بعد دعوة مشرعين أمريكيين لحظر "تيك توك"

أمريكا تقيّد تطبيقات الإنترنت "حصانة".. إيران تقيّد تطبيقات الإنترنت "قمع"!

أمريكا تقيّد تطبيقات الإنترنت
السبت ١٢ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

لا يمكن وضع حدود منطقية ، ناهيك عن الاخلاقية،  للسياسة الامريكية،  ليس ازاء الاحداث الدولية المختلفة، بل ازاء القضايا التي تتشابه في جميع البلدان، فهي حدود ز ئبقية، تتحرك ليس فقط وفقا لمصلحة امريكا، وهي مصلحة قد تكون مُبررة، ولكن وفقا للعنهجية والغطرسة الامريكية القائمة على القوة المجردة فقط.

العالم كشكول

على سبيل المثال لا الحصر، تقود امريكا اليوم تحالفا اسرائيليا سعوديا غربيا ضد ايران، لاثارة الشغب عبر اذرعها المعروفة بشبكات التواصل الاجتماعي الامريكية، وعبر تهريب الاسلحة والمتفجرات، وعبر ارسال التكفيريين والانفصاليين، لتأزيم الاوضاع على امل زعزعة الاستقرار في ايران.

من اهم الحراب التي ترفعها امريكا والتحالف المشؤوم ضد ايران اليوم، هي تقليص الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي، لحرمان الطابور الامريكي الخامس في ايران من التوصل مع مثيري الشغب والتكفيريين والانفصالين، الامر الذي اعتبرته امريكا محاولة لكبت الحريات ، وتعد على حقوق الانسان، واخذت تعمل ليل نهار، على تعزيز هذه الشبكات عبر تقنيات عالية، من اجل الابقاء على نيران الفوضى والفتن والاضطرابات في ايران مستعرة.

اللافت ان الامريكيين، الذين يعتبرون محاولة ايران الحفاظ على امنها وتحصين مجتمعها من سموم امريكا والصهيونية والرجعية العربية، بانها محاولة لـ"قمع الحريات"، نراهم اليوم يطالبون، تحت شعار "تحصين المجتمع"، بحظر استخدام "تيك توك"، الشبكة الاجتماعية الصينية، بزعم التجسس على المواطنين الامريكيين، ضاربين بكل شعاراتهم عن حرية التعبير وحقوق الانسان بعرض الحائط.

قبل ايام دعا السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، وعضو مجلس النواب مايك غالاغر، السلطات الأمريكية إلى حظر تيك توك، في امريكا، في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، حيث حذر المشرعان من أن "تيك توك" يشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي الأمريكي.

وأضاف المشرعان اللذان وقعا على مقال الرأي هذا أنهما سيقدمان مشروع قانون "لحظر تيك توك والشركات الأخرى التي تسيطر عليها الصين بشكل أساسي".

هنا نتساءل، اذا كان الامريكيون يرون في قرارهم هذا تحصين لمجتمعهم، رغم انهم لا يواجهون اي اعمال شغب، لها جذور خارجية، تُرى لماذا يعتبرون اذن تحرك ايران ضد الشركات الامريكية للاتصالات والتي تعترف جهارا نهارا انها تسكب الزيت على نار الشغب في ايران، محاولة للتعرض لحرية التعبير وحقوق الانسان؟!.