الغرب يُسكت صوت "برس تي في".. و'قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِیکُمْ إِلَّا مَآ أَرَى' ‌

الغرب يُسكت صوت
الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

امبرطوريات اعلامية غربية وعربية ، واخطبوط ضخم من القنوات الناطقة بالفارسية، ممولة من السعودية والغرب، بالاضافة الى وسا ئل التوصل الاجتماعي، وجيوش من الذباب الالكتروني، لم تستطع ان تقف في وجه قناة ايرانية واحدة، وهي قناة "برس تي في" الإخبارية الناطقة بالإنجليزية، لذلك لم تجد أوروبا، التي تحمل زورا لواء حرية التعبير، من طريقة لإسكات القناة، الا عبر الايعاز لشركة يوتلسات الفرنسية للاتصالات، بحذف القناة من قمرها الاصطناعي، بذريعة تطبيق قرار العقوبات الاوروبية.

العالم – كشكول

تُشن ومنذ اكثر من شهرين حربا اعلامية ضرورسا ضد الشعب الايراني، سلاحها الكذب والدعاية والتلفيق وتحريف وتزوير الحقائق، لتصوير الوضع داخل ايران، كما تتمناه الجهات التي تقف وراء هذه الحرب الاعلامية، لا كما هو موجود فعلا.

رغم انفاق ميزانيات ضخمة على هذه الحرب الاعلامية ضد ايران، الا انها فشلت في تحقيق اهدافها، بفضل قنوات ايرانية، اقل من عدد اصابع اليد الواحدة، مثل قناتي "برس تي في" و"العالم" الناطقة بالعربية، اللتان كشفتا للراي العام العالمي، عن الكذبة الكبرى، التي حاولت وسائل اعلام تبث من "قلب اوروبا" وممولة سعوديا، والترويج لها على انها حقيقة، وهي كذبة ان هناك حربا داخلية تستعر في ايران.

اللافت ان عجز اوروبا وامريكا والسعودية و"اسرائيل"، عن إخفاء حقيقة ما يجري في ايران، او تحريفها، دفع اوروبا ان تُكشر عن انيابها، وتظهر بمظهرها الحقيقي البشع، والذي يتناقض مع الشعارات التي تتشدق بها كذبا ، حول "حرية التعبير"، و "الديمقرطية" و"الاختلاف" و "التعددية"، عبر استخدام اسلوب الحذف والاقصاء للاخر، وهو اسلوب لا يجأ اليه إلا الجبان والخائف.

اللافت ايضا، هو سكوت اوروبا، عن عشرات القنوات والفضائيات التي تبث عبر اقمارها الاصطناعية، والتي تحولت الى منابر، لا هدف لها سوى اشعال الفتن والاضطرابات داخل المجتمع الايراني، من خلال التحريض على القتل واعمال الشغب، وبث الكرهية والعنف، عبر استضافتها لزعماء الجماعات الانفصالية والارهابية، ليحرضوا الايرانيين على قتل بعضهم بعضا، فالغرب لم يسكت عن كل هذا الارهاب العلني والمكشوف فحسب، بل كان ومازال، الى جانب السعودية والانظمة العربية الرجعية، ممولا ومحرضا ومشجعا لهذه الفضائيات، التي ما كانت لتستمر يوما واحدا في بثها، لو كان الغرب وفيا حقا لشعاراته!.

قناة "برس تي في"، لم تحرض على تقسيم وتجزية السعودية او العراق او سوريا او اليمن ومصر او ليبيا او جمهورية اذربيجان او تركيا أو..، عبر تسخير شاشتها لانفصالي هذه الدول، ولم تحرض على العف القومي والطائفي في هذا الدول، و لم تبث افلاما لا على شاشتها، ولا على شبكات التواصل الاجتماعي، لتعليم الشباب في هذه الدول على كيفية صناعة القنابل و المتفجرات ولم تبث عشرات الالاف من الاخبار والصور والافلام الملفقة على انها حقائق، ليتم اغلاقها من قبل "اوروبا المتحضرة"!! التي تدعي احترامها حتى للشاذين، بل على العكس ان الذي حدث هو ان كل هذا الموبقات، مارستها الفضائيات التي تحتضننها اوروبا المنافقة.

من المؤكد ان حذف قناة "برس تي في" من على القمر الاصطناعي الفرنسي، كشف ايضا، عن مدى عنجهية وغرور الغرب في التعامل مع الشعوب الاخرى، فالغرب تعود ان يصغي الاخرون الى ما يقول، فكل ما يقوله هو "حق"، ولا يحق للاخرين ان يقولوا رأيا لا يتفق مع رأيه، وهذه العقدة الاستعلائية لها جذور في اعماق الشخصية الغربية الاستعمارية، التي تستبطن في داخلها فرعونا صغيرا، مازال يردد مقولة فرعون موسى: "ما أريكم إلا ما أرى".