نتنياهو يحل ضيفا خاصا على قناة 'العربية' باللغة الإنكليزية

نتنياهو يحل ضيفا خاصا على قناة 'العربية' باللغة الإنكليزية
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٢١ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر:

-قبل 10 ايام، اعلن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، في تصريح لاحدى الصحف الغربية أن التطبيع بين بلاده و"إسرائيل" ليس بعيد المنال واليوم كان نتنياهو حل ضيفًا خاصا على قناة العربية السعودية نشرتها على موقعها باللغة الإنكليزية حتى يثبت ان وعد الجبير كان حقا تمامًا.

التحلیل:

-لا شك في أن المملكة العربية السعودية كانت نشطة للغاية خلف الاضواء لإعلان تطبيع علاقاتها مع كيان "إسرائيل" خلال السنوات الاخيرة. وعندما تم عزل عادل الجبير ظاهريا من منصب وزير الخارجية بعد فضيحة اغتيال خاشقجي، وحصل على منصب استشاري، كان بالامكان ان نخمن أنه يبحث عن عمل اكثر اهمية من ادارة الشؤون العادية في السياسة الخارجية السعودية.

-ويبدو أن عادل الجبير حاول جاهدا خلال هذه السنوات إلى تمهيد الارضية لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال، وبعد زيارة بايدن للسعودية من جهة، وزيارة الرئيس الصيني الأخيرة إلى الرياض، أتيحت الفرصة المناسبة لإعلان تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني.

- وبينما كان المشجعون خلال كأس العالم في قطر ، يهتفون دعما لفلسطين ورفضا للكيان الصهيوني، فضلت السعودية إجراء مقابلة مع نتنياهو ونشرها على قناة العربية التي هي من وسائل الإعلام الأقل شعبية بين مسلمي العالم وخاصة العرب الذين يبلغ عددهم 500 مليون شخص.

-المقابلة الحصرية مع نتنياهو من جانب السعوديين ، رغم أنها قنبلة خبرية، إلا أن نشرها في موقع إلكتروني باللغة الإنجليزية دون الحصول على تغطية إعلامية في وسائل الإعلام السعودية الأخرى تعتبر في الواقع جس نبض المسلمين المعادين لهذا الكيان في موضوع التطبيع السعودي الرسمي مع تل أبيب.

-وخلال السنوات التي أعقبت إعلان تطبيع العلاقات بين الدول العربية الأربع وهي الإمارات والمغرب والسودان والبحرين مع اكيان الاحتلال، شجعت السعودية دائمًا هذه الامر وفتحت اجواءها لعبور الطائرات الاسرائيلية كخطوة عملية في هذا الصدد. في نفس الوقت، كان أحيانًا تتسرب أنباء في وسائل الإعلام عن لقاء مسؤولي الكيان مع المسؤولين السعوديين. وعليه فإن ما فعله السعوديون اليوم ، وإن كان يعتبر انتهاكا للتقاليد من جانب السعودية، إلا أنه لم يكن بعيدًا عن المتوقع.

-وحقيقة إصرار السعودية على إعلان ترحيبها بمشروع تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بينما لم ينجح اليمين الاسرائيلي بعد في تشكيل الحكومة، يعني أن حكومة إبن سلمان لم يعد يهمها اساسا لا الشعب الفلسطيني ولا قضيته، وان "إسرائيل" على أية حال في اي ظروف كانت تستحق "الاعتراف" الدولي!

- يشترك سموتريش وبن غفير الى جانب نتنياهو، في وجهة نظر أساسية وهي أنهم لم يعودوا يقبلون موضوع ما يسمى بـ"حل الدولتين" وسيقبلون على الأكثر بفلسطين "بلا سيادة" و "بلا أمن".

- كان تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل" يجب أن يحدث ويظهر الى العلن منذ زمان، لكن الواضح أن السبب الرئيس لتأخير اعلانه هو محاولة إبن سلمان الحصول على بعض التنازلات الرئيسة من أمريكا في هذه الصفقة الكبيرة. وهي أولاً، استعداد إبن سلمان للطعن في ظهر الفلسطينيين وفي المقابل تعامل واشنطن معه بالمساواة في توقيع عقود الأسلحة والمعدات العسكرية. وثانيًا، اصرار إبن سلمان على امتلاك الأسلحة النووية و أخيرًا التعامل معه كعضو في حلف الناتو والاستفادة من فوائد هذا الحلف.

-علينا ان ننتظر ونرى مدى نجاح ولي العهد السعودي في تحقق هذه الاهداف وما إذا كان بامكانه من جعل تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال رهينة تحقيق هذه الشروط، لكن من الواضح أنه بحسب الاستراتيجية الأمريكية التقليدية، لا يمكن ولا ينبغي لأي دولة أن تتفوق على "إسرائيل" في المنطقة.