العالم-فلسطين
وعلى نحو غير متوقع، ظهر العشرات من عناصر "القسام" في ساحة فلسطين وسط مدينة غزة، في الجزء الشمالي من القطاع الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار 50 يوما، وزعمت أنها أنهت وجود "حماس" فيه.
وتجمهر المئات من أهالي غزة حول عناصر "القسام"، هاتفين للمقاومة، في الوقت الذي تم تسليم الأسرى للصليب الأحمر الذي قام بدوره بنقلهم إلى جيش الاحتلال عبر شمال غزة، وليس معبر رفح كما جرت عملية التسليم في أول يومين من الحرب.
المحلل الاستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية د.عامر السبايلة، قال إن "حماس" تريد مما قامت به الأحد، أن "ترسل رسائل، وتخلق أزمة في داخل إسرائيل، بورقة الرهائن، فهي اليوم حاولت تعميق الأزمة سياسيا، وستثمرها في إطالة أمد الحرب".
وأضاف السبايلة ، أن "حماس تريد إرسال رسائل بأن جميع التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول شمال غزة، غير حقيقية، باعتبار أن البروباغندا الإسرائيلية كانت تتحدث طيلة الفترة الماضية عن سيطرتها الكاملة على شمال غزة".
وتابع بأن ما جرى اليوم في ساحة فلسطين وظهور الأسرى من شمال غزة هي "رسالة رد على هذه البروبغاندا، وحتى لو كانت إسرائيل موجودة، فطريقة الرد اليوم تهدف بلا شك إلى تعميق الأزمة السياسية في إسرائيل، واعتبار أن كل ما قامت به لم يكن مجديا".
الاختراق فقط دون سيطرة
بدوره، قال المحلل العسكري اللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري، إن ما جرى يؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بإمكانها الاختراق والتوغل داخل غزة، لكن دون السيطرة.
وأضاف في حديث عبر قناة "الجزيرة" أن "القسام اختارت ساحة فلسطين بمنتهى الذكاء، لتقول إنها لا تزال متماسكة ولديها تماسك في قواتها، والمبادرة في اتخاذ القرار".
وأشار الدويري إلى أن القسام لم تقم بتسليم الأسرى فقط، بل قامت بعرض عسكري، واستعراض لقوتها، وإظهار الالتفاف الشعبي حولها من قبل شعب غزة الذي خرج من الدمار على مدار الأسابيع الماضية.
وبحسب الدويري فإن لسان حال أي جندي إسرائيلي ذهب إلى جبهة غزة هو أن "قائدي خدعني حينما أوهمني أن المعركة سهلة، وأن تحرير الأسرى سيكون سهلا".