أنقرة تلوح باحتمال شن عملية برية في سوريا "في أي وقت"!

أنقرة تلوح باحتمال شن عملية برية في سوريا
الأحد ١٥ يناير ٢٠٢٣ - ٠٩:٠٠ بتوقيت غرينتش

عادت السلطات التركية للحديث عن إمكانية شن عملية برية واسعة شمال سوريا للحد من خطر المسلحين الأكراد في حال تعرضت البلاد لمزيد من الهجمات رغم مشاركة أنقرة في مسار للتهدئة بالعمل على المصالحة مع الدولة السورية برعاية روسية وإيرانية.

العالم - تركيا

وأكّد المستشار القريب من الرئاسة التركية إبراهيم قالن السبت أن شنّ عملية عسكرية برية في سوريا "ممكن في أي وقت" في رسالة تهديد جديدة لقوات حماية الشعب .

وافاد قالن لصحافيين من عدة وسائل إعلام أجنبية "نواصل دعم العملية السياسية" التي بدأت نهاية كانون الأول/ديسمبر مع لقاء وزيرَي الدفاع التركي والسوري في موسكو، "لكن شنّ عملية برية يبقى ممكنًا في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات الواردة".

وكانت تركيا استنفرت قواتها على الحدود مع سوريا بعد هجوم تعرضت له شارع الاستقلال قبل نحو شهرين حيث اتهمت أنقرة الفصائل الكردية في سوريا بالوقوف وراء العملية التي أوقعت عددا من القتلى والجرحى بين المدنيين.

وبسبب ضغوط مارستها خاصة قوى غربية متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية خاصة الولايات المتحدة التي تسرق النفط السوري بمساعدة "قسد" أجلت تركيا هجومها البري لكنها لم تتخلى عن طموحها في القضاء على التهديد الكردي الذي بات يؤرق الرئيس رجب طيب اردوغان قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسية في يونيو 2023.

وشنت تركيا في السابق عمليات عسكرية لإبعاد خطر المسلحين الأكراد عن حدودها ولدعم جماعات المعارضة السورية المسلحة، لكن يبدو انها بدأت تستعد للمضي في نهج آخر لتحييد الخطر الكردي وهو التعاون مع الدولة السورية عبر فتح قنوات اتصال بإشراف الحكومة الروسية.

وتسعى تركيا من خلال المصالحة مع دمشق إلى التخلص من عبء اللاجئين السوريين وكذلك تسوية معضلة الجماعات الكردية السورية المسلحة.

وفي28 ديسمبر الماضي أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لقاء مع نظيره السوري علي محمود عباس وبحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في موسكو.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال نهاية الشهر الماضي إنه جرى الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وروسيا في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني، إلا أن الموعد لم يحدد بعد، كما لم يتّضح مكان عقد اللقاء.

وأعلن الخميس أنه قد يلتقي بنظيره السوري فيصل المقداد في أوائل فبراير/شباط، نافيا التقارير التي تفيد بأنهما قد يجتمعان الأسبوع المقبل.

بدوره عبر اردوغان عن تطلعه للقاء الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع قمة بعد قطيعة دامت 11 سنة تحت وقع تنامي الخطر الكردي لكن الاسد اشترط اي تقارب مع تركيا بانهاء احتلالها لأراض سورية ووقف دعم الإرهاب.

وشدد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يوم السبت خلال لقائه بنظيره الايراني امير عبداللهيان في دمشق على موقف الاسد قائلا " إنه سيتعين على تركيا إنهاء وجودها العسكري في بلاده لتحقيق تقارب كامل".

وقال المقداد "لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال".

وتشعر المعارضة السورية أن تركيا تمهد للتخلي عنها من خلال مسارها الجديد رغم تأكيد أنقرة أنها ستواصل دعم الجماعات السورية المسلحة الموالية لها.

بدورها انتقدت القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة جهود التقارب التركي السوري برعاية روسية، خاصة ان ذلك يسبب خطرا على مصالح الاحتلال الامريكي في التواجد على الاراضي السورية ونهب ثرواتها من نفط وقمح.

وعززت واشنطن قبل أيام من تواجدها العسكري في مناطق تحت سيطرة القوات الكردية خاصة في الحسكة لطمأنة حلفائها الأكراد بأنها لن تتخلى عنهم في خضم التقارب التركي مع الدولة السورية.

وساعدت روسيا وايران في دعم القوات السورية في محاربة الارهاب واستعادة السيطرة على العديد من المساحات خلال السنوات الماضية، في حين ماتزال تركيا والغرب تدعم جماعات المعارضة المسلحة في سوريا ومن بينها "النصرة" الارهابية و"قسد" ذات التوجه الانفصالي، ويفرض الغرب عقوبات لا إنسانية على الشعب السوري بينها قانون "قيصر" الامريكي، كما يمارس الاحتلال الامريكي عمليات نهب منتظمة للنفط والقمح السوريين.