العالم - لبنان
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنّ "الشهيد قاسم سليماني، شهيد يتجاوز المكان والزمان، فهو ليس شهيداً للعراق أو ايران أو سوريا بل هو شهيد بمستوى العالم"، مؤكّداً أنّ "تأثيره سيبقى لأجيال".
وشدد على أن مجموع الشهداء في لبنان هم من أعطوا هذا الانتصار وايضا مجموع الشهداء في غزة أعطوا الانتصا، مجموع الشهداء في العراق هم الذين هزموا الاحتلال الاميركي ومن ثم هزموا داعش، وايضا مجموع الشهداء اعطوا الانتصار في سوريا واليمن.
وقال السيد نصرالله إنه “عندما نعود الى آيات القران الكريم وأحاديث الرسول(ص) وبدايات الاسلام سنجد تكريما عظيما للشهداء في يوم القيامة، حياتهم عند الله والشهداء لهم أجرهم ونوره”، وأضاف “للشهداء أيضاً موقعهم الدنيوي في صنع التاريخ والاحداث”، وتابع “عندما نتحدث عن الشهداء في تاريخ الاسلام نجد تكريما للشهداء، لا سيما لشهداء معركة بدر وايضا لاحقا تكريما لشهداء بدر وأحد، ومن ثم للقادة الشهداء كالقائد حمزة بن عبد المطلب (سيد الشهداء)”.
وأكد السيد نصرالله أن الشهيد سليماني كان له الدور بإلحاق الهزيمة بمشروع “اسرائيل الكبرى”، وشدد على ان الاهم في الحاج قاسم سليماني هو القوة المعنوية التي بعثها في كل الذين عملوا معه والشجاعة المنقطعة النظير وكيف كان يمشي بين الرصاص والعبوات الناسفة.
وأوضح السيد نصرالله أنه من خصوصية هذا الشهيد القائد والحاج ابو مهدي المهندس هو من قتله واين قتل ولماذا قتل؟ وقدرة هذا الالهام على الاستنهاض، لافتاً إلى ان “الشهيد سليماني أصبح معروفا في السنوات الأخيرة لكنه أمضى عقودا من أجل المقاومة واليوم نحن عندما نقدمه نقدم النموذج الالهامي الاسطوري”.
وتابع السيد نصرالله “في الكثير من الساحات قادة شهداء، يجب إحياء سيرتهم على المستوى الوطني فتشكل ثروة معنوية ووطنية ضخمة جدا وتنتقل من جيل الى جيل ونحن نفعل ذلك من أجلنا وليس من أجل الشهداء”، وأضاف “واجبنا ان نقدم القدوة والملهم ففي كل جيل وبلد نحن نحتاج الى هذه النوعية من القادة الشهداء”، ودعا إلى “الاستفادة من كل أشكال الاحياء، بالمحاضرة والرسم والاحتفال والرواية وأشكال حديثة أخرى ومعاصرة، لتبقى اسماء وصور الشهداء حاضرة في الاذهان ومؤثرة ببعث الانطلاقة وروح القيام في الامة”.
وأكد السيد نصرالله “نحن نحتاج الى التأكيد على النموذج القائد الملهم الدؤوب المفكر المضحي كالحاج قاسم سليماني فنحن ما زلنا في قلب المعركة”.
وبما خص ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، قال السيد نصرالله “نتفهم قيام بعض المرجعيات الدينية بالضغط السياسي والاعلامي على القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي من اجل الاسراع في انتخابات الرئاسة لكن يجب الانتباه الى عدم التحريض الطائفي”.
وأضاف السيد نصرالله “أجزم انه لا يوجد اي كتلة او قوى سياسية تتعمد تغييب الموقع الماروني الأول”، ولفت السيد نصرالله إلى ان “الكل يريد انهاء الفراغ السياسي لتشكيل الحكومة وعودة الامور الى مسارها الطبيعي”.
وأوضح السيد نصرالله “غير صحيح الترويج لفكرة تغييب الموقع الماروني الأول ولا نية لأحد في ذلك”، وتابع “لا أحد يخطط من أجل استمرار الفراغ الرئاسي الأول وعلى ذمتي”، وأضاف “التوصيف الحقيقي اليوم ان هناك كتلا نيابية متعددة ولا أغلبية لأحد”. وأكد السيد نصرالله “من حقنا الطبيعي ان نقول اننا نريد رئيسا لا يطعن المقاومة في الظهر ومن الحق الطبيعي لأي كتلة أن تقول أنها لا تريد رئيسا قريبا من حزب الله”.
وفي ملف الكهرباء في لبنان، لفت السيد نصرالله إلى أن مشكلة الكهرباء في لبنان عابرة للطوائف والمناطق، مشيراً إلى انه “ممكن هناك بعض الزعماء لا يحسون بمعاناة الكهرباء فلديهم كهرباء ليل نهار”.
وأوضح السيد نصرالله “قبل أشهر قيل لنا ان نؤمن الفيول من ايران لـ 6 اشهر لرفع ساعات التغذية لـ 8 ساعات وتضع لبنان على سكة الحل”، وأضاف “بذلنا جهدنا وتواصلنا مع المسؤولين في ايران والتمني اللبناني وصل الى المسؤولين الايرانيين والى الامام الخامنئي”، مشيراً إلى أنه “بادرنا واتصلنا بايران ووافقوا على الطلب اللبناني للفيول والوزير عبد اللهيان أكد على ذلك في بيروت”.
