العالم- الصحة
في يوم حزين، على محافظة الفيوم بمصر، ودع أهالي مركز يوسف الصديق الذي يبعد عن العاصمة القاهرة نحو 126 كيلومتر، الحاجة ميرة أكبر معمرة والتي رحلت عن عُمر ناهز 113 عاما.
حيث كانت الجدة معروفة بسمعتها الطيبة وسط الأهل والأقارب فلم تكن تنقطع عن الناس فكان تواصلها الدائم مع الأهالي مضرب الأمثال، ولم تكن تفوت في يوم ما واجبا يرتبط بزفاف أو عزاء على الرغم من عمرها الكبير.
الحاجة ميرة عُرفت وسط محيطها من الجيران والأقارب بـ”الجدة الطيبة”، وعاى الرغم من عمرها الممتد لم ترتبط إلا مرة واحدة فقط، وأنجبت مسعود وسعد، ولها 12 حفيدا.
وعن سر العمر المديد، الذي تجاوز ال 100 عام، كشف ابنها سعد عن طقوس وحياة والدته المعمرة الراحلة، والذي أكد أنها لم تأكل الطعام إلا إذا كان مطهو بالزبد البلدي، مشيرا إلى أنها كانت تحب اللحوم.
كما أنها اعتمدت الشاي باللب، واللبن الرائب، ومجموعة من الأعشاب على رأسها اليانسون والحِلبة والنعناع، مشروبات مقدسة لها في حال شعورها بالتعب.
وعن يومها، كشف الابن، أن الجدة الطيبة كما أطلق عليها الأقارب، وواظبت على الاستيقاظ مبكرًا مع بزوغ أشعة الشمس، ولا تتأخر في الاستيقلظ من النوم أبدا كما أنها لم تسر على أي نظام غذائي معين إلا أنها كانت تأكل طعامها المطهو بالسمن البلدي فقط، فيم لم يكن نومها منتظمًا، فتنام لساعات قليلة يتخللها قلق ممن يتحركون حولها.
وأكد الابن أنها لم تذهب إلى طبيب طوال حياتها الطويلة التي بلغت 113 عاما ولم تكن تتناول أي علاج أو أدوية على الإطلاق سوى الإسبرين الذي اعتادت عليه.
وفي لحظاتها الأخيرة أجبرها ولدها الكبير مسعود على الذهاب للطبيب، ولكنها عندما عادت رفضت شراء الدواء، وقررت تناول وجبة شهية من الدجاج ثم رفعت يدها إلى السماء، ودعت لأبنائها وأحفادها، إلى أن نطقت الشهادتين وتركت الحياة، ليودع أهالي الفيوم الجدة الطيبة التي عاصرت أحداثا ضخمة مرت على مصر وعلى العالم كله وشهدت أنظمة حكم مختلفة بين الملكية والجمهورية.
وعاصرت التطور الذي حدث للعالم منذ عام 1910 حتى يومنا هذا من زمن كان ركوب الحيوانات والدواب كأشهر وسيلة مواصلات، إلى زمن ركوب القطار السريع والسيارات الكهربائية والطائرات النفاثة والشبحية، فالحاجة ميرة كانت بمثابة شاهدة على العصر من بيتها في القرية الريفية بمركز يوسف الصديق بالفيوم.. في رأيك ما هو سر البقاء في نظامها الغذائي أو أسلوب حياتها والاستيقاظ مبكرا؟