ليس من أجل مهسا..

الأربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:١٦ بتوقيت غرينتش

مهاجمة قوات الشرطة.. قطع رؤوس قوات الأمن.. حرق علم البلاد.. إهانة المقدسات.. الاعتداء على سيارات الإسعاف وعربات الإنقاذ.. إزعاج الناس.. وتدمير الممتلكات العامة..

العالم - وثائقيات إيران

هذه الأفعال ليست إلا جزءاً من آلة العنف التي أطلقها مثيروا الشغب بدعوة ما يسمى الاحتجاج على الوفاة المثيرة للشكوك لفتاة اسمها مهسا أميني.

خبر مرير

الخميس 16 أيلول/سبتمبر

في يوم الخميس الموافق السادس عشر من ايلول سبتمبر، تسبب إنتشار خبر بصدمة للكثير من الناس.

مهسا أميني، الفتاة الشابة التي بعد أن اقتادتها شرطة الأمن الأخلاقي إلى مركز الشرطة، دخلت في غيبوبة وتم نقلها إلى مستشفى كسرى بالعاصمة طهران.

هذه الأنباء ازدادت مرارة في يوم الجمعة مع إعلان نبأ وفاة هذه الفتاة المنحدرة من محافظة كردستان فی إيران.

منذ البداية، حاولت وسائل الإعلام المناهضة لإيران إثارة بلبلة وخلق أجواء غير مستقرة وذات جبهتين من خلال نشر روايات مشبوهة حول الحادث.. زاعمة أن هذه الفتاة الشابة قد تعرضت للضرب.

فور وقوع الحادث، صدرت ثلاثة أوامر خاصة من قبل رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس القضاء الإيراني.. رئيس الجمهورية الذي كان يتواجد آنذاك في أوزبكستان للمشاركة في قمة شنغهاي، أوعز لوزير الداخلية بمتابعة الحادث المأساوي الذي وقع لمهسا أميني والتحقيق بالأمر.

الجمعة 17 أيلول/سبتمبر

(الجمعة السابع عشر من ايلول سبتمبر - محادثة هاتفية لوزير الداخلية أحمد وحيدي مع قسم الأخبار في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون: في الخطوة الأولى، تحدثنا مع وزارة الصحة وهيئة الطب العدلي، لكي يتمكنوا من الإعلان بأسرع وقت ممكن عن سبب الوفاة مع إجراء تحقيق دقيق. وفي نفس الوقت طُلب من قيادة الشرطة جمع كافة الأدلة والمستندات، كما طلب من مساعد الشؤون الأمنية بوزارة الداخلية متابعة هذا الموضوع والإشراف عليه، وإن شاء الله نأمل في أن تتضح ملابسات وأسباب هذا الحادث في أقرب وقت ممكن).

بالتزامن مع إجراءات الحكومة، أعلنت السلطة القضائية في ايران أيضًا إطلاق تحقيق في القضية على وجه السرعة والدقة.

الإثنين 19 أيلول/سبتمبر

الاثنين التاسع عشر من ايلول سبتمبر - محسني إجيي - رئيس السلطة القضائية في إيران: أؤكد لأسرة السيدة أميني أن القضية ستتم متابعتها بسرعة وبعناية وسيتم إعلان نتائج التحقيق على أساس الحق والمعايير، كما أننا لن نراعي أي إعتبار بهذا الصدد).

منذ بداية الحادث، كلف نواب الشعب، لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإيراني بالتحقيق في الأمر بدقة، وأكد النواب بشكل منفصل أنهم سيتابعون الأمر حتى الوصول إلى النتيجة النهائية.

الثلاثاء 20 أيلول/سبتمبر

رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في جلسة علنية: أقدم التعازي لأسرة السيدة مهسا أميني. لقد خلفت وفاتها حزنًا عميقًا في قلوبنا، ومنذ الساعة الأولى وبمجرد إطلاع النواب على وقوع الحادث، وَضعت الهيئات التنظيمية في البرلمان وبحساسية بالغة عملية متابعة هذه القضية على جدول أعمالها.

أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وبعد عودته من زيارة خارجية، اتصالاً هاتفياً مع أسرة المرحوم مهسا أميني وقدم تعازيه لهذه العائلة مجدداً وقال:"إن ابنتكم هي بمثابة ابنتي وأشعر أن هذا الحادث وقع لإحدى أحبائي. وتأكدوا أنني سأطالب بمتابعة هذه القضية من الجهات المعنية حتى تتضح كافة أبعادها"

وفي هذا السياق أجاب قائد شرطة طهران على أسئلة الصحفيين حول هذا الحادث خلال مؤتمر صحفي عرض فيه نسخة أكثر تفصيلاً لمقاطع الفيديو المتعلقة بحضور المرحومة مهسا أميني في أحد الصفوف الإرشادية في مركز للشرطة مؤكداً عدم حدوث أي إهمال من جانب قوات الشرطة.

بإسم مهسا، وفي صالح مثيري الشغب

بينما كانت جميع الإجهزة والجهات المعنية تعكف على التحقيق بشأن ملابسات هذا الحادث بدقة، وعلى أعتاب الزيارة المهمة للرئيس الإيراني إلى نيويورك، حاول بعض الأفراد تنظيم تجمعات غير قانونية في بعض مدن إيران مستغلين العواطف الجياشة التي أعقبت وفاة مهسا أميني. تجمعات لم تبق بصورة تجمعات .. بل تحولت من قبل عناصر مثيري الشغب إلى ساحة لتصفية الحسابات مع إيران ونظام الجمهورية الإسلامية.