وأكد السيد نصرالله “ايران لديها تكنولوجيا نووية وصناعات حديثة وهناك نائب لبناني جهبذ تقف معلوماته ان ايران عاجزة الى حد اذا انكسرت مرآة سيارة لا تستطيع استبدالها”، وشدد على ان “الاميركيين منعوا تنفيذ عرض ايران وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين أن قبول مساعدة الفيول الايراني خط أحمر ويمكن هددوا”. وتابع السيد نصرالله “أقول لكم مجددا ان عرض الفيول الايراني للبنان ما زال قائمًا وأميركا تمنع تنفيذ العرض”.
وأوضح السيد نصرالله “لدينا فرصة لحل أزمة الفيول وانتم يا حلفاء اميركا استفيدوا من علاقتكم معها لجلب استثناء للفيول الايراني”، وقال “احصلوا على استثناء من الاميركيين، وأنا أضمن لكم ان سفن الفيول الايراني ستتحرك الى لبنان”. وقال السيد نصرالله “نحن سادة عند الولي الفقيه وكل يوم تثبت هذه المقولة، أنتم ماذا عند أميركا والسعودية والخارج؟”
وبما خص جلس الحكومة، قال السيد نصرالله إن “هناك نقاش حول الحق لحكومة تصريف الأعمال بالاجتماع أو لا هذا النقاش بدأ قبل الفراغ الرئاسي ومغادرة الرئيس عون لقصر بعبدا وأدلى الخبراء الدستوريون بآرائهم ومطالعاتهم”، وأعلن “نحن في حزب الله قناعتنا تقول بأن من حق الحكومة الانعقاد ضمن الحدود الضيقة والإستثنائية”.
وشدد السيد نصرالله على أن الحزب بذل جهودا كبيرة في الاسابيع ما قبل الفراغ الرئاسي من أجل تشكيل حكومة وبذلنا ماء وجه ولكن النتيجة كانت عدم تشكيل حكومة، لافتا إلى أنه “هناك خبراء دستوريين مسلمين ومسيحيين يقولون بدستورية اجتماع حكومة تصريف الأعمال وهناك خبراء مسلمين ومسيحيين لا يقولون بذلك لكن الأغلبية يقولون بدستورية اجتماعها في حدود القضايا الملحة والمهمة”.
وقال السيد نصرالله “قناعتنا الدستورية أنه يحق لحكومة تصريف الأعمال ان تجتمع لتأخذ القرار في حدود القضايا الملحة والضرورية غير القابلة للتأجيل”.
وأضاف السيد نصرالله “نحن مضغوطين بقضايا الناس فالموضوع له علاقة بالقناعة وبالضمير واحساسنا بالمسؤولية وحاجات الناس وكنا نعرف انه له تداعيات وقبلنا بها”، وقال “لو لم نشارك في جلسة المجلس الوزراء لكانت كل الجوقة الاعلامية والسياسية والكتاب المأجورين ستعمل على اسابيع ان حزب الله عطّل ادوية السرطان وغسل الكلى ويتحمل مسؤولية امتلاء القرى والمدن بالنفايات فلن يقولوا التيار الوطني الحر او أحد آخر”.
ولفت السيد نصرالله “أولا لدينا مشكلة كهرباء، واتفاق مع العراق يجب تجديده، وبواخر في البحر تسجل غرامات على الشعب اللبناني يوميًا، وكل الأخذ والرد الذي حصل لا يُنهي الأزمة”.
وأوضح السيد نصرالله “وجود بواخر الفيول في البحر يسجل يوميا غرامات على اللبنانيين، ونحن اليوم امام واقع الحل الممكن المتاح هو ان تجتمع حكومة تصريف الاعمال لمعالجة موضوع الكهرباء وأزمة الفيول وتحسين ساعات الكهرباء وتجديد العقود، ذهبنا الى الأكثر إلحاحا لتجنب التوتر السياسي في البلد وهذا ما يعبر عن حرصنا”.
وأشار السيد نصرالله “التزمنا بحضورنا في جلسة مجلس الوزراء لمعالجة موضوع الكهرباء وليس في هذا تحديا لأحد لا في حضورنا ولا في انسحابنا في حال تناول مواضيع أخرى في الجلسة، نقوم بمسؤوليتنا الاخلاقية أمام الناس فلا اصطفاف في الموضوع ولا تخندق”، وقال “لا نريد ان نطعن بنظام ولا دستور ولا ميثاقية ولا شراكة، نحن ذاهبون الى معالجة موضوع ملح للبنانيين بالطريقة المتاحة”.
ونظمت جمعية أسفار في مسرح رسالات في منطقة الغبيري في بيروت، حفل توزيع جائزة الشهيد القائد قاسم سليماني العالمية للأدب المقاوم. وحضر الإحتفال حشد كبير من الإعلاميين والسياسيين، وشخصيات دينية وإجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن “جائزة سليماني العالميَّة للأدب المقاوم” انطلقت في العام 2021 تخليداً وتمجيداً لذكرى سيد شهداء محور المقاومة قائد قوة القدس في الحرس الثوري الاسلامي اللواء الحاج قاسم سليماني، وتعمل لإعلاء شأن الإبداع المقاوم ونقل مسرح قضايا الأمة إلى العالمية وجعلها قضايا إنسانية كبرى تمتلك عناصر قوتها وإثبات قدرة الإبداع للارتقاء بالمزاج الشعبي فناً وموضوعاً وصونه من أي انحراف وابتذال.
كما تهدف إلى، تعزيز ودعم الإبداع للارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال، وإثراء الوعي الثقافي الملتزم، والمساهمة في نشر ثقافة المقاومة من خلال العمل الإبداعي وتعميم النموذج المبدع، وتعزيز حضور المبدع الملتزم بقضاياه وإبزار الطاقات الإبداعية على مستوى الأمة، ونشر نتاجهم الإبداعي، وتحفيز الإبداع من خلال تقديم الجوائز المادية القيمة.