الإعدام الميداني في جنين واعدام الشوارع في القدس المحتلة

الإعدام الميداني في جنين واعدام الشوارع في القدس المحتلة
السبت ٢٨ يناير ٢٠٢٣ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : أصيب إسرائيليان، اليوم السبت، في حي سلوان بالقدس، ويوم الجمعة، لقي 8 إسرائيليين مصرعهم وأصيب 12 آخرون في شمال القدس المحتلة، وهو عدد القتلى والجرحى اللذين أوقعهما شابان فلسطينيان ردا على مجزرة يوم الخميس التي ارتكبها الصهاينة في جنين وراح ضحيتها 9 فلسطينيين شهداء وجرح 20 اخرون .

الاعراب :

- النهج الأخير للمقاومة الفلسطينية هو مواجهة النظام في الميدان، أو بتعبير، "في الشارع". وفي هذا الأسلوب من الانتقام، هناك محاولة لمعادلة الضربات التي يتم تلقيها مع الضربات الموجهة الى العدو الصهيوني من حيث العدد. وبناء على هذه الاسترايجية لا مكان يعتبر آمناً للصهاينة داخل الكيان والمنطقة.

-بينما هاجم جيش الاحتلال، يوم الخميس الماضي، مدينة جنين مدججا بالسلاح بهدف قمع الفلسطينيين، وفي هذا الهجوم الذي كان استمرارا للاعتداءات الأخيرة بهدف ترهيب المقاومة الفلسطينية خلال فترة حكم اليمين الجديد، استشهد 9 فلسطينيين وإصيب 20 آخرون ، شاب فلسطيني يبلغ من العمر 21 عاما، يدعى "خيري علقم"اطلق أول نيران انتقامية ضد الكيان الاسرائيلي في القدس، وقتل 8 صهاينة واصاب 12 آخرون بجروح. واستكمالا لهذه الخطوة، اصاب اليوم السبت فتى يبلغ من العمر 13 عاما إسرائيليين آخرين بجروح في بلدة "سلوان". تنفيذ هذا النوع من "الإجراءات الانتقامية الفورية" فور ارتكاب الصهاينة لجريمة ما، غير مسبوقة في تاريخ الكيان الممتد لاكثر من 70 عاما.

- في النهج الجديد يرد شباب المقاومة، على "الإعدامات الميدانية" بـ "إعدامات الشوارع" بطريقة مماثلة للجريمة المرتكبة، وبالطبع فانهم في تحديد مجال الانتقام لا يقتصرون على الانتقام في المكان الذي حصلت فيه الجريمة. من وجهة نظر هؤلاء الشباب المنتقمين، فان جميع أنحاء الأراضي المحتلة هي ساحة للانتقام من العدو الصهيوني.

- نتنياهو الذي نجح سابقا في تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية وفي ظروف ائتلاف صعب وهش، نجح هذه المرة في تشكيل حكومة يمينية متطرفة، كان يتصور ان مهمة السيطرة على المقاومة أوشكت على النهاية، لكن تشكيل "عرين الأسود" من جهة، وتنامي شعارات المقاومة من جهة أخرى، وأخيرا انتشار المقاومة، في كافة انحاء الأراضي المحتلة، إلى جانب ردود الفعل الفورية والمتوافقة مع كم وحجم الجرائم الصهيونية من قبل الفلسطينيين ، تشير إلى نقطة النهاية، للأوهام الصبيانية لرئيس الوزراء وفريقه المتطرف .

- في ظاهرة نادرة خلال هذه الفترة من حكومة نتنياهو، أدت المظاهرات التي شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص الى خلق مشكلة كبيرة لنتنياهو. في هذه التظاهرة غير المسبوقة، يتواجد المستوطنون والفلسطينيون المقيمون في الأراضي المحتلة على حد سواء وكل منهم يعبرون ويؤكدون معارضتهم وعداوتهم لنتنياهو وكيانه وفق رؤيتهم الخاصة. ففي حين أن الصهاينة لديهم مشاكل جدية مع نتنياهو وسياساته وحكومته، مثل الحد من سلطة القضاء الإسرائيلي لصالح ديكتاتورية نتنياهو، فإن الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة يرفعون اصواتهم بالمعارضة لنتنياهو اعوانه فيما يخص "سياساته المعادية" للفلسطينيين. سياسة الأحكام العنصرية للكيان على صعيد احكام الاعتقال الاداري الذي له قابلية التمديد الى المؤبد للفلسطينيين و ليس الإسرائيليين، وسياسات سلب الهوية والجنسية الفلسطينية من الفلسطينيين، إلخ.

- بناء على ما يجري في الأراضي المحتلة هذه الأيام، يمكن الاستنتاج بأن الشباب الفلسطيني، بغض النظر عن انتماءاته السياسية والحزبية، مصمم هذه المرة على حسم قضية الكيان الاسرائيلي في الميدان.

- كما أن تجربة العمليتين اللتين نفذهما شاب وفتى في الأراضي المحتلة دون ترك أي أثر للمكان أو التنظيم الذي لعب دورا في تدريبهم العسكري، تظهر أن المقاومة الفلسطينية لديها احتياطي لا نهاية له من هؤلاء الشباب المتحمسين لإنقاذ الوطن.

- أخيرا، تُظهر التجربة الجديدة للعمليات في الأراضي المحتلة خلال الأيام الأخيرة أكثر من أي وقت مضى عدم جدوى اجراءات المطبعين الذين اغتمرتهم الفرحة قبل ثلاث سنوات بسبب الصداقة مع عدوة المسلمين، إسرائيل، وبرغم ما يشعرون هذه الأيام من خجل لدى الراي العام مما ارتكبوه، يحاولون ابداء التعاطف مع "إسرائيل"، ولذلك ستنكرون الإجراءات الانتقامية من قبل الفلسطينيين ويحاولون النيل من شرعيتها.