زيارة وفد حماس لموسكو.. دلالات التوقيت والتأثير

زيارة وفد حماس لموسكو.. دلالات التوقيت والتأثير
الأحد ١١ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة إسماعيل هنية إلى موسكو، تحمل في طياتها دلالات مهمة وكبيرة، سيما أن الزيارة تأتي في توقيت تتم فيه إعادة صياغة الجغرافيا السياسية للعالم والمنطقة.

العالم - فلسطين

ووصل رئيس المكتب السياسي لحماس"، إسماعيل هنية، أمس السبت، إلى العاصمة الروسية موسكو، برفقة وفد من قيادة الحركة يضمّ كلاً من صالح عاروري، نائب رئيس الحركة، وعضوي المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، وماهر صلاح.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس حركة "حماس"، طاهر النونو، في بيان صحافي، إن هنية "وصل إلى موسكو في زيارة يعتزم خلالها لقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وعدد من القادة والمسؤولين الروس".

وأشار النونو إلى أنّ "هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من وزارة الخارجية الروسية سوف تستمرّ عدة أيام، وتستهدف بحث آفاق العلاقات الثنائية بما يخدم القضية الفلسطينية".

وأضاف أنّ الزيارة تأتي "في وقت شديد الأهمية على مستوى المنطقة والعالم، إذ سيجري بحث المستجدات الدولية والمتغيرات المتعلقة بالمنطقة وتأثيراتها على القضية الفلسطينية"، مشيداً في الوقت ذاته بالعلاقة مع روسيا ومواقفها من فلسطين.

وتأتي هذه الزيارة بعد قيام وفد رفيع المستوى من حركة "حماس"، برئاسة رئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبو مرزوق، بزيارة إلى موسكو في أيار/مايو الفائت، هدفت إلى إجراء مباحثات مع المسؤولين الروس في عدد من الملفات المهمة والمتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية.

ويمكن- حسب مراقبين- قراءة دلالات هذه الزيارة وأهميتها في عدة سياقات، أبرزها أنها تتم لعاصمة الدولة الثانية في القوة على مستوى العالم، وقد جاءت الزيارة بدعوة من الخارجية الروسية وتتضمن اللقاء مع عدد من القادة الروس.

إلى جانب ما سبق، فإن مستوى وفد حماس برئاسة رئيس الحركة دليل على أهمية الزيارة والقضايا التي سوف تطرح خلالها، بالإضافة لأهمية التوقيت الذي تتم فيه إعادة صياغة الجغرافيا السياسية للعالم.

ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الإسلامية د. وليد المدلل، أن علاقة حماس بروسيا ليست جديدة، والأخيرة واحدة من الدول التي تكاد تكون منفردة من الدول الكبرى التي حافظت على علاقة خاصة مع حماس.

ويوضح المدلل في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه العلاقة مع حماس لها أجندة خاصة من الناحية الروسية، تتمثل في تحسين الوضع لدى العالم السني خاصة بعد أحداث الشيشان وأوكرانيا أفغانستان والشيشان وبعض البلدان الإسلامية وكذلك سوريا وليبيا، وبالتالي تحاول تحسين أوضاع سمعتها لدى العالم السني التي تضرر بشكل كبير جراء تدخلها في شأن هذه الدول.

ويرى أن روسيا تحاول الضغط على الاحتلال (الإسرائيلي) عبر حماس، كون أن العلاقة معها تغيظ الاحتلال في ظل حالة التوتر السائدة بينهما في أعقاب الحرب على أوكرانيا.

ويبين أن روسيا تريد من هذه الزيارة القول إنها تقيم علاقة مع حماس من فوق الطاولة وليس كما يفعل الغربيون في محاولة لدفع التهمة بأنها تتصل بجهات إرهابية.

ويشير المدلل أن حماس تحافظ على هذه العلاقة على اعتبار أن روسيا لاعب مهم جدا في الساحة الدولية، وحافظت على علاقات مع حماس سواء في عهد بوتين أو غيره.

ويضيف أن الحركة تعتبر موسكو واحدة من الساحات التي يسمح لها بالتحرك فيها، ومحاولة كسر عدم الاعتراف بحماس من قبل الاتحاد الأوروبي والغربيين بشكل خاص والولايات المتحدة الأمريكية.

ويلفت إلى أن توقيتها له علاقة بما يجري في أوكرانيا وهي محاولة روسية لتخفيف الضغط عليها وتفكيك الموقف الدولي والعقوبات التي يمارسها المجتمع الغربي ضدها.

الزيارة إذن تعكس أهمية حماس التي لم تعد لاعبا فلسطينيا فقط وإنما لاعبا إقليميا وعلى المستوى الدولي، وتستمد قوتها من الإقليم عبر سعيها لتطور من علاقاتها السياسية بشكل كبير.

وكما تعكس الزيارة الدبلوماسية النشطة لرئاسة الحركة، التي تضع حماس نصب أعينها دعم برنامج ومشروع المقاومة، وتأتي في وقت حرج تشهد فيه العلاقات الروسية (الإسرائيلية) توترا بشكل كبير.