شاهد.. هكذا إلتفت ايران على الحظر الامريكي وحولت التهديد الى فرصة

الأربعاء ٠١ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

اكد سكرتير مقر تطوير التكنولوجيا الحيوية في ايران د. مصطفی قانعي ان الجمهورية الاسلامية قامت بعملیة ألتفاف على الحظر الإقتصادي الامريكي الشامل وسلحت نفسها بعلم التکنولوجیا الحیویة، أي أنّها حصلت علی ما ترید من دون أن یکون العدو راغباً أن تکون هذه الأدوات في متناولها.

وقال قانعي في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار" بمناسبة انجازات ايران بعد الثورة الاسلامية في مضمار التكنولوجيا الحيوية: ان التکنولوجیا الحیویة تستطیع أن تضمن الامن الغذائي والامن الدوائي القطاعین کي یکون إستقلال ايران بمنأی عن المزایدات بل وتزداد البلاد قوة ومنعة وأن تتقدّم یوماً بعد یوم، بمعنى انها قامت بتحويل التهديد الى فرصة.

وفيما اليكم نص المقابلة..

العالم: ما ابرز مهام مقر تطوير التكنولوجيا الحيوية؟

قانعي: من ضمن مهام المرکز لدینا مهمّتان مؤثّرتان وممیّزتان، سوف أتطرّق إلیهما خلال هذه المقابلة. الأولی عبارة عن موضوع یعود إلی السیاسة الشاملة والبرمجة والتوجیه والهدایة والتآزر. توجیه وإرشاد جمیع أنشطة التکنولوجیا الحیویة من مسؤولیة هذا المقر الذي أشرنا إلیه، بکلمات أخری، لدینا في بلادنا ایران مراکز أبحاث تُجری فیها أبحاث متنوّعة، إلی جانب وجود جامعات یتعلم فیها الطلبة ویقوم الأساتذة بتدریس هؤلاء الطلبة.

کما أنّه لدینا شرکات لدیها نتاجات مختلفة، ومجلس الشوری الإسلامي الذي یجب أن یکون الذراع الخاصّة بالإشراف وأخیراً لدینا الحکومة التي یجب علیها إعداد البرامج وحمایة وإسناد هذه التقنیة.

یُعتبر هذا المقر الرابط بین الأجهزة التنفیذیة ومسؤولي البلاد والمسؤول عن تقدّم هذه التقنیة. هذه واحدة من المهمّتین اللتین سبق وأن تطرّقتُ إلیهما. أمّا المهمّة الثانیة فهي وفقاً لبرنامج زمني محدّد بهدف توجیه إقتصاد البلاد صوب إقتصاد قائم علی المعرفة، فقد تمّ وضع برنامج لهذا المقر کي تستحوذ ایران علی ما نسبته 3% من السوق العالمیة في قطاع التکنولوجیا الحیویة، نسبة 1% بسبب تعداد السکان، ونسبة 2% نصیب ایران من الأسواق العالمیة. لهذا، فأنّ هاتین المهمّتین تُعتبران أساس مهام مقر تطویر التکنولوجیا الحیویة.

العالم: هناك نقاط قوة ونقاط ضعف لديكم، برأيكم ما هي ابرز نقاط القوة لديكم؟

قانعي: من نقاط قوّتنا البارزة في المقر هو أنّه بدأ أنشطته قبل عقدین من الزمان في إطار لجنة، حصل هذا في وقت لم تکن التکنولوجیا الحیویة قد تطوّرت کثیراً في العالم. أدی العمل في الوقت المناسب إلی أن یکون لدینا الیوم ستّة آلاف خرّیج في قطاع التکنولوجیا الحیویة، وفي إختبار دخول الجامعات (کنکور) توجد منافسة شرسة بین الطلبة المتقدّمین لاجتیاز هذا الاختبار ودخول الجامعات، وأهمّ فرع بین الفروع هو فرع التکنولوجیا الحیویة الذي یتقدّم إلیه الطلبة الموهوبون.

الأمر الآخر، هو أنّنا نجحنا في تحویل العلم إلی تقنیة خلال عقدین من الزمن، ونتیجة لهذه التقنیة فقد أصبح ملیارا دولار في القطاع الطبّي واللذان خُصّصا لإستیراد أدویة بتقنیة عالیة من اختصاص الإنتاج الداخلي.

