"حزب تركيا الجيد" يطرق باب الرئيس الأسد..هل من عودة للعلاقات بين البلدين؟

الجمعة ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

تزايد في الفترة الاخيرة حديث وسائل الاعلام عن حراك روسي لعقد لقاء بين الرئيسين التركي والسوري، لكن هذا الحرك يبدو انه لا يزال بعيدا عن مقصده.

العالم - يقال ان

فدمشق رسمت بوضوح الخطوط العريضة لأي عودة للعلاقات، مشترطة أن يتعهد الجانب التركي بالانسحاب من سورية، وضرب التنظيمات الارهابية (أي مسلحي ادلب والجيش الحر) وباقي التنظيمات المسلحة.

حتى ان القيادي في حزب العدالة والتنمية، أورهان ميري أوغلو، كشف قبل ايام عن رفض دمشق لطلب أنقرة ترتيب لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد.

وأوضح ميري أوغلو أن "دمشق تنوي تأجيل اللقاء بين إردوغان والأسد إلى ما بعد الانتخابات التركية"، وذلك على ما يبدو لكي لا تمنح نصرا لأردوغان قبل الانتخابات الرئاسية التركية التي ستقام بعد أشهر.

موقف دمشق شجع "الحزب الجيد" المعارض في تركيا، ليتقدم رسميا بطلب إلى وزارة الخارجية السورية من أجل عقد لقاء مع الرئيس الأسد في دمشق.

وقال المتحدث باسم الحزب كورشاد زورلو في تصريح للصحافيين بأنقرة، إن الحزب تقدم بشكل رسمي إلى وزارة الخارجية في دمشق بطلب لقاء الأسد وإدارته، وأنه ينتظر تلقي جواب على طلبه قبل 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

الحزب المعارض ارسل كذلك نسخة من طلبه لزيارة دمشق إلى وزارة الخارجية التركية، تتضمن مبررات وأهداف الزيارة، فهو يرى أن اللقاء سيكون هاما على صعيد مستقبل البلدين، سواء على صعيد إيجاد حل سريع لمسألة اللاجئين أو مسألة الحزام الإرهابي، ومخاوف أنقرة الأمنية.

ومن الأمور الأساسية بالنسبة لرؤية الحزب التركي المعارض، "الابقاء على تواجد الجيش التركي في سورية، مع تعزيز الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل نهائي للمشكلة عبر التعاون بين تركيا وسورية".

ويعتبر "الحزب الجيد" واحدا من 4 أحزاب كبيرة في البرلمان التركي، والتي يحق لها تشكيل كتلة نيابية داخل البرلمان، وهو الحليف الأبرز لأكبر أحزاب المعارضة حزب "الشعب الجمهوري"، ويشكلان معا تحالف "الشعب" المعارض، ويقودان طاولة المعارضة السداسية.

وتعتقد الأوساط السياسية والشعبية في تركيا أن حل مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وحل مسألة التنظيمات المسلحة في جنوب البلاد، والقصد منها "مسلحي قسد" ، يكون عبر الحوار مع دمشق وعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين.

ورغم الحماس الذي يبديه الحزب الجيد المعارض إلا أن تصريحات أنقرة الأخيرة لاتزال ضمن الاطار المتشدد؛ فهي على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، أكدت أن اللقاء بين الرئيسين رجب طيب إردوغان وبشار الأسد، ليس واردا في المدى المنظور، معددا "شروط" بلاده التي يعتقد بأن على سوريا التعهد بتطبيقها قبل أي لقاء محتمل، ومنها: ضمان أمن الحدود التركية - السورية، وإعادة اللاجئين، وضرب التنظيمات الانفصالية، وهو ما يعني أن أنقرة رمت الكرة في ملعب دمشق بدلا من أن تكون الأخيرة هي التي تفرض شروطها على جارتها.

عودة التشدد في النبرة، يشير الى ان تركيا ليست مستعدة بعد لفتح صفحة جديدة مع الحكومة السورية، وقد يرجئ أي حوار سوري تركي مباشر الى ما بعد الانتخابات الرئاسية التركية.