اتصال ملك الأردن مع نتنياهو.. كسر للجليد أم رغبة أمريكية؟

اتصال ملك الأردن مع نتنياهو.. كسر للجليد أم رغبة أمريكية؟
الثلاثاء ١٥ نوفمبر ٢٠٢٢ - ١٢:٤٤ بتوقيت غرينتش

في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات أجرى ملك الاردن عبد الله الثاني اتصالا مع زعيم حزب الليكود رئيس حكومة الاحتلال المكلف بنيامين نتنياهو وهنأه بفوزه في الانتخابات.

العالم - مقالات وتحليلات

الاتصال يأتي بعد حقبة توتر كبيرة بين الطرفين، حيث لم يهاتف الملك عبدالله نتنياهو أو يلتقيه منذ سنوات.

إذ تدهورت العلاقات بين الأردن والاحتلال الاسرائيلي في ظل تحالف ترامب ونتنياهو إثر معارضة الملك بشدة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط او ما عرف بـ"صفقة القرن".

"كسر للجليد و علاقات مستقبلية معقدة"

الوزير الأردني الأسبق الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو رمان، يرى أن "اتصال الملك في نتنياهو يهدف لكسر الجليد، خاصة أن الأردن يحرص دائما على تحييد العلاقات الشخصية عن القضايا السياسية، وتاريخيا ينظر النظام الأردني للأمور من زاوية المصالح الأردنية".

يقول لـ"عربي21": "هذا لا ينفي أن هناك توتر واضح وملموس على صعيد العلاقة السياسية خلال فترة بنيامين نتنياهو، وكان هنالك رغبة أردنية بعدم عودته، وشهدنا تحسنا في العلاقات الأردنية الإسرائيلية خلال فترة غيابه عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية".

يتابع: "هناك قناعة لدى صانع القرار في عمان بأن نتنياهو لديه أجندة معادية للأردن، إلى جانب وجود تصورات كانت لدى عمان بتورط اسرائيلي و إقليمي بقضية الأمير حمزة أو ما عرفت بقضية الفتنة".

وحسب أبو رمان فإن "ما قام به الملك إجراء روتيني، خصوصا أن نتنياهو تم تكليفه بتشكيل الحكومة، إلى جانب أن هناك عمل على تحييد ملف شخص نتنياهو، ولكن هذا لن يؤثر على الخلافات العميقة بين الأردن والإحتلال حول ملفات عديدة، وعمان تتوقع الأسوأ من عودة نتنياهو خاصة أنه قد يأتي بحكومة غير مسبوقة من التوجهات اليمينية، وهناك إدراك في عمان أن هنالك انقلاب وتحول كبير في الموقف الإسرائيلي من الأردن فلم تعد الدول القومية مصدر تهديد لها، أصبح التهديد داخلي ديمغرافي فلسطيني".

ويعتقد أن "الأمور ستكون معقدة مستقبلا في العلاقة بين الأردن و"إسرائيل"؛ بسبب وجود اتفاقيات ابراهيمية وقعت مع الإمارات، وهناك اتفاقيات وقعت بين الأردن والكيان الصهيوني على الصعيد الاقتصادي، في نفس الوقت هناك صدام على الصعيد الدبلوماسي باعتقادي سيستمر، اليوم الأردن سينتظر شكل الحكومة الاسرائيلية القادمة، لكن ما خفف وطأة الأمر على الأردن هي نتائج الانتخابات الأمريكية النصفية التي لم تؤدي إلى انتصار كبير للجمهوريين، مما يجعل من الأمريكيين مصدرا مساعد لامتصاص الاحتقان المتوقع مع نتياهو".

محطات من التوتر

قائمة التوتر طويلة التي سببها نتنياهو للأردن مخلفا صداعا كبيرا لدى السلطات الأردنية، كان هناك استهداف واضح للوصاية الهاشمية على المقدسات التي تم انتهاكها من خلال اقتحامات المتطرفين ومحاولة نشر بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى.

وفي 2014 قتل القاضي الأردني رائد زعيتر على جسر الملك حسين، وحادثة مقتل أردنيين على يد رجل أمن في السفارة الإسرائيلية في2017 واستقباله استقبال الأبطال من قبل نتنياهو، وصولا الى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة 2018 والتحالف مع دول عربية في محاولة لإيجاد دور لها على حساب الوصاية الهاشمية.

ومن محطات التأزيم تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أيلول/ سبتمبر 2020 بضم أراض في غور الأردن، وشمال البحر الميت، في حل شكل الحكومة المقبلة، الأمر الذي دفع الملك الأردني للقول بأن "خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين الأردن و"إسرائيل"، و"إسرائيل" ومصر".

"بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية"

الكاتبة والمحللة السياسية لميس أندوني، تحذر في حديث لـ"عربي21"، أن "نتنياهو لا يمكنه طي الملفات خصوصا ملف ضم الضفة والأغوار، الضم يجري على الأرض بشكل تدريجي".

تقول: "الملك عبدالله الثاني لا يثق بنتنياهو، ربما الاتصال جاء بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وربما عبر الملك عن مخاوفه في الاتصال، خصوصا أنه يتم تصوير نتنياهو الأقل تطرفا مقارنة مع المتطرفين جدا ببن غفير وسموتريتش".

وكان الملك عبد الله الثاني قال الأحد الماضي في خطاب العرش الذي ألقاه في افتتاح الدور الثاني للبرلمان إن "حل القضية الفلسطينية يبدأ بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً أنها "على رأس أولوياتنا". مجددا على موقف الأردن من ما يسمى بـ(حل الدولتين) وهي على رأس أولوياتنا ولا سبيل لتجاوزها إلا بحل عادل وشامل يبدأ بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

هذا ولم يصدر أي تعليق رسمي أردني حول الاتصال وفحواه.

عربي 21