“الفدائيون” يتحّدوْن جرائم الكيان.. الملاعب الفلسطينيّة كحالة ثوريّة ضد الاحتلال

“الفدائيون” يتحّدوْن جرائم الكيان.. الملاعب الفلسطينيّة كحالة ثوريّة ضد الاحتلال
الإثنين ١٠ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٨:٤٢ بتوقيت غرينتش

الصورة تُساوي ألف كلمة، وفي الحالة الفلسطينيّة، الصورة تُساوي قضية شعبٍ يرزح تحت نير الاحتلال الغاشِم وينتفِض رافضًا الظلم والغبن والعدوان، يُقاوِم في كلّ مناسبةٍ، ويُوجِّه الرسائل إلى المُحتّل في كلّ مكانٍ.

العالم _ فلسطین

الصورة المُرفقة مع المادّة التالية تختصِر الحالة الثوريّة للشعب العربيّ الفلسطينيّ، وليس لمَنْ يزعمون قيادته، الصورة تقول كلّ شيءٍ وتُعبِّر عن العزّة والكرامة لأبناء هذا الشعب الجبّار، الذين تركهم العرب كالأيتام على موائد اللئيم، وأكّدوا، أيْ الأنظمة العربيّة الرسميّة، للمرّة المليون أنّ العرب هم نكبة فلسطين، وليس فلسطين نكبة العرب.

الصورة المُرفقة التُقِطَت أمس: المُشجّعون في الضفّة الغربيّة المُحتلّة يرفعون لافتة كتب عليها “عذرًا نساء العالم، فماجدات فلسطين لا ينجبن إلّا الشهداء” وذلك خلال مباراة شباب الخليل والظاهرية في الدوري الفلسطينيّ لكرة القدم، الكلمات أبلغ من أنْ تُوصَف، لذا فإنّ الصمت سيّد الموقف.

كثيرةٌ هي المرّات التي استهدف فيها الاحتلال الإسرائيليّ الرياضة الفلسطينيّة، هذا الاحتلال لا يريد لشباب ولأطفال فلسطين السعادة التي تكون على شكل كرّةٍ، ولا أنْ ينافس شبابها الرياضيون في كُبرى المحافل الرياضية العالمية، الرياضة حياة، والاحتلال لا يريد لشعب فلسطين إلّا الموت، لا بلْ أكثر من ذلك، الرياضة تمامًا كالثقافة مقاومة، وشعب فلسطين لم يبخل يومًا عن مقاومة المُحتّل، كأيّ شعبٍ في العالم يئّن تحت نير الاحتلال غير الشرعيّ.

ورغم سوداوية المشهد، وبطش الاحتلال وجرائمه، فإنّ الفلسطينيين يُواصِلون المسيرة، ذلك أنّ جميع أوجه الرياضة الفلسطينية هي فعل تحدٍّ وصمود بوجه الاحتلال. الرياضيون الفلسطينيون يتعرَّضون للتضييق المستمرّ في الضفة الغربيّة المُحتلّة، وللحصار في غزَّة. يتنقّلون للعب المباريات بموجب تصاريح من الاحتلال ووفق مزاجه، كما تُمنَع عنهم المساعدات والتجهيزات الرياضية. أما الملاعب والمقّار الرياضية فلم توفّرها صواريخ الاعتداءات والعدوان على غزَّة أكثر من مرة.

المُضايقات الإسرائيليّة تتحوّل في حالاتٍ عديدةٍ إلى جرائمٍ يندى لها الجبين: لاعبون في ريعان الشباب، ذنبهم الوحيد أنّهم أصّروا على ممارسة كرة القدم، رغم التقييد الذي يفرضه الاحتلال، فكان الأخير لهم بالمرصاد، رصاص الجُبْن والغدر اخترق أجسادهم اليانعة ليرتقوا شهداء، في ظلّ صمتٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ وعالميٍّ مُريبٍ ومُشينٍ.

حتى منتخب كرة القدم الذي يمثّل بكبرياءٍ وعنفوانٍ وعزّة نفسٍ فلسطين في البطولات الخارجيّة يعاني الأمرّين وهو ممنوع من خوض المباريات الدوليّة على أرضه، فضلاً عن أنّ منتخبات وأندية البلدان التي هي في حالة عداء مع دولة الاحتلال ترفض اللّعب في الضفة، وهذا هو الموقف المشرّف والمطلوب دائمًا برفض التطبيع عبر المرور على المعابر الإسرائيليّة، والسبب هو الاحتلال، الاحتلال المُستمّر منذ 74 عامًا.

عمليًا، فإنّ كلّ لاعب كرة قدمٍ فلسطينيٍّ شاء أم أبى هو مشروع شهادة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ اللاعبين في المنتخب الفلسطينيّ وفي الفرق الرياضيّة بالضفّة الغربيّة يتحّدون الاحتلال بصدورهم العاريّة وشجاعتهم المعروفة، إنّهم (فدائيون) بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ وتبعاتٍ وتداعيات.

المشجعون برفعهم اليافطة المُرفقة، وبكلماتٍ قصيرةٍ عبّروا عن تأييدهم لمقاومة الاحتلال، وهي مقاومة أكّدتها الشرعيّة الدوليّة، ووجّهوا رسالةً حادّةً كالموس لكلّ أولئك الذين راهنوا وما زالوا على نهج المفاوضات العبثيّة واتفاق (أوسلو) المنكود: نحن مع المُقاومة.

المصدر: رأي اليوم