العالم – الخبر وإعرابه
-القرار الذي اتخذه مجلس الامن الدولي امس هو أكبر إهانة وجهتها أمريكا الى الانسانية، وكشفت عن اقبح وجه يمكن ان تظهر به امام العالم، واكدت بشكل لا لبس فيه بانها هي التي تقود الحرب على غزة، وهي التي لا تسمح بوقفها، وهي التي ترعى الوحش الاسرائيلي وتمنحه الوقت لقتل المزيد من الاطفال والنساء انتقاما لهزيمتها وهزيمة ربيبتها في معركة السابع من اكتوبر الماضي.
-القرار الهزيل الذي اتخذه مجلس الامن، كان إستهزاء امريكيا صارخا بمنظمة الامم المتحدة، واستهتارا بالقوانين الدولية والقيم الانسانية، ففي الوقت الذي يدعو القرار "للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق"، رفضت امريكا تضمينه وقفا لاطلاق النار!، فكيف ستصل المساعدات وبشكل آمن ودون عوائق الى اهالي غزة، و"اسرائيل" تلقي قنابل تزن طنا على غزة وبشكل عشوائي؟!.
-اللافت ان القرار "يحافظ على السلطة الأمنية لـ"إسرائيل" فيما يتعلق بتفتيش المساعدات التي تدخل غزة" وهو ما حدا بسفير الكيان الاسرائيلي في الامم المتحدة الى شكر امريكا على ذلك. ولا ندري هل هناك عاقل يصدق ان قوات الاحتلال ستسمح بوصول المساعدات الى المحاصرين في غزة، وهي التي قطعت عنهم الماء والكهرباء والدواء، ولم ترحم حتى الاطفال الخدج ولا المرضى في المستشفيات، بل داست بدباباتها ومدرعاتها على الجرحى واجهزت عليهم، ودفنت بعضهم احياء؟!.
-مجلس الامن لم يجرؤ حتى على ذكر اسم "اسرائيل" في القرار، خوفا من الفيتو الامريكي، عندما طالب "كل الأطراف" الى إتاحة وتسهيل إيصال المساعدة الانسانية الى غزة، كما طالب باستخدام "جميع طرق الدخول والتنقل المتاحة في جميع أنحاء قطاع غزة" لإيصال المساعدات، وهو يعلم ان هناك طرف واحد يمنع وصولا المساعدات ومازال، وهناك طرف واحد اغلق المعابر ودمر الطرق، وهو "اسرائيل"!!.
-عندما تعمل امريكا على تأجيل التصويت على قرار ادخال المساعدات الإنسانية المطلوبه الى غزة ثماني مرات على الأقل، وعندما تستخدم الفيتو، قبل التصويت على المسودة، ضد تعديل شفوي طلبته روسيا على النص يطالب بـ"التعليق العاجل للأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية"، فانها بذلك تجسد دور من يسمح بارسال الغذاء الى الموتى.
-في وسط ضجيج البلطجة الامريكية في مجلس الامن ذهبت صيحة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ادراج الرياح، التي اكد فيها ان "الهجوم الإسرائيلي" هو المشكلة الحقيقية أمام توصيل المساعدات، و"ان وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد لتلبية الاحتياجات الماسة للسكان في غزة ووضع حد لكابوسهم المستمر".
-العالم شاهد بالامس، جوانب اخرى من وحشية ودموية وبلطجة امريكا، التي ترفع زورا راية حقوق الانسان والحريات، وتدعي "زعامة العالم الحر"!، فهي لم ترتو بعد من دماء اطفال ونساء وشيوخ غزة، رغم تجاوز عدد شهدائهم الـ20 الف شهيد، ولم يشبع شبقها للدمار، رغم تدمير 80 بالمائة من مباني غزة، لذلك تعمل على اتخاذ مجلس الامن رهينة، لتفسح المجال بذلك امام الوحش الاسرائيلي بإزهاق المزيد من ارواح اطفال فلسطين، وإراقة دمائهم، لتُشبع بذلك ساديتها، التي فضحتها امام العالم اجمع، وهذا ما اعترف به موقع "ذا إنترسبت" الامريكي، الذي اكد ان بايدن يعزل امريكا بدعمه لجرائم "اسرائيل" في غزة، وان قرارات مجلس الامن بشأن غزة جاءت لاسترضاء بايدن، مما جعلها بلا معنى.