مجلة بريطانية:

ابن سلمان يستثمر في الشركات الصهيونية الناشئة

ابن سلمان يستثمر في الشركات الصهيونية الناشئة
الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٦:٥٤ بتوقيت غرينتش

كشفت مجلة “إيكونوميست” البريطانية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خصّص ملياري دولار للاستثمار في الشركات "الإسرائيلية" الناشئة، في حين تعمل سلطات الاحتلال لتوسيع العلاقات التجارية والتكنولوجية مع “المملكة”. 

العالم - السعودية

ورأت المجلة أن عمليات التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية “كانت التحول الأكثر لفتًا للانتباه في السنوات الأخيرة”، مشيرة إلى أنها جرت “بفضل اتفاقيات “أبراهام التي وقعت مع الإمارات والبحرين في عام 2020، تليها اتفاقيات مماثلة مع المغرب والسودان”.

وقالت المجلة إنه “منذ ذلك الحين، تعمل “إسرائيل” بشغف على توسيع الروابط في التجارة والتكنولوجيا، ولا سيما مع الإمارات والمغرب، والسؤال الرئيسي لعام 2023 هو ما إذا كانت هذه الكتلة الاقتصادية الناشئة ستزدهر وتتوسع”. وبحسب المجلة، الدولة التي يجب مراقبتها هي “السعودية” التي من المتوقع أن تنمو علاقاتها الخلفية مع “إسرائيل”.

المجلة البريطانية تحدّثت عن أن “ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة محمد بن سلمان خصّص ملياري دولار للاستثمار في الشركات الناشئة الإسرائيلية”، متوقعة أن تكون هي التالية في الصف للانضمام إلى ما يسمى بـ”النادي الإبراهيمي”.

ورجّحت المجلة أن تكون العلاقات المتطورة بين “السعودية” والكيان الصهيوني “أقل من الاعتراف الرسمي” طالما أن الملك سلمان لا يزال يتولى العرش. يذكر أن تصريحات رئيس الحكومة المكلف في الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، قد أعادت الحديث عن ملف التطبيع في “السعودية” مؤخرا، بعد أن أعرب عن سعيه لضم الرياض إلى عصبة العواصم العربية المطبعة ضمن ما يسمى “إتفاقيات إبراهام”، وأن الأخيرة لم تكن للتم لولا موافقة الرياض عليها.

تأتي هذه التصريحات لتؤكد المؤكد، سيما بعد أن توارت المؤشرات العلنية عن العديد من أشكال التعاون بين الكيانيين سواء كان على الصعيد الاستخباراتي الأمني، أو التجاري من خلال التعاون مع شركات إسرائيلية وإعطاء عقود لها للعمل في “السعودي’”. بالإضافة إلى كل ما تم كشفه من توغل صهيوني داخل بلاد الحرمين الشريفين أثناء فترة الحج والتهويد الذي بات قاب قوسين أو أدنى للأماكن المقدسة، إلى جانب فتح المجال الجوي السعودي للطيران الإسرائيلي، وغيرها الكثير من الخطوات التطبيعية. إلى ذلك، كانت صحيفة “إسرائيل هيوم” قد نشرت تقريرا تحدثت فيه عن طبيعة العلاقات والزيارات السرية لمسؤولين إسرائيليين “للسعودية” على مدى عقد، بينهم وزير الأمن بيني غانتس ورؤساء للموساد، والهدف التنسيق الأمني، وخاصةً ضد إيران.

الصحيفة أكدت أنه على مدى أكثر من عقد، زار مسؤولون إسرائيليون الرياض سراً، وبينهم غانتس عندما كان رئيساً للأركان، ورؤساء الموساد مئير دغان وتامير باردو ويوسي كوهِن، أحد الأهداف: تنسيق أمني، وخصوصاً ضدّ إيران. اتصالات تجارية أثمرت صفقات. الآن في القدس يأملون أن تقود الولايات المتحدة اختراق العلاقات. وذكرت أنه هناك سلسلة جهات أمنية وسياسية إسرائيلية رفيعة المستوى زارت “السعودية” في السنوات الأخيرة، وهذا ما يمكن نشره الآن، على ضوء المسعى الأميركي الحالي للتقريب بين الطرفين. زيارات الإسرائيليين للرياض تُجرى منذ أكثر من عقد. إنها زيارات سرية، باستثناء واحدة لم تُمنح علنية أبداً، قالت الصحيفة. وأضافت، الزيارة الاستثنائيّة الوحيدة كانت زيارة رئيس الحكومة، حينها، بنيامين نتنياهو، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، لمدينة نيوم على ساحل البحر الأحمر، حيث التقى بولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وشارك في اللقاء أيضاً وزير الخارجية الأميركي حينها مايك بومبيو. نتنياهو توجّه إلى هذه الزيارة بطائرة خاصة، استُؤجرت خصيصاً لذلك. كذلك أغلبية الرحلات الأخرى لمسؤولين إسرائيليين للمملكة تمّت بطائرات خاصة.

وأشارت إلى أن من رتّب اللقاء حينها من الجانب الإسرائيلي، ورافقها بداهةً، كان رئيس الموساد السابق يوسي كوهِن. كوهِن لم يكن رئيس الموساد الوحيد الذي زار السعودية. كذلك سلفاه، مئير داغان وتامير باردو، زارا الرياض. كما عُقدت لقاءات بمستويات أدنى من الموساد، بقيادة رئيس شعبة “تيفِل” ضمن المكتب المسؤول عن العلاقات الدولية، سواء مع دول لـ”إسرائيل” لها علاقات دبلوماسية معها، وفي الأساس دول العلاقات معها سرية، مثل “السعودية”.