، فإيران تتفاوض بشكل غير مباشر مع بلد يعلن مسؤولوه ليل نهار انهم لن يقدموا اي تعهد بالالتزام بالاتفاق النووي لانه "تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا"، اما خصوم الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، من الجمهوريين، فهم ايضا لا يتورعون عن تكرار تهديدهم بانهم سيخرجون من الاتفاق النووي في حال فوزهم بالرئاسة في أمريكا. تُرى كيف يجب ان تتعامل ايران مع مثل هذا النظام السياسي، الذي يتعامل مع الاتفاقيات الدولية بمنطق الكابوي لا بمنطق دولة تحترم توقيعها؟. مثل هذا التعجرف والفوقية، يجب ان يُقابل بموقف حازم صارم، لحرمان الرئيس الامريكي الحالي والرئيس الامريكي القادم ، من ان يتعامل بمزاجية مع الاتفاق النووي، في ظل هيمنة الصهيونية العالمية على الدولة العميقة في امريكا، والتي تناصب ايران العداء.

من الصعب جدا على ايران ان تضع كل مصالحها الاقتصادية، ومستقبل برنامجها النووي السلمي، بيد مجموعة تحركها "اسرائيل" أنى شاءت، لذلك على الامريكيين والاوروبيين ان يفهموا ايران جيدا، وان يتعاملوا معها بندية بعيدا عن التهديد والوعيد والخداع والمراوغة، فكل هذه الوسائل فشلت في دفع ايران لتتنازل عن قرارها السيادي ومصالحها المشروعة، وفي مقدمة هذه المصالح، امتلاكها برنامجا نوويا سلميا، يخدم نهضتها العلمية الكبرى التي انطلقت بسرعة ولن تتوقف.