قد ينشأ هذا الشك ویقول قائل لو أنّ العملیة الطبیعیة کانت قد استمرّت لکانت النتیجة هي نفسها، ولکن لو ألقیتم نظرة بالدول المجاورة لنا والتي تتمیّز بعلاقاتها القویّة والحمیمة مع الدول الغربیة وأمریکا، لاحظ معي، وهي لا تتعرّض لأيّ عقوبات إقتصادیة ، حتّی أنّ ولا واحدة من هذه الدول تمتلك أدویة منتجة باسلوب التکنولوجیا الحیویة کالتي تُنتج في ایران، بینما نحن کنّا ولانزال نتعرّض لحصار إقتصادي شدید وجمیع الأجهزة والمعدّات التي تُنتج منها هذه الأدویة تُستورد من الخارج، إلا أنّنا وصلنا إلی مرحلة إنتاج هذه التقنیة.

أعلی نقطة قویّة لدینا تتمثل في أنّنا نقوم حالیاً بتعلیم وتدریب الشخص التقني الماهر إلی جانب إنتاج المعدّات والأجهزة ونتاجاتنا المطلوبة إلی جانب مساعدة قطاع الأمن القومي والإقتصاد ومنح دفعة قویّة لعلم ومعرفة ثلاثة قطاعات مختلفة.

العالم: هل يمكن قياس العقود ما بعد انتصار الثورة الاسلامية وقبل الانتصار؟

قانعي: لحسن الحظ، إنطلق موضوع التکنولوجیا الحیویة في بلادنا قبل مائة عام، حینما سعی أحد الخیّرین لوضع حجر الأساس من ماله الخاص لمعهد "باستور"، ومن بعده قام علماء آخرون، من بینهم المرحوم الدکتور "میر شمسي" بوضع حجر الأساس لمعهد رازي قبل مائة عام أیضاً. آنذاك، أي قبل قرن من الزمان، وجدنا علم التلقیح، ولکن للأسف وبمرور الزمان لم نسایر التقدم الذي کان یتبلور في العالم. وبعد الثورة الإسلامیة، وحینما کانت الحرب المفروضة علی ایران في أوجها، لم نحقق أيّ تقدّم یُذکر، ولکن بعد أن وضعت الحرب أوزارها نما قطاع التکنولوجیا الحیویة فجأة إلی درجة أنّنا لو أردنا وضع ترتیب لنتاجات التکنولوجیا الحیویة فأنّنا سنکون في المرتبة الثالثة أو الرابعة في قارّة آسیا.

وللعلم لا یوجد منافس لنا في منطقتنا، ولو قمنا بوضع ترتیب للعلم فنحن امّا في المرکز الثاني عشر أو الثالث عشر من حیث إنتاج العلم، أمّا بالنسبة للقوی البشریة العاملة فلا منافس لنا أیضاً في هذا القطاع، فنحن لدینا عدد کبیر جداً من الخرّیجین ولهذا حصل اهتمام کبیر بعد الثورة الإسلامیة بهذا الموضوع، وأهم نقطة هنا وجود صناعات في ایران تدخل فیها تقنیات عالیة جداً إلی درجة لا یوجد مثیل في منطقتنا لهذه التقنیات والمصانع المنتجة في هذا القطاع.

العالم: هنالك خطط وغاية، بالتأكيد ايران تسعى الى هدف، حبذا لو تشرح ما هداف الجمهورية الاسلامية في موضوع التكنولوجيا الحيوية؟

قانعي: لدینا هدف شامل. وهذا الهدف یتمثّل في أنّه بالنظر إلی نمو علم التکنولوجیا الحیویة والتقنیات المستحصلة من هذه التکنولوجیا، فلو حدث وأن تجاهلنا أو أهملنا هذا الموضوع، سوف نصبح معتمدین علی الغیر ونفقد استقلالنا، ولا تنسوا من أنّ الدول الغربیة تستخدم هذا الموضوع کأداة ضدّنا.

أمّا النقطة الثانیة، فلو کانت هناك تکنولوجیا تتوائم مع أهداف الجمهوریة الإسلامیة في ایران والتي ترید الإعتناء بالبیئة وتسعی لإزدهار الإقتصاد وتأمین أمنها القومي وأخیراً تمنع خروج علمائها من البلاد، فلن تجدوا غیر التکنولوجیا الحیویة.

من جانب فقد وصلت البلاد إلی نتیجة مفادها أنّه بالنظر إلی القطاع الزراعي حیث ظاهرة الجفاف وتغییر المناخ وحالات الجفاف التي تظهر بین الفینة والأخری وموضوع الأمن الغذائي والأمن الدوائي یجب أن تتسلح البلاد بعلم التکنولوجیا الحیویة کي تتمکن من إشباع شعبها وأن تنتفي الحاجة للتبعیة للآخرین في مجالات الغذاء والدواء والصحة والأمن الغذائي.

