من المستفيد أكثر من الاتفاق النووي الإيراني؟

الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

أكد مدير المركز العالمي للتوثيق د. جهاد سعد من بيروت ان واقع الجمهورية الاسلامية الحالي هو موقف الجهة غير المستعجلة على عقد الاتفاق لان مسألة الوقت لصالحها مشيرا الى ان الكاتبين قد بيّنا ان الوقت لصالح الجمهورية الاسلامية في ملاحظة دقيقة جدا عندما قالا ان اقتصاد الجمهورية الاسلامية سيكون قد تعافى.

العالمقلم رصاص

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج" قلم رصاص "، لفت سعد الى عملية التشابك التي تحصل بين الاقتصاد الايراني والروسي والصيني تبعا للاتفاقيات التي عقدت مع روسيا والصين على مدى 25 عاما و 20 عاما وبالتالي هم يقولون ان الوضع الاقتصادي الايراني الحالي يمكن أن يدفع الجمهورية الاسلامية الى القبول بهذا الاتفاق بالشروط الحالية ولكن اذا تأخرتم أكثر فقد تجد ايران نفسها ليست بحاجة أصلا لعقد هذا الاتفاق.

ويتناول برنامج " قلم رصاص"، ما كتبه نائب مدير مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن التابع للمجلس الأطلسي ماثيو كرونيغ والاستاذة في جامعة جورج تاون إيما أشفورد حيث نشر مقالا مشتركا في مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تحت عنوان:الاتفاق النووي الإيراني في نسخته الجديدة.. هذه الدولة ترفضه، لكن مَن الجانب المستفيد أكثر؟

وقال المقال :"يستدل مؤيدو الاتفاق الجديد على وجاهة رأيهم بأن إيران واجهت شتى أنواع الضغط، ما عدا القوة العسكرية الشاملة، ولم يفلح ذلك في إجبارها على الانصياع، الايرانيون لطالما رفضوا التخلي عن حيازة ايران لقدرات تخصيب محلية لأنها علامة على الهيبة والكرامة الوطنية في إيران وخوفاً من أن تحرمهم الدول الأخرى إمدادات الوقود النووي. ولما كان النظام الإيراني يخضع لحظر شبه مستمر منذ تأسيسه، فإن خوفه منطقي في هذا السياق.

ورأى الكاتبان أن إيران ستكون أقوى في عام 2030 مما هي عليه الآن، لأن اقتصادها سيكون قد تعافى وتشابك مع بقية دول العالم، ومن ثم ستكون الولايات المتحدة أقل قدرة على التهديد بفرض عقوبات على اقتصاد إيران المزدهر من قدرتها على تقييد اقتصادها المتأخر بالفعل حالياً.

وان الاتفاق يسهم في معالجة أزمة الطاقة المستمرة بزيادة حصة النفط الإيراني في السوق، ومن ثم تخفيض أسعار النفط، فإيران قادرة على زيادة المعروض العالمي من النفط بنسبة 1 % إلى 5% بحلول العام المقبل، ولا شك في أن ذلك يساعد في تجنيب العالم بعض الاضطراب في الأسعار بسبب الحرب على أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا.

وتقول أشفورد إنه ليس من المستغرب أن الإسرائيليين فقط هم من يعارضون هذا الاتفاق، فالولايات المتحدة وأوروبا وروسيا، وحتى الصين، يرون أن العودة إلى الاتفاق النووي أمر لا يحتاج إلى تفكير.

وتتساءل أشفورد عن السبب الذي يدعو للالتفات إلى اعتراض دولة لم تنضم بالأساس إلى معاهدة حظر الانتشار النووي لأن لديها برنامجاً نووياً يعرف الجميع بشأنه.

وتطرق البرنامج الى ما كتبه الباحث السويدي تريتا بارسي في مقالة شاملة نشرها موقع "فورين أفيرز" تحت عنوان "الفرصة الأخيرة لأمريكا وإيران" وقال:"هناك الآن انعدام ثقة عميق سواء في طهران أو في عواصم أخرى حول العالم، بشأن قدرة واشنطن على الالتزام باتفاقياتها الدولية".

أدى عدم الاستقرار السياسي والاستقطاب [الانقسام] في الولايات المتحدة إلى جعل أي وعد أميركي غير جدير بالثقة في أحسن الأحوال. هذا الوضع الجديد الذي لم يعد متوقعاً بموجبه أن يحترم رؤساء الولايات المتحدة الاتفاقيات التي وقعها أسلافهم، عمق مخاوف طهران أكثر بشأن تجديد خطة العمل الشاملة المشتركة".

وقال :"من وجهة نظر طهران، أصبح العالم الآن متعدد الأقطاب بشكل لا رجعة فيه، ما خلق بيئة مناسبة لبدء تحسين آفاق إيران الجيوسياسية كقوة إقليمية كبرى. وبحسب طريقة التفكير هذه، فإن أوروبا المنهكة بسبب التهديدات المرتقبة من موسكو، في حاجة ماسة إلى الغاز الإيراني، وبطريقة موازية أدت الصراعات المتزايدة بين الصين وروسيا مع الولايات المتحدة إلى زيادة الحاجة إلى تعزيز العلاقات مع طهران، بالتالي، سيوفر ترابط الاقتصاد العالمي بين الغرب والشرق لإيران وسائل جديدة للهروب من الحظر الأميركي.

التفاصيل في الفيديو المرفق ..