السويداء..الصعوبات بلغت مبلغها بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي

السويداء..الصعوبات بلغت مبلغها بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي
الإثنين ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

تتشابك القضايا وتتفاعل جراء الأوضاع الاقتصادية في سوريا، جديدها في ساحات السويداء جنوب البلاد، بعدما بلغت الصعوبات مبلغها بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي الخانق، وتبعات حرب استمرت أكثر من عشر سنوات.

العالم- سوريا

فالكل متفق في سوريا، ان ما يجير هو ازمة اقتصادية بكل ما للكلمة من معنى، لكن اليد التي خرجت بمطالب معيشية، خرجت تلاقيها يد أخرى لتمارس شغبها. هذه الفئة ظهرت أكثر من مرة في السويداء، لتعكر سلمية المشهد ومطالب الناس، وتحوله إلى غوغائية فيها قطع طرقات، حرق اطارات واعتداء على مؤسسات الدولة، وإطلاق نار، ودماء ودخان، واصوات انفجارات.

بعد ساعات من كل ذلك، عاد الهدوء الحذر ليخيم على احياء مدينة السويداء جنوب سوريا، وبيان وزارة الداخلية أوضح ما جرى، واكد ان مجموعة من الشبان الخارجين عن القانون، هاجمت مبنى المحافظة واقتحمته بقوة السلاح، وكسرت أثاث المكاتب وسرقت الوثائق الرسمية، وأضرمت النار فيه وبالسيارات الموجودة بالقرب منه وحاولت اقتحام مبنى قيادة الشرطة، ما أدى إلى استشهاد شرطي، بينما أكدت وزارة الداخلية في بيانها، أنها ستلاحق الخارجين عن القانون وستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها.

ناشطون في السويداء أكدوا لقناة العالم ان " ما جرى لم يكن وليد الصدفة، كون صفحات محلية على فايسبوك، بدأت تتناقل دعوات للتظاهر منذ ما يزيد على أسبوع، وهي ذاتها بدأت تنقل صوراً وتسجيلات من التظاهرة التي انطلقت بعد التجمع والتظاهر عند دوار المشنقة وسط مدينة السويداء، وانتقل بعدها المجتمعون لقطع الطريق المحوري، وهو الطريق الرئيس في المدينة بالإطارات المشتعلة، ومن ثم توجه المتظاهرون الى ساحة السير ومنها الى مبنى المحافظة، حيث دخل بعض الخارجين عن القانون الى مبنى محافظة السويداء، وحرقوا المكاتب، واتلفوا أوراق المعاملات الإدارية والاضابير الخاص بالمواطنين، وحاولوا الدخول الى الهجرة والجوازات ولكن كان هناك تصدي من رجال الشرطة، لحمايتها، وحاولوا الدخول الى قيادة الشرطة وتم التصدي لهم، ما أدى الى عدد من الاصابات واستشهد رجل شرطة" .

وأوضح الناشطون الى ان " الشعارات التي رفعت في المظاهرات تسببت بجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة بين أبناء المدينة، إذ اعتبر البعض أنها لا تتطابق مع المبرر الرئيس لخروج التظاهرات وهو انخفاض مستوى المعيشة الحالي وفقدان المحروقات، ما شكل حالة استياء من قبل ابناء المحافظة، كانت واضحة على وسائل التواصل الاجتماعي" وبين الناشطون ان " دعوات للتهدئة سواء من عائلات او رجال دين او شخصيات معتبرة، او شبكات على فايسبوك، ادانت واستنكرت هذا التصرف، كون المطالبة بالحقوق المشروعة لا تؤدي الى دخول مباني خدمية واحراقها، وأن من قام بهذا العمل تراجعوا وانسحبوا من الشارع، والمطالب الان هي لرفع الغطاء عنهم من كل ابناء المحافظة" .

وراى أسامة دنورة الخبير الاستراتيجي ان " الاحداث الاخيرة التي وقعت في مدينة السويداء تشير الى ان المجموعة مرتبطة بالخارج، والتي حاولت على مدى بضع سنوات جر المحافظة الى دائرة العنف والخراب، لا تزال تحاول بصورة مستمرة ان تتلمس اي فرصة مؤاتية لاشاعة الفوضى لكي تسعى الى اشعال فتيل الاحداث" .

واشاد دنورة بموقف مشايخ العقل في السويداء، الذين سارعوا الى ادانة الاحداث ومنفذيها والتبرؤ منهم، رغم اقرارهم بضرورة تحرك الجهات الحكومية والادارية لتحسين احوال المواطنين.

يتفق اسامة دنورة الخبير الاستراتيجي مع الكثيرين في سوريا، على "ضرورة انهاء حالة الخروج على القانون التي تمثلها بعض العناصر من المطلوبين ومن يمنحهم اي نوع من انواع الغطاء الامني او المجتمعي، وذلك لا يمكن ان يكون الا بجهد منسق ومشترك ما بين اجهزة انفاذ القانون والمجتمع الاهلي والمرجعيات الدينية والعائلية ".

حسام زيدان