فالصحة والأمن الغذائي یُعتبران محورین رئیسیین في أيّ دولة في العالم، فلو حدث وأن لم تکن دولة ما مستقلة ومکتفیة ذاتیاً في المحورین الآنفي الذکر، فمن السهولة بمکان أن تسیطر علیها الدول الأخری. هذان الموضوعان، أي الصحّة والأمن الغذائي، یتبعان التکنولوجیا الحیویة بقوّة ، والتکنولوجیا الحیویة بدورها تستطیع أن تضمن هذین القطاعین کي یکون إستقلال البلاد بمنأی عن المزایدات بل وتزداد البلاد قوة ومنعة وأن تتقدّم یوماً بعد یوم.

العالم: ايران تنظر الى موضوع التكنولوجيا الحيوية بنظرة استراتيجية اذا جاز التعبير، بالتأكيد هنالك عقبة كبيرة امامكم وهي الحظر الامريكي الشامل، كيف تواجهو هذا الحظر؟

قانعي: منذ الیوم الأوّل لإنطلاقة التکنولوجیا الحیویة، الحظر الإقتصادي کان موجوداً وبقوّة. أمر مثیر للإهتمام أود أن أذکره لکم..

العالم: ولكن الحظر اليوم يختلف بشكل كبير؟

قانعي: نعم، اللیلة الأولی بعد الانقلاب، وقبل أن یوقفوا شحنات الأسلحة أو الطائرات والأنظمة العسکریة، کان أوّل حظر علی ایران هو حظر بنك الخلایا الأمریکي، لهذا فهم انتبهوا من ناحیة البعد الاستراتیجي أيّ حظر یبدأوا منه.

النقطة الثانیة هي أنّه حینما طُرح موضوع إتّفاقیة خطّة العمل المشترك في ایران وتقرّر إنضمام ایران للاتفاقیة الآنفة الذکر، قام الطرف الآخر بتقسیم الإتفاقیة إلی قسمین، القسم الأوّل شمل المنشآت النوویة بینما القسم الثاني حینما ننظر إلیه یتّضح أنّه علی ایران أن تحصل علی التراخیص اللازمة لجمیع منشآتها وإمکانیات التکنولوجیا الحیّة، أو البایو تکنولوجي"، علی هذا فأنّه من وجهة نظر الطرف الذي قام بتنفیذ الحظر الإقتصادي ضدّ بلادنا کان یعلم أنّ موضوع التکنولوجیا الحیویة یحظی بأهمّیة فائقة.

ولکي نواجه هذا الأمر، أي الحظر الإقتصادي، وقد اشتدّ یوم بعد یوم، کانت الأدوات الضروریة عبارة عن جهاز ومعدات والخرائط الفنّیة وتقنیة الإنتاج، بإمکاننا القول أنّه وخلال عقدین من الزمن تمّ إضفاء الطابع المؤسّسي علی أکثر من 90% من الأدوات الآنفة الذکر، وإذا کانت ایران لدیها معرض یحمل إسم "صنع ایران"، وإذا تجوّلت الکامیرا في هذا المعرض لوجد المتابع أنّ أکثر من 90% من معدات وأجهزة التکنولوجیا الحیویة أُنتجت في ایران وتُستعمل من قبل الأخصّائیین.

ولکن في نفس الوقت، وکي لا نواجه مشکلة في وسط هذا الخضم، قامت ایران بعملیة ألتفاف حول الحظر الإقتصادي، أي أنّها حصلت علی ماترید من دون أن یکون العدو راغباً أن تکون هذه الأدوات في متناول ایران، وقد تمکنت ایران من هذا الاسلوب بالکامل وهي تعلم تماماً کیفیة الحصول علی احتیاجاتها بأيّ اسلوب بالرغم من وجود الحظر الإقتصادي، ولهذا نحن لا ندّعي بأّنّنا قد أنتجنا کلّ ما کنّا نریده، بل قسم منه من خلال التقنیات التي ساعدتنا کي نتجنب الحظر الإقتصادي، ووصلنا إلی المنتج النهائي الذي کان هدفنا، ولهذا لسنا معتمدین علی أيّ جهة في الحصول علی هذا المنتج.

