قمة العقبة .. محاولة جديدة لاستئصال مشروع المقاومة

قمة العقبة .. محاولة جديدة لاستئصال مشروع المقاومة
الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٩:٤٥ بتوقيت غرينتش

تستضيف مدينة "العقبة" الاردنية اليوم قمة امنية بحضور مسؤولين من الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة ومصر والدولة المضيفة الى جانب السلطة الفلسطينية، وسط تنديد فصائل المقاومة بالاجتماع، وفي اعقاب جريمة نابلس التي اسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا واصابة اكثر من مائة اخرين يجروح.

العالم كشكول

مصادر مطلعة افادت أن القمة تأتي ضمن الجهود الأمريكية الرامية لوقف التوتر الميداني في الضفة الغربية وشرق القدس وتثبيت تفاهمات بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" وذلك خدمة للمصالح الامريكية والاسرائيلية، خاصة في ظل التوتر الذي يسود كيان الاحتلال والتظاهرات الحاشدة ضد الحكومة الهشة برئاسة نتنياهو.

وادعت السلطة الفلسطينية ان وفدها الى الاجتماع، سيعيد التأكيد على التزام دولة فلسطين بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد إقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

لكن فصائل المقاومة استنكرت مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع واعتبرته طعنة جديدة لتضحيات الشعب الفلسطيني، محذرة من ان الاجتماع هو استكمال لمخططات التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته، ومحاولة جديدة لاستئصال مشروع المقاومة .

وكانت قوات الاحتلال ارتكبت جريمة بشعة بمدينة نابلس، أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينياً وإصابة العشرات بجروح. وبحسب إحصائيات رسمية فقدد استشهد 64 فلسطينيا في الضفة وشرق القدس منذ بداية العام الجاري برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في أكبر حصيلة منذ عام 2000 .

وقبل جريمة نابلس كانت السلطة الفلسطينية قد تراجعت عن عرض مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي، يدين منح سلطات الاحتلال تراخيص لتوسيع 9 بؤر استيطانية عشوائية وبناء 10 آلاف وحدة سكنية جديدة في الضفة. وبررت السلطة الفلسطينية موقفها بان قرار السحب تم في مقابل تعهدات إسرائيلية، منها تأجيل القرارات الاستيطانية، وتخفيض اقتحامات المدن الفلسطينية، وتعهد أميركي بإعادة افتتاح قنصليتها في القدس الشرقية، وعقد لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس السلطة محمود عباس بداية العام المقبل، لكنّ الحكومة الإسرائيلية نفت تقديم أي تنازلات، وهو ما أكدته جريمة نابلس.

ومن هذا المنطلق يرى المحللون أن السلطة الفلسطينية تعرضت لخديعة أميركية-إسرائيلية، كان هدفها تجنيب احراج أميركا في مجلس الأمن إذا ما عرض مشروع القرار ما يضطرها الى استخدام (الفيتو)، وبالتبع سيفرض على السلطة اتخاذ رد فعل على الخديعة.

ختاما ينبغي القول بانه لا ابلغ من قول القائل: أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه الغدر وجهة نظر.