بعد اقتحامات الأقصى... المواجهات مستمرة في القدس والضفة

بعد اقتحامات الأقصى... المواجهات مستمرة في القدس والضفة
الإثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش

فيما توالت الاقتحامات الإسرائيلية لساحات المسجد الأقصى، عشية ما يُسمى بـ"رأس السنة العبرية" التي حشدت لها "منظمات الهيكل" على مدار الأيام السابقة، فإن المواجهات لا تزال مشتعلة في مناطق متفرقة في مدينة القدس المحتلة، من قبل الفلسطينيين الذين يتصدون لفرض الاحتلال وقائع جديدة في المسجد الأقصى، ما يُنذر بتصعيد محتمل خلال الأيام المقبلة.

العالم - مقالات وتحليلات

وتشهد عمليات المقاومة تصاعداً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ممّا يربك حسابات الاحتلال ويفشل منظومته الأمنية، التي تلقي باللوم إمّا على "ضعف" السلطة الفلسطينية وأجهزتها، أو على فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بـ"إشعال الوضع".

وقد ألقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، صباح يوم أمس، اللوم على السلطة الفلسطينية عما يجري في الضفة الغربية.

وقال لابيد، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، إن "ما يحدث في الضفة الغربية هو نتيجة ضعف السلطة وأجهزتها، هذا ليس شيئاً جيداً، لدينا تعاون جيد مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، مما يتيح الحياة الطبيعية في الضفة لليهود والفلسطينيين، ومن مصلحتنا أن يستمر هذا، حماس والجهاد يبذلون جهوداً كبيرة لإشعال الوضع هناك".

وفي السياق، حذر رئيس "الشاباك"، رونين بار، قائد "حماس" في غزة، يحيى السنوار، بالقول: "أنصح السنوار في التفكير في خطواته، لا يمكن أن يبقى الهدوء بغزة في وقت تشعل فيه حماس الأوضاع في الضفة الغربية من خلال تجنيد خلايا ومحاولة تنفيذ هجمات مسلحة".

وردّ الناطق باسم "حماس"، فوزي برهوم، على تهديدات "الشاباك"، بالقول إنها "تعكس المأزق السياسي والأمني والعسكري الذي يعاني منه قادة الاحتلال بفعل المعادلات التي فرضتها عليه المقاومة في غزة، والصمود البطولي والأسطوري لشعبنا ومقاومته المباركة الباسلة المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس"، مشيراً إلى أن هذه تهديدات "ليست جديدة ولا تخيف شعبنا الفلسطيني ولا قيادة المقاومة".

كما تحدث إعلام الاحتلال عن قلق في صفوف قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية من صمت قادة المنظمات في غزة على الأوضاع التي تجري الآن على الأرض ويعتقدون أن «حماس» على وجه الخصوص ستباغت بضربة غير مسبوقة تجاه تل أبيب.

وفي سياق تصدي الفلسطينيين لإجراءات الاحتلال الاستفزازية، استهدف الشبان الثائر آليات الاحتلال في بلدة بيت إجزاء شمال غرب القدس المحتلة بالزجاجات الحارقة، وذلك خلال المواجهات المستمرة في البلدة. واندلعت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في شارع الجدار في بلدة بيت إجزا شمال غرب مدينة القدس المحتلة.

كذلك، لا تزال المواجهات مستمرة في بلدة سلوان بالقدس، حيث يتم استهداف قوات الاحتلال بالمفرقعات النارية.

وأفادت مصادر محلية باندلاع حريق كبير في بلدة الطور بفعل القنابل التي أطلقتها قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين. كما اقتحمت قوات الاحتلال مجموعة من المحال التجارية في بلدة جبل المكبر بالقدس.

وفي سياق متصل، أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت في قرية النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله، وأغلقوا البوابة المنصوبة على مدخل القرية، وذلك خلال مواجهات اندلعت بينها وبين الشبان الفلسطينيين.

واستشهد فجر يوم الأحد، المقاوم الشاب سائد الكوني، وأصيب ثلاثة آخرون، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اشتباك مسلح في منطقة التعاون جنوب نابلس. وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب كرم مخلوف بعد مداهمة منزله في مخيم الجلزون شمال رام المدينة.

اقتحام المسجد الأقصى

وصباحاً، اقتحم نحو 114 مستوطنا تلاها 3 مجموعات بأعداد كبيرة، قدّرت بأكثر من 300 مستوطن، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وانتشرت قوات الاحتلال في ساحات المسجد، ومنعت الفلسطينيين من دخول منطقة مصلى باب الرحمة، بينما أدى المستوطنون طقوساً تلمودية ورقصات وأغاني وتجولوا في ساحات المسجد، في خطوة استفزازية.

ودعت القوات الإسرائيلية المستوطنين وخاصة في القدس إلى «حمل السلاح خلال رأس السنة العبرية»، وفق ما نقلت إذاعة البث الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، جدّد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، دعوته لشد الرحال والرباط في المسجد.

وقال إن الاقتحام الذي دعا إليه المستوطنون ويبدأ غدا الاثنين يمثل سابقة خطيرة، لافتاً إلى أن ما يدعون إليه من إدخال البوق للنفخ فيه داخل الأقصى، مرفوض لدى الكل الفلسطيني.

وأشار إلى أن «الجماعات الصهيونية، مدعومة من حكومة الاحتلال، تنفذ هذه الاعتداءات»، موضحاً أن خطورة هذا الاقتحام "واضحة جداً، لأن الهدف البعيد لديهم هو فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى".

ومن جانبها، أكدت حركة حماس أن المسجد الأقصى في قلب معركتنا المستمرة ضد العدو الصهيوني»، مشددة على أن «شعبنا سيواصل نضاله حماية له حتى تحريره من الاحتلال.

ودعت الحركة، في بيان، الشعب الفلسطيني إلى «مواصلة مسيرة النضال والمقاومة والتصدي لاقتحامات الاحتلال ومستوطنيه ومخططاتهم التهويدية بإقامة شعائرهم التلمودية في أقصانا المبارك في الأيام القادمة، في ذكرى ما يُسمّى رأس السنة العبرية والأعياد اليهودية».

الأخبار