العالم- الازمة الأوكرانية
كييف التي تستميت للحصول على الدعم من العالم لتصمد في الحرب، بدأت تجد نفسها تقترب شيئا فشيئا، متروكة لوحدها في المعركة، فالمواقف المعارضة تبدو جلية كما في سلوفاكيا والمجر وبولندا وحتى المانيا.
ففي الولايات المتحدة، وبعد أزمة الانفاق الحكومي التي انتهت بتسوية استبعدت البند المتعلق بالمساعدات لأوكرانيا والمقدرة بستين مليون دولار، تم وقف العمل بقانون 'الإعارة والتأجير' لأوكرانيا الذي كان ساريا حتى 30 سبتمبر ما اضطر الرئيس الأمريكي جو بايدن للمصادقة على قانون تمويل الحكومة المؤقت، ودعا الكونغرس للموافقة على مساعدات لأوكرانيا واستثنائها من القانون مطالبا الجمهوريين بالتوقف عن الألاعيب.
موقف أمريكي معارض لا يقتصر على الجمهوريين، بل إن رجل الأعمال الأمريكي ايلون ماسك، ما فتأ يسخر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في طلبه الدعم كل خمس دقائق وحثه على التوقف عن تهديد العالم بأسره من النزاع مع روسيا، وذلك بعد أن رفض تشغيل أقمار الستارلينك التابعة له لمصلحة الحرب في أوكرانيا.
أوروبيا، في سلوفاكيا فاز حزب شعبوي يرفض المساعدات العسكرية لأوكرانيا وينتقد الاتحاد الأوروبي والناتو وهو الذي وعد بوقف تسليح أوكرانيا وتحسين العلاقة مع موسكو بعد فوزه في الانتخابات.
اما المجر فهي تعارض العقوبات على موسكو، وتدفع لشراء الغاز الروسي بالروبل، وترفض تسليح كييف حرصا على سلامة الأقليات المجرية في جنوب غرب أوكرانيا.
اما موقف فرنسا فقد وصف بالإستسلام المبطن حينما قام الرئيس إيمانويل ماكرون بالوساطة للتسوية، وكان محل سخط شعبي كبير في أوكرانيا، وانتقاد شخصي من قبل الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وحده مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال إن التكتل سيزيد من دعمه العسكري لأوكرانيا.
وقال بوريل: دعمنا لأوكرانيا لا يستمر فحسب بل يزداد على الأقل في الوقت الحالي ولكن من جانبنا سنواصل دعمنا والزيادة إن دعمنا ليس ظرفيا ولايعتمد على تقدم يوم واحد إنه دعم دائم ومنظم لأننا نواجه تهديدا وجوديا.
يشار الى ان ألمانيا عارضت إلغاء مشروع 'نورد ستريم 2' المشترك مع روسيا لنقل الغاز وعارضت تسليح أوكرانيا وهو ما اعتبرته كييف تخليا عنها عسكريا ورضوخا لروسيا، ودفعت المانيا بالروبل بدلا من اليورو مقابل الغاز الروسي.