العالم – مقالات وتحليلات
رغم مرور عقود طويلة على انتهاء عصر الاستعمار البريطاني، الا ان الشعوب مازالت تنظر الى بريطانيا على انها عنوان للخبث، لانها مازالت تتدخل في شؤون دول منطقتنا، بذريعة الدفاع عن ربيبتها "اسرائيل"، فلا ازمة ولا مشكلة ولا نزاع ولا عدوان، شهدته منطقتنا، دون ان يكون لبريطانيا دور رئيسي فيه، بعد الدور الامريكي، بدءا بدعم النظام الصدامي المقبور في الحرب التي فرضها على الجمهورية الاسلامية في ايران، ومرورا بغزو افغانستان والعراق وليبيا، وانتهاء بمحاصرة اليمن وسوريا، واليوم نراها ترسل اساطيلها وجيوشها الى المنطقة، للانخراط في التحالف الذي تقوده امريكا لمحاصرة غزة، وحماية السفن التجارية للكيان الاسرائيلي، من هجمات القوات المسلحة اليمنية.
اللافت ان بريطانيا التي باتت معروفة دوليا بانها ذيل امريكي رخيص، لإتباعها السياسة الامريكية بشكل اعمى ، خرج علينا وزير خارجيتها ديفيد كامرون امس الاحد، وهو يتهم ايران بانها وراء الهجمات التي تتعرض لها السفن التي تتعامل مع الكيان الاسرائيلي، مهددا طهران "بتعزيز اجراءات الردع ضدها".
كامرون وفي عملية إسقاط فاضحة، قال في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف البريطانية، ان ايران تقوم "بدور خبيث في المنطقة والعالم"، لماذا؟ لانها ، وفقا لكامرون، تقدم الدعم لانصارالله وحزب الله والحشد الشعبي وحماس، وهؤلاء يهددون الكيان الاسرائيلي والقواعد والقوات البريطانية والأميركية، لذلك يجب ان "تتلقى إيران رسالة بالغة الوضوح بأنه لن يتم التسامح مع هذا التصعيد".
اما من هو الخبيث ومن يقوم بدور خبيث في المنطقة والعالم، هذا ما تعرفه جيدا شعوب المنطقة، فالخبيث هو من زرع الكيان الاسرائيلي، الشجرة الخبيثة في ارض المقدسات، والتي مازالت المنطقة تنزف دما بسببها منذ اكثر من 70 عاما.
الخبيث هو الذي يأتي من اقصى العالم الى منطقتنا، ويهدد شعوبها ودولها، بقوة اساطيله وقواعده العسكرية، في حال ارادت هذه الشعوب ان تمد يد العون الى اخوتهم في الدين والقومية والجغرافيا، الذين يبادون منذ اكثر من شهرين في غزة.
الخبيث الذي يجمع الوكلاء الرخيصين من اجل تشكيل تحالف عدواني مهمته السهر على خطوط الملاحة التجارية للكيان الاسرائيلي، من اجل ان يواصل عمليات القتل دون ان يتأثر اقتصاده بالعدوان، وينعكس ذلك على آلة القتل التي تذبح الفلسطينيين ليل نهار.
ايران لديها حلفاء وليس وكلاء، الوكيل ذلك الذي يتصرف اما في مقابل المال او الخوف، كما هم وكلاء امريكا مثل بريطانيا واشباهها، لذلك ليس امام الخبيث كاميرون الفاشل، الذي عاد توا الى عالم السياسة بعد ان طرد منها ،عقب خسارته استفتاء بريكست عام 2016، ان يلجم كلبه المسعور نتنياهو اولا ، اذا ما اراد لسفنه وسفن ربيبته، ان تمخر عباب البحار بأمان.
الخبيث كامرون، لا تهمه ارواح الاطفال والنساء التي تزهق في غزة منذ شهرين وتجاوز عدد من ازهقت ارواحهم الـ20 الف انسان، وكل ما يهمه هو المصالح التجارية للكيان الاسرائيلي، والمصالح التجارية لبلاده، لذلك كانت المقاومة على صواب، عندما استهدفت العصب الحساسة للغرب الخبيث، وخاصة بريطانيا، وهو عصب التجارة والمصالح الاقتصادية، فهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها امثال كامرون من الخبثاء.