العالم – الخبر واعرابه
-من المؤسف ان الصدمة التي خلقتها هذه الدعوة وهذه المشاركة، لم تنحصر بهما، فهناك صدمة اكبر من ذلك، وهي مشاركة العديد من الدول العربية، في هذا المؤتمر، رغم حضور مجرم الحرب وقاتل اطفال غزة، هيرتسوغ، بل ان رؤساء بعض هذه الدول التقى به وبحث معه قضايا تهم الجانبين!.
-في الوقت الذي كان بعض قادة الدول العربية يأخذ رئيس الكيان الصهيوني بالاحضان، استؤنف قصف غزة، بعد ان رفض الكيان تمديد الهدنة ، واستشهد نحو 200 فلسطيني في غزة خلال يوم واحد، وهو اليوم الذي كان يمشي هرتسوغ على السجاد الاحمر في دبي.
-هرتسوغ هذا، وبشهادة "جيشه"، يمثل كيانا، القى 6000 قنبلة وصاروخ على رؤوس اهالي غزة، تجاوزت زنتها 4000 طن من المتفجرات، وزنة بعض القنابل الخارقة 2 طن، بالاضافة الى القنابل الفسفورية والقنابل المحرمة دوليا، واسفر هذا الجحيم عن استشهاد 15 الف فلسطيني 80 بالمائة منهم اطفال ونساء، ومازال 7 الاف فلسطيني مدفونين تحت الانقاض، منذ شهر 70 بالمائة منهم من الاطفال.
-عندما نقول ان من الصعب فهم سلوكيات بعض الانظمة العربية في التعامل مع مجرمي الحرب الصهاينة، لاننا كنا نتصور، كما يتصور كل صاحب عقل سليم، ان من المستحيل ان يشارك شخص، تعمل النخب القانونية في العالم على اعداد لائحة اتهام له ولزعماء كيانة، لادانتهم امام المحاكم الدولية كمجرمي حرب، في مؤتمر دولي، وخاصة هذا المؤتمر يعقد في دولة عربية شقيقة لفلسطين، تربطها بالفلسطينيين وشائج الدين والقومية والتاريخ المشترك.
-لا ندري ماذا كان سيقول مجرم الحرب هرتسوغ في كلمته عن المناخ، المناخ الذي يعتبر الكيان الاسرائيلي من اهم اسباب تلويثه وتدميره في المنطقة، فكيانه يرتكب الان جريمة كبرى بحق الانسانية، عبر نشر الامراض والاوبئة في غزة، من خلال استخدام الاسلحة المحرمة دوليا، وقصف المستشفيات، وترك جثث الشهداء دون دفن لتتحلل، وقطع المياه والكهرباء والوقود عن اكثر من مليوني انسان، وحرمانهم من والدواء والغذاء؟!.
-اخيرا، نتساءل، اذا كان هدف المؤتمر هو من اجل توفير مناخ مناسب للانسان ليعيش فيه دون منغصات بيئية، تُرى ما فائدة المناخ لو قُتل الانسان؟، ما فائدة الحديث عن المناخ ومستقبل الانسان، بينما المستقبل، المتمثل باطفال غزة الابرياء، يُذبح امام مرأى ومسمع العالم، لاسيما العالم الغربي، الذي يرفع لواء الدفاع عن المناخ والانسان، بينما هو سبب كل الويلات التي تضرب كوكب الارض؟!.