ماذا ينتظر الكيان الاسرائيلي.. حربا أهلية أم حربا مع غزة والضفة؟

ماذا ينتظر الكيان الاسرائيلي.. حربا أهلية أم حربا مع غزة والضفة؟
الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠٢٣ - ١٠:٥٢ بتوقيت غرينتش

أيام فارقة يعيشها الاحتلال الاسرائيلي، في ذروة انقسام متقادم، لم يعد من الممكن لحمه، فالجوة التي احدثها رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو في إقرار تشريعاته القضائية وتقويض الجسم القضائي، وإخضاعه لسيطرته، مستكملا التصويت بالقراءة الأولى على جملة مشاريع قوانين من شأنها، وفق ما ينظر إليها معارضو بنيامين نتنياهو، فأنها ستعميق الشرخ المجتمعي، وستدفع بقوة نحو حافة الحرب الأهلية.

العالم - يقال ان

وكل هذا جعلت الحديث بين المستوطنين يتحول اليوم إلى خوف عميق وعناد، إذ يشعر كل من المؤيدين والمعارضين بأنهم يعيشون لحظة انقسام لم يشهدوها من قبل.

صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت قبل ايام أن الحرب الأهلية في الكيان الاسرائيلي أصبحت اليوم أقرب من أي وقت مضى.
فالتقديرات تشير الى أن الوضع خطير داخل الكيان، وحتى أن السؤال الان بات يدور على أن جيش الاحتلال إلى جانب من سيقف في هذه الحرب الأهلية المتوقعة.

وفي وقت الذي تتصاعد فيه الأزمة الداخلية، تنتظر دولة الاحتلال ردا يبدو محتوما على مذبحة نابلس، التي جاءت لتكشف غطاء التفاهمات المبرمة بين رام الله وتل أبيب برعاية واشنطن، وعجز الأولى عن مفارقة مربع الوهم، على رغم تلويحها أمس بإلغاء قمة أمنية مقررة في العقبة مع الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ومصر والأردن.
فما جرى في نابلس أثبت مرة جديدة، أن السلطة لم تَعتبر من ثلاثة عقود من الركض خلف اتفاقيات «السلام» المزعومة، وأنها غير قادرة على مغادرة المربع الذي باتت تراوح فيه، وإنْ كانت لا تزال تحاول، في كل مرة يرتكب فيها العدو مجزرة، إيجاد مسكنات للغضب الفلسطيني، كأن تعلن تَوجهها إلى مجلس الأمن، أو وقف "التنسيق الأمني"، وهو ما لم يتحقق البتة، فالبرغم من إعلان السلطة الفلسطينية وقفها إياه عقب مجزرة جنين أواخر كانون الثاني الماضي. إلا أن موقع "واللا" العبري، كشف عن محادثات "سرية ومباشرة" دارت على مدار أكثر من شهر، سواء من خلال لقاءات أو اتصالات هاتفية، بين أمين سر "اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير" حسين الشيخ، ورئيس "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي تساحي هنغبي، وأدت إلى صياغة "التفاهمات" المفترضة، والتي تم بموجبها سحب مشروع القرار ضد المستوطنات من مجلس الأمن.

بل أن أوساط فلسطينية ذهبت الى أبعد من ذبك بإن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في نابلس ما كانت لتحدث لولا التنسيق الأمني المستمر مع السلطة، الذي شجع الاحتلال على ارتكاب هذه المجزرة دون تردد.

لكن الحسابات في قطاع غزة تختلف عما هي عليه في رام الله، فالمقاومة في القطاع، حسمت أمرها فالوقوف الى جانب المقاومين الاحرار في الضفة، إذ لم تكد تمر ساعات على المذبحة، حتى انطلقت من القطاع رشقة صاروخية تجاه مستوطنات الغلاف، على رغم كثافة الاتصالات التي قادها الوسيط المصري لمنع وقوع رد يعزز احتمالات مواجهة أوسع.

وحسب مصادر مطلعة، فإن المصريين سعوا إلى إقناع الفصائل بالاكتفاء بالفعاليات الشعبية في الضفة الغربية، وهو ما رفضته المقاومة، التي لم تقبل التعهد بعدم الرد من غزة، وأكدت أنها لن تسمح بعد اليوم بجرائم ومجازر كتلك التي جرت في جنين ونابلس أخيراً، وأن ردها سيكون كبيرا في المرات المقبلة حتى لو أدى إلى الدخول في معركة جديدة.
فهل ستتحمل حكومة نتنياهو حربا جديدة شاملة، تمتد من غزة الى الضفة؟