العالم: واضح انه ينبغي ان يكون هناك تعاون بينكم في المقر وبين الجامعات في ايران، كيف تقومون بتنسيق هذا التعاون مع الجامعات؟

قانعي: بدایة، هذا الفرع وهذه التقنیة کانت بحاجة إلی شخص مثقف جداً، عالم وتقني، الیوم جمیع مسؤولي شرکاتنا الکبیرة أساتذة جامعیین، لهذا، فأنّ التقنیة انبثقت وخرجت من الجامعات. أمّا الموضوع الثاني فکان یقول لو أنّنا استمرّینا بالمسیر إلی أمام بهذا الاسلوب هل یصبح بإمکاننا الحصول علی جمیع علوم التکنولوجیا الحیویة؟ منذ ثمان سنوات ووفقاً لبرنامج دقیق جداً بدأنا بمشروع تقسیم العمل الوطني مع الجامعات، علی أساس مواهب القوی البشریة والقدرات العلمیة لکل جامعة، فقد وقّعنا مع کلّ جامعة إتفاقیة تختصّ بثلاثة مواضیع تتعلق بالتکنولوجیا الحیویة وتساند کلّ أطروحة لنیل الدکتوراه والماجستیر وتوفیر فرص الدراسات والمقالات المتعلقة بمهمّة تلك الجامعة المعنیة.

بمعنی أنّنا الیوم لدینا 10 جامعة ومؤسّسة بحثیة في إتفاقیات ثنائیة معنا تستفید من دعمنا ومساندتنا لها من خلال مهام خاصّة. عندما تقوم الجامعة بهمتها لمدة عشر سنوات، ستکون هذه الجامعة بعد هذه المدّة الأفضل، وهکذا دوالیك مع الجامعات الأخری في مواضیع أخری.

ومن خلال هذا الاسلوب اذا کانت الشرکات بحاجة إلی تقنیات جدیدة سوف تعلم جیّداً إلی أيّ جامعة تتّجه لحل مشکلاتها، ونتیجة لهذا سوف تتّصل الشرکة بالجامعة والمرکز البحثي بطریقة آلیة، لهذا، یکون قد تمّ ایجاد هیکل متماسك وفقاً لبرنامج محدّد سلفاً لاتّصال الجامعة بالتقنیة والصناعة.

وهذا الموضوع تمّ إقراره وتأییده کموضوع قومي في وزارة الصحة والتعلیم الطبّي ووزارة العلوم والمجلس الأعلى للهيئة التوجيهية للخارطة العلمية الشاملة التابع للمجلس الأعلی، ویحظی بإسناد ودعم کاملین کي تصبح ایران الأفضل في علوم التکنولوجیا الحیویة خلال العقدین القادمین.

العالم: تتحدث دكتور عن انجازات كبيرة في مجال العلم، هل هنالك تعاون بين ايران وبين دول المنطقة او حتى خارجها في موضوع التكنولوجيا الحيوية، هل هناك اتفاقيات؟

قانعي: علینا التأکید علی موضوع یخصّ التعاون، ألا وهو أنّ الذین وضعوا حجر الأساس لهذه الفروع العلمیة هم من خرّیجي دول متقدّمة عادوا الی ایران وبدأوا بأنشطتهم العلمیة والتقنیة حیث وصلنا إلی ما نحن علیه الآن، وهذا واضح للجمیع في منطقتنا. لا توجد أيّ دولة غربیة منحت الدول الجارّة التکنولوجیا الحیویة، وفقاً لإستراتیجیة الجمهوریة الإسلامیة في ایران تقرّر أن لا تتردّد بلادنا في تقدیم ید المساعدة من خلال منح الدول الصدیقة لایران التقنیات اللازمة بناء علی إتّفاقیات مشترکة بیننا وبین هذه الدول.

لهذا السبب، أنتم ترون من أنّ تقنیة ایران قد وصلت إلی ترکیا، أمّا في الخلیج الفارسي فلدینا بعض الدول التي رغبت في الحصول علی هذه التقنیة وقد تحقّق لها ذلك.

علی سبیل المثال، في عُمان وفي روسیا الإتّحادیة التي تبلور فیهما هذا التفاهم وبدأت التقنیة تخطو خطواتها إلی الأمام، بالطبع قبل هذا التطوّر کان منتجنا قد حلّ محل منتج أمریکي في روسیا من خلال منافسة، من المثیر جدّاً أن أخبرکم هنا حینما کنا في معهد باستور ونعمل علی رصد موضوع التکنولوجیا الحیویة في إنحلال الإتّحاد السوفیتي السابق، أتینا بعشرین شخصاً من تلك الدولة کي یقوموا بتدریب وتعلیم أفرادنا التکنولوجیا الحیویة.

