المجتمع الدولي يتماهى مع تحالف العدوان.. والهدنة خير دليل

المجتمع الدولي يتماهى مع تحالف العدوان.. والهدنة خير دليل
الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

فشلت الجهود الأممية في تمديد الهدنة باليمن بعد تعنت تحالف العدوان السعودي الاماراتي في التعاطي الايجابي مع المطالب الإنسانية للشعب اليمني والاستمرار بالعدوان السافر وسرقة ونهب ثروات وخيرات اليمن، بالاضافة الى تماهي المجتمع الدولي مع دول العدوان التي حملت صنعاء فشل تمديد الهدنة.

العالم - كشكول

المبعوث الأممي، هانس جروندبرج عبر عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة التي من شأنها توفير فوائد مهمة إضافية للشعب اليمني، مكتفيا بدعوة الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي الى تصعيد العنف، دون تحميل تحالف العدوان فشل مفاوضات تمديد الهدنة وايضا تعنته في تنفيذ التزاماته خلال سريان الهدنة السابقة حيث واصل جرائمه وحصاره تجاه الشعب اليمني.

رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبد السلام أكد ان دول تحالف العدوان تتحمل مسؤولية إفشال الهدنة وتفاقم المعاناة الإنسانية للشعب اليمني مشددا على موقف بلاده المعروف بضرورة صرف مرتبات جميع الموظفين ومعاشات المتقاعدين وإنهاء القيود التعسفية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء وقف الخروقات التي تواصلت حتى مع سريان الهدنة السابقة خلال ٦ أشهر كاملة.

كما واكدت صنعاء على لسان نائب وزير الخارجية حسين العزي ان ما يتصل بالسلام المستدام هو مرهون دائما بوقف الحرب العدوانية وإنهاء الحصار والإحتلال كليا وإعادة الإعمار ومعالجة آثار وتداعيات الحرب والاحترام الدائم لسيادة واستقلال اليمن، الذي يتطلب تحركا فعّالا وإيجابيا لإيقاف هذا العدوان وحماية المدنيين وتشكيل لجان دولية للتحقيق في كافة الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني وتقديم المجرمين للمحاكمة بتهم الارهاب.

ففي احدث احصائية أعلنتها منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، أن ضحايا العدوان السعودي الأمريكي على اليمن من الأطفال والنساء تجاوز 13 ألفاً و384 شهيدا وجريحاً، موضحة أن عدد الشهداء من النساء والأطفال، خلال 2700 يوم من العدوان، بلغ 6289 شهيدا منهم 2433 امرأة و3856 طفلا، فيما بلغ عدد الجرحى من النساء والأطفال 7095، منهم 2858 امرأة و4237 طفلا.

بالطبع قادة صنعاء لن يقفوا مكتوفي الايدي أمام تعنت دول تحالف العدوان بل توعدوا بانتزاع حقوقهم من خلال التلويح بالخيار العسكري، بدءاً من إطلاق تحذيرات متتالية للشركات النفطية العاملة في دول التحالف او في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرته، والتي دعا رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط الشركات والكيانات ذات العلاقة بنهب الثروات السيادية اليمنية إلى التوقف الكامل عن عمليات النهب من مساء الأحد الموافق 2 تشرين الأول/أكتوبر 2022، على أن تتحمل الشركات أو الكيانات المسؤولية الكاملة في حال عدم الالتزام.

يتضح أن تحالف العدوان السعودي الاماراتي لم يعد أمامه إلا استهداف معيشة الشعب اليمني باعتبارها الوسيلة الأسهل لتركيع الشعب بعد أن استنفدوا كل أوراقهم، وبالتالي بات رهانه على الورقة الاقتصادية واستمرار الحصار لكن صنعاء جادة في تهديدها معلنة أن القوات المسلحة هي بصدد الاستعداد والجاهزية لأية تطورات تحمل الشركات التي تنهب ثروات اليمن مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنها.

ان تماهي الأمم المتحدة وأميركا مع تحالف العدوان هو ما افرغ الهدنة من مضمونها ولكن الطرف الوطني اليمني قبل بالتمديد الأول والثاني على أمل أن يكون هناك أدنى شعور بالمسؤولية أو تفهم من قبل دول العدوان ومرتزقتهم رغم ما شابها من تأخير، إلا أن صنعاء حرصت على عدم تفويت أي فرصة يمكن أن تقود نحو السلام والتي لم يكن لديها أي أجندة خاصة سوى مصلحة الشعب وحقوق المواطنين الإنسانية والقانونية.

يجب على المجتمع الدولي واميركا ان تعترف بان سبب فشل الهدنة يقف وراءه تحالف العدوان الذي ماطل في معالجة الملفات الانسانية وانهاء العدوان الغاشم الذي يشنه على الشعب اليمني بدلا من وضع اللوم على صنعاء وتجديد المساعي الأممية المستمرة لتجديد الهدنة قبل أن تنزلق الاوضاع في اليمن إلى مرحلة أكثر خطورة.