إن مراقبة مجريات بعض أعمال الشغب التي وقعت في طهران ومدن أخرى تظهر بوضوح أن المتظاهرين لم يكونوا يسعون للكشف عن حقائق سبب وفاة مهسا أميني، بل كانوا يسعون إلى إثارة الاضطرابات وانعدام الأمن وترديد شعارات مناهضة ضد الإسلام والجمهورية الإسلامية.

الدعم الإعلامي للإضطرابات

رواية الاحتجاجات وتدريب مثيري الشغب والتوزيع الواسع النطاق لصور مثيري الشغب المخالفة للقوانين والمعايير، هي الإجراءات التي تصدرت جدول أعمال وسائل الإعلام المناهضة للجمهورية الإسلامية. والتي قامت بقطع برامجها العادية وعملت على زيادة ساعات بث برامجها وجندت كل عناصرها للتحكم بالأوضاع. قناة ايران انترناشونال السعودية ، المعروفة بين الإيرانيين بإسم السعودية إنترناشونال، وشبكة بي بي سي الفارسية توليتا مسؤولية إنتاج البرامج والمحتوى الإعلامي المتعلق بهذه الاضطرابات. وفي تقسيم جديد للمهام، تولت السعودية إنترناشونال وبي بي سي الفارسية مسؤولية توفير المادة الإعلامية، وبطريقة أحادية الاتجاه، لوسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية والعربية، خاصة لقناتي العربية والحدث.

فتنة المشاهير

وفي هذا السياق سعت بعض الشخصيات المناهضة لإيران التي تعيش في الخارج لتحريض الناس وقيادة أعمال الشغب من خلال التعاون الوثيق مع وسائل الإعلام المعارضة للجمهورية الإسلامية، بحيث أصبح هؤلاء الأفراد من المشاهدين الدائمين للمحطات السعودية والإنجليزية والأميركية، وجانباً لتوجيه مثيري الشغب.

مسيح علي نجاد التي تحمل صفة مزيفة هي ناشطة اجتماعية: هناك سبيل واحد فقط . وهو، تدمير الجمهورية الإسلامية

شاهين نجفي - المطرب الهارب: مجتمعنا حزين الآن. لكننا نحتاج للغضب أكثر من الحزن. نحتاج لغضب شعبي. هذا النظام لن يختفي بالعناق والقبلات، ولا بالهاشتاج. أولئك الذين يقولون أن هذا النظام لن يزول بالهاشتاج هم على حق. فهو لن يزول إلا بتمزيفه.

إبراهيم حامدي مطرب مؤيد للنظام البهلوي: يجب أن نغضب بدلاً من أن نبكي. يجب أن نشارك هذا الغضب مع بعضنا البعض. وأن نطالب بغضب. فنحن لن نحقق أي شيء بالتسوية.

السياسة الأميركية ولعبة حقوق الإنسان

وإلى جانب وسائل الإعلام، انضم بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والصهاينة إلى مثيري الشغب بعيدًا عن جغرافية ساحة أعمال الشغب.

رئيس الولايات المتحدة الذي يعد السبب في فرض أشد إجراءات الحظر ضد الإيرانيين رجالاً ونساءً، وتعد بلاده من أعنف دول العالم في انتهاك حقوق المرأة، ويسقط مئات الأشخاص ضحايا عنف قوات الأمن في بلاده، نجده يسيء استغلال منبر الأمم المتحدة سنوياً في تصريحاته المناهضة لإيران:

الرئيس الأميركي بايدن: اليوم نقف إلى جانب المواطنين ونساء إيران الشجعان الذين يتظاهرون الآن لضمان حقوقهم الأساسية.

ومن على منبر الأمم المتحدة نفسه، كرر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ادعاءاته ضد إيران، وذلك بعد مرور أربعة أشهر فقط على إطلاق قواته العسكرية النار بشكل مباشر على شيرين أبو عاقلة وارتكب كيانه أعنف الجرائم غير الإنسانية ضد البشرية:

يائير لابيد رئيس وزراء الكيان الصهيوني: النظام الإيراني يكره اليهود، ويكره النساء، ويكره المثليين، ويكره الغرب، ويكره المسلمين الذين يحملون أفكاراً أخرى، إنهم يقتلونهم مثل سلمان رشدي، ومهسا أميني.

لكن الواقع في إيران ...

لقد وقع حادث مأساوي. وجاء جميع المسؤولين الإيرانيين إلى الميدان للتعاطف والمتابعة الدقيقة للقضية. ولا تزال هذه القضية قيد التحقيق، وسيتم الكشف عن أبعادها المختلفة وملابساتها للناس قريبًا. ومن ناحية أخرى، جاء كل أعداء إيران لإستغلال هذا الوضع لتحقيق مآربهم الخاصة وزعزعة سلام وأمن الشعب وتعريضه للخطر. لكن جوابهم جاء من أبناء الشعب. من أناس نزلوا إلى الشوارع في مختلف مدن إيران دفاعًا عن الإسلام والجمهورية الإسلامية ومقدساتهم.

الأزمة الأخيرة التي يشهدها الإيرانيون هذه المرة نُفِّذت تحت اسم الرمز مهسا أميني بهدف الإطاحة بالجمهورية الإسلامية في إيران. وعلى الرغم من أن هذه الأزمة تكررت كعدة أزمات اقتصادية وسياسية أخرى في الماضي، وأزهقت أرواحاً وتسببت بدمار، لكنها لم تحقق نتائجها. ترى هل هي آخر أزمة من هذا الطراز تُفرض على أبناء الشعب الإيراني؟ لا يسعنا سوى أن ننتظر ونرى.

للمزيد شاهدوا الفيديو المرفق..

كلمات دليلية :