أمّا الیوم فأنّ التقنیة الآنفة الذکر ونتاجاتها تُصدّر من ایران إلی روسیا الإتّحادیة، وإن دلّ هذا الأمر علی شئ فإنّما یدل علی وجود إدارة دقیقة جدّاً علیه، وأنا شخصیاً أُعلن أنّ الدول الصدیقة والتي لدیها تفاعل جیّد مع ایران بإمکانها الإستفادة من هذه التکنولوجیا بدون تردّد کي یصبح مستقبل صحّتهم وغذائهم مزدهراً بواسطتها، لهذا وعلی عکس الدول الغربیة لا توجد لدینا مشکلة في التعامل التقني مع الدول الجارّة وأصدقاء ایران.

العالم: لم يعد سراً بان ايران تعاني اليوم من ازمات اقتصادية نتيجة الحظر الامريكي الشامل، هل هنالك تأثير لهذه الانجازات على ازدهار الاقتصاد في ايران؟

قانعي: لقد أشرت في بدایة حدیثي من أنّ قطاع إنتاج الأدویة فقط قلّل إعتمادنا علی الخارج بملیاري دولار. النقطة الأخری هي أنّنا قدّمنا برنامجاً للحکومة یعمل علی توفیر مبلغ ثلاثة ملیارات دولار خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة في قطاع الأمن الغذائي إضافة إلی ملیار وثمانمائة ملیون دولار في القطاع الصحّي، کلّ هذا بواسطة التکنولوجیا الحیویة. لهذا فأنّ الأثر سیکون إقتصادیاً، والسبب هو وجود برنامج مسبق ومحدّد.

أمّا فیما یخصّ موضوعنا مع أمریکا، ما أودّ قوله هو أنّنا حتّی إذا لم نکن قد دخلنا في هذا التحدّي وفي هذه المشکلات الإقتصادیة، فقد اتّخذت أمریکا قراراً من هذا النوع مع الصین أیضاً، حیث قامت بوضع عقوبات علی أکبر شرکة تکنولوجیا حیویة صینیة، والسبب أنّ هذا توجه عظیم ورائع، وأيّ جهة تحصل علی هذه التکنولوجیا سوف تستغني عن الغرب تماماً وتضمن استقلالها عنه.

الموضوع الآخر هو أنّ ایران لیست عضواً في منظمة التجارة العالمیة والسبب هو الحظر الإقتصادي، ولأنّ بلادنا لیست عضواً في المنظمة المذکورة لذا یمکننا إنتاج أدویتنا في الداخل.

قام هؤلاء بفرض الحظر الإقتصادي علی شعبنا وبلادنا کي یقع أکبر بلاء علی رؤوسنا، لکنّنا استفدنا من هذه الفرصة وأنتجنا أدویة کانت تحمل براءة إختراعهم حیث لم یکن مسموحاً لکائن من کان بإنتاج هذه الأدویة، بما فیهم نحن لأنّ ایران لم تکن عضواً في منظمة التجارة العالمیة، نحن قمنا بتحویل التهدید إلی فرصة.

نقطة أخری ألا وهي لو أنّ سعر صرف الدولار کان رخیصاً، أي حوالي ألف تومان مثلاً، وکان نفطنا یُباع بسهولة وبسرعة، لربّما لم یکن المسؤولون یساندوننا ویدعموننا في موضوع الإنتاج کما یدعموننا الیوم، وهذا أمر شاهدناه بأعیننا ولمسناه بأیدینا. الأمر لیس هکذا بأن یقولوا نحن نرید هذه التکنولوجیا، فقسم من الموضوع یعود إلی الضغط الإقتصادي الشدید والمستمر.

إذا حصلت ایران علی العملات الصعبة من خلال الإلتفاف علی الحظر الإقتصادي وبیع مقادیر من النفط، إلا أنّ إرتفاع سعر صرف الدولار سبّب بأن یصبح الدولار الواحد ذي قیمة لایران، وأيّ دولار سوف یذهب إلی خارج البلاد یحسبون له الحساب علی عکس السابق حیث کان سعر صرف الدولار رخیصاً ولم یکن المسؤولون یعیرون الأمر أيّ إهتمام، لهذا ومع وجود العملة الصعبة بسبب بیع النفط، إلا أنّ المسؤولین یحبّذون الإتیان بالعملة الصعبة، أي الدولار، وضخ العملات الصعبة في صناعات أخری ودعم الإنتاج الداخلي، ووضع ما یتبقّی لهم في مصاریف أخری للبلاد.