العالم – مقالات وتحليلات
اللافت هو ما ذكره موقع "والاه" الاسرائيلي، ان الموافقة على صفقة الاسرى أُقرّت بغالبية كبيرة، في ختام جلسة للحكومة استغرقت خمس ساعات ونصف، لم يصوت ضدها الا المتطرف إيتمار بن غفير وزير ما يسمى بالأمن القومي، اما رفيقه بتسلئيل سموتريتش وزير المالية، صوت لصالح الصفقة بعد ان هدد اكثر من مرة انه لن يصوت لها. الامر الذي يكشف عن حجم الاذلال الذي يستشعره مجرمو الحرب في الكيان الاسرائيلي، بعد ان راوغوا وماطلوا كثيرا بشأن المفاوضات خلال الايام الـ45 الماضية، لكسب الوقت، بتشجيع امريكي، ظنا منهم، ان بامكانهم تحرير اسراهم من خلال قتل الاطفال والنساء وتدمير اكثر من نصف منازل غزة، وهدم المستشفيات وقتل المرضى ولم يرحموا حتى الخدج.
نتنياهو وامام اجتماع الحكومة الموسعة للتصويت على الاتفاق، قال ان "أمامنا هذه الليلة قرار صعب، لكنه القرار الصحيح. وجميع المسؤولين الأمنيين يؤيدونه تماما"، وهي تصريحات تعكس فشله وعجزه وفشل وعجز جيشه وداعميه من امريكيين وغربيين، في التعامل مع المقاومة والشعب الفلسطيني، اللذان اذلا نتنياهو وجعلاه يستجدي الصفقة، بعد ان كان يهدد بانه لن يوقف اطلاق النار الا بعد تحرير اسراه والقضاء على حماس، الا انه وبعد 46 يوما من الاجرام ينزل، بمساعدة الامريكيين، من اعلى الشجرة التي صعد اليها في البداية.
علامات الهزيمة لم تظهر في تصريحات نتنياهو وحده، فهذا مجرم الحرب الاخر وزير الحرب في الكيان الإسرائيلي يوآف غالانت، وخلال جلسة الحكومة الموسعة يصرح:" علينا اتخاذ قرارات مهمة في الساعات والأيام المقبلة"، بينما الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس فاعتبر أن "الاتفاق صعب ومؤلم إنسانيا، ولكنه صحيح لأنه يحقق أقصى ما يمكن تحقيقه، وأعتقد أنه سيشكل الأساس للتكملة".
حجم هزيمة نتنياهو وعصابته، وداعميه الغربيين وعلى راسهم امريكا تتجلى، بترحيب الادارة الامريكية بالصفقة، بعد ان كان رئيسها بايدن، يخطط مع نتنياهو، لايجاد بديل لحماس لادارة قطاع غزة بعد الحرب!، فقد اشاد مسؤول أميركي بالتوصل إلى اتفاق الهدنة، التي ستبدأ بعد 24 ساعة من الإعلان الرسمي عن الاتفاق، مشيرا إلى أنه من المحتمل تمديد فترة الهدنة في حال طرأ تقدم على صعيد المرحلة الثانية من الاتفاق.
الشيء اللافت ان امريكا تحاول ان تتخذ من الهدنة، فرصة لايجاد ارضية من اجل التوصل الى هدن متتالية، وفقا لمصادر امريكية تحدثت عن ان واشنطن ستواصل العمل على المراحل المقبلة من الاتفاق والتي يمكن تساعد على تمديد امد الهدنة لاطلاق المزيد من الاسرى، بعد ان كانت تتبجح كما تبحج الكيان الاسرائيلي، من ان "اسرائيل" لا تطلق سراح اكثر من فلسطيني واحد مقابل "اسرائيلي" واحد ، بينما اليوم ستطلق وهي مرغمة 150 فلسطينيا، مقابل 50 "اسرائيليا" فقط، اي ثلاثة مقابل واحد.
من الواضح ان قبول الكيان الاسرائيلي وداعميه الامريكيين والغربيين، بالهدنة هو بحد ذاته دليل قاطع على فشل خيار الحرب، وفي حال تم تمديد فترة الهدنة، عندها يمكن القول وبالضرس القاطع ان المقاومة بصمودها الملحمي، وصبر اهالي غزة الاسطوري، قد انتصرا على آلة الموت الامريكية الغربية الاسرائيلية، كما ان الهدنة او الهدن، ستفجر الداخل الاسرائيلي وتطيح بنتياهو وحكومته، وستكشف المزيد من وحشية الكيان الاسرائيلي، وانعدام الضمير الانساني لدى داعيمه، عندما تتضح صور الدمار اكثر للعالم اجمع ، وعندها سيسقط الكيان الاسرائيلي وداعميه اخلاقيا وانسانيا امام الراي العام العالمي، بعد ان سقط جبروتهم في الميدان تحت اقدام رجال المقاومة.