المناطق 'ج'.. 'الخان الأحمر' استعلاء 'الأبارتهايد' الإسرائيلي

المناطق 'ج'.. 'الخان الأحمر' استعلاء 'الأبارتهايد' الإسرائيلي
الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠٢٣ - ١٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

تعتبر المناطق المصنفة "ج" ذات السيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية، وفق اتفاق أوسلو والتي تفوق 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة؛ جوهر الاستهداف الاستيطاني الإسرائيلي، ومكان العمل الفعلي لتنفيذ اتفاق ائتلاف الحكومة الإسرائيلية ورأس جدول أعماله.

العالم - الإحتلال

ويبدو أن شركاء هذا الائتلاف الذي يوصف بالأكثر تطرفاً ويمينية، اختاروا منطقة تجمع الخان الأحمر البدوي للانطلاق نحو مرحلة تنفيذ التهديدات التي لطالما أطلقها، والبدء الفعلي في هدم التجمع الواقع شمال القدس، بما يفتح الباب لاستكمال المخططات الاستيطانية بربط المستوطنات بمدينة القدس، وجعلها ذات امتداد متصل جغرافيا حتى منطقة الأغوار.

وبهدف الضغط على الحكومة الإسرائيلية لعدم تمديد قرار تجميد الهدم والترحيل الذي ينتهي مع بداية الشهر المقبل، اقتحم عضوا الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، داني دانون، ويولي إدلشتاين، وجماعات استيطانية أخرى، تلة مقابلة لتجمع الخان الأحمر اليوم الإثنين، وهو ما دفع نشطاء وجهات فلسطينية بشكل فوري إلى التجمع والاعتصام في المنطقة.

ويعطي الاعتصام الذي شارك فيه الأهالي وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان وفصائل فلسطينية، رسالة حول إمكانية عودة الاعتصام الدائم، والذي استمر عام 2018، لقرابة أربعة أشهر، وانتهى بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية تجميد قرار هدم التجمع.

بدورهم، يرى أهالي الخان الأحمر أن الأطراف السياسية الإسرائيلية تعمل على تهيئة الظروف لترحيلهم، فقد توقف الهدم كما يرى يوسف أبو داهوك أحد سكان الخان الأحمر، في حديث مع "العربي الجديد"؛ بسبب الفعاليات الشعبية، والضغط الدولي، لكن لم يجر إلغاؤه، بل انتظرت حكومة الاحتلال الوقت المناسب للتنفيذ.

من جهته، يرى رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية مؤيد شعبان في حديث مع "العربي الجديد"، أن إنهاء تجمع الخان الأحمر؛ يعني إنهاء القضية الفلسطينية، وإنهاء "القدس عاصمة لفلسطين، وإنهاء لحل ما يسمى بـ" الدولتين" أو أي أفق سياسي".

وسلطات الاحتلال تهدف من خلال إخلاء المنطقة من السكان إلى تنفيذ مخطط E1 الاستيطاني الذي يربط المستوطنات في القدس، ويوسع مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي القدس، وصولاً إلى البحر الميت، بما يفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، ويفصل القدس عن باقي الضفة.

وكان أهالي التجمع قد رفضوا مقترحات إسرائيلية، بتسوية تؤدي إلى ترحيلهم طوعاً إلى تجمع للبدو قرب بلدة العيزرية شرق القدس، أو في أريحا.

وخلال العام الماضي، أخطرت سلطات الاحتلال بهدم 1220 منشأة فلسطينية بحجة عدم الترخيص، كما جاء في تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان السنوي، وجرى تنفيذ 223 عملية استيلاء على ممتلكات، علاوة على إصدار قرارات بالاستيلاء على 26424 دونماً تحت مسميات مختلفة (إعلان محميات طبيعية، أوامر استملاك، أوامر وضع يد، إعلانات أراضي الدولة).

ووفق الهيئة، فقد أقام المستوطنون العام الماضي، 12 بؤرة استيطانية على أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية، وشرعنت بؤرتين استيطانيتين شرق رام الله.

وصادقت حكومة الاحتلال على ما مجموعه 83 مخططاً هيكلياً وتفصيلياً في الضفة الغربية بما فيها القدس، تقضي ببناء أكثر من 8288 وحدة استيطانية جديدة، حيث استهدفت هذه المخططات ما مجموعه 8,482 دونماً من أراضي الفلسطينيين.

وبحسب التقرير، فقد وصل عدد المستوطنين في الضفة بما فيها القدس، ما مجموعه 726,427 مستوطناً، موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية، منها 86 بؤرة رعوية زراعية.