آخر "تقليعة تطبيعية".. وزير خارجية تركيا: التطبيع ليس خيانة!

آخر
السبت ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

بمنطق غريب، برر وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، تطبيع بلاده مع الكيان الاسرائيلي، خلال كلمة له امام منتدى الحوار المتوسطي الذي أقيم يوم أمس الجمعة في العاصمة الإيطالية روما، حيث قال ما نصه:"من الخطأ اعتبار التطبيع مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية، أو أنه جرى على حساب هذه القضية".

العالم كشكول

واضاف اوغلو ان "إسرائيل تعلم بأن موقفنا من قضية فلسطين لن يتغير وأن هذا التطبيع يقدم مساهمات لكلا الجانبين وللمنطقة بشكل عام".

شذوذ هذا التبرير، ليس بأقل من شذوذ تبرير المطبعين العرب، الذين يؤكدون دائما على ان تطبيعهم مع العدو الذي يحتل المقدسات الاسلامية والاراضي العربية الفلسطينية، ويقتل وينكل بالشعب الفلسطيني منذ اكثر من سبعين عاما، ويهوّد القدس ويبني المستوطنات ويطرد الفلسطينيين من ارضهم، هو لمصلحة الشعب الفلسطيني، وانه لولا هذه المصلحة لما طبعوا!!.

واضح جدا، ان الذي يتجاهل مقدساته، ومئات الالاف من الشهداء والجرحى الذين سقطوا بالسلاح الاسرائيلي، ويتجاهل تهجير الملايين من الفلسطينيين من ارضهم، والقتل اليومي لهم، ويتجاهل حصار غزة، وكل الحروب والاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ويتجاهل رفض الصهاينة الاعتراف بوجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني وبارض اسمها فلسطين، مثل هذا الشخص الذي يتجاهل كل ذلك ويضع يده بيد مغتصب ارضه وقاتل اخيه ومنتهك مقدساته، من السهل عليه كثيرا ان يخرج بهذه التبريرات، وهو يعرف انها تبريرات ليست مضحكة بل في غاية السفه.

نحن لا نتجنى على المطبعين، بل هذا هو حكم التاريخ، فجميع الشواهد تدل بما لا يقبل الشك، ان الة القتل والتهويد الاسرائيلية، باتت وتيرتها اسرع، منذ ان طبع العرب والمسلمون معها، فتطبيع المطبعين، كان بمثابة الضوء الاخضر لشرعنة الاحتلال والتهجير والتهويد والاستيطان والقتل، ففي الوقت الذي كان اوغلو يتحدث عن "ان تطبيع بلاده ليس خيانه وان بلاده لا تنسى القضية الفلسطينية، كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي تعدم بدم بارد الشباب الفلسطيني الاعزل في الشوارع وامام الناس.

من الافضل على المطبعين ان يكرمونا بسكوتهم، وان يطبعوا بصمت، وان لا يخرجوا على الناس يبررون فعلتهم الشنعاء، فهم لا يكشفون ذلك تهافتهم فحسب، بل يكشفون ايضا حجمهم امام الاسرائيلي، فهو يتجاهلهم ويتجاهل تطبيعهم وانبطاحهم، ويواصل قتل العرب والمسلمين، وتهويد القدس، دون أي اعتناء بالمطبعين.. وقديما قيل: من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام.