العالم – الخبر وإعرابه
-الانفجاران الارهابيان اللذان استهدفا زوار ابرياء، تزامنا مع احياء الذكرى الرابعة لاستشهاد قادة النصر على الإرهاب، الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، وكأن الجهات التي تقف وراء التفجيرين الارهابيين، ارادت الانتقام، من الرجل الذي كان يقف وراء تشكيل محور المقاومة الذي أذل الكيان الاسرائيلي، بعد ان مني بهزيمة نكراء على يد ابطال المقاومة في غزة في معركة "طوفان الاقصى"، ومازال، ومن ثلاثة اشهر، عاجزا عن تحقيق حتى انجاز واحد ليسوقه، كانتصار استعراضي له في غزة، ولكن دون جدوى.
-يبدو ان الثنائي المشؤوم، امريكا والكيان الاسرائيلي، لم يغفرا لايران، التي كان يقف رجلها القوي الشهيد القائد سليماني وراء تشكيل محور قلب الطاولة على جميع مخططاته، وفي مقدمتها مخطط تصفية القضية الفلسطينية، عبر التطبيع وفرض "اسرائيل" كقدر على شعوب المنطقة، لذلك استخدم كل امكانياته وامكانيات بعض الدول الاقليمية، لتجنيد العملاء داخل ايران، وهم من التكفيريين والمنافقين والانفصاليين، لتنفيذ عمليات انتقامية، عبر استهداف المدنيين في المزارات الدينية وفي التجمعات العامة، كما حصل اليوم في كرمان.
-عندما كان الشهيد سليماني، يؤكد في اكثر من مناسبة، ان الدواعش والجماعات التكفيرية، لا تمت باي صلة بالاسلام، وانها ليست سوى ادوات رخيصة يستخدمها الثنائي الامريكي الاسرائيلي، لزرع الفتن والخراب والدمار في البلدان الاسلامية، لمصلحة الكيان الاسرائيلي، وهذه الحقيقة انكشفت وبشكل لا لبس فيه، خلال الاشهر الثلاثة الماضية، حيث لم يتقدم ولا شخص واحد من بين مئات الالاف من التكفيريين الذين دمروا سوريا ، وزرعوا الموت في العراق، و الخراب في ليبيا، ومزقوا اليمن، وفجروا في باكستان وافغانستان المساجد على رؤوس المصلين، بخطوة واحدة لنصرة القدس والاقصى والقضية الفلسطينية، او نصرة المسلمين في غزة، الذين يتعرضون لابادة جماعية، بل على العكس تماما، رأينا ان هذه المجاميع تنشط وبشكل لافت في هذه الايام، في سوريا ومناطق من العراق واليمن، وما حصل اليوم في ايران، بهدف التخفيف على مشغليهم، الذين يتعرضون يوميا لضربات موجعة من قبل رجال المقاومة في غزة والضفة الغربية والعراق وسوريا واليمن.
-ليس غريبا ان تتزامن ذكرى استشهاد قادة النصر، سليماني وابو مهدي المهندس، مع جرائم الاغتيال والتفجيرات التي تشهدها المنطقة، والتي يقف وراءها الثلاثي الامريكي الاسرائيلي واذنابهما من العملاء من التكفيريين والمنافقين والانفصاليين، منها جرائم اغتيال القائد الشهيد رضي موسوي في سوريا، والقائد الشهيد صالح العاروري في بيروت، واكثر من 280 شهيدا وجريحا في كرمان، فهذه الجرائم تؤكد ان المعركة بين محور المقاومة، والمحور الامريكي الاسرائيلي، ستتواصل، حتى طرد امريكا من المنطقة، ودفن "اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر" والى الابد.
-ان التفجيرين الارهابيين، اللذان استهدفا اليوم السائرين على نهج القائد سليماني، تحمل بصمات "اسرائيل"، مهما كانت جنسية المنفذين وتوجهاتهم، فهذا الكيان يحاول بشتى الوسائل، حتى القذرة منها، كقتل الاطفال والمدنيين والعزل، التغطية على فشله وعجزه وخيبته في غزة، غزة التي كشفت حقيقة هذا الكيان للعالم، فإذا به كيان مهزوز وعاجز، خلافا للصورة التي رسمها له الغرب على مدى 70 عاما، فمجموعة من الشباب الفلسطيني، كادت ان تمسح به الارض، لولا هرولة الغرب عن بكرة ابيه، وعلى راسه امريكا، الى المنطقة، لخلت "اسرائيل" المصطنعة من "سكانها"، الذين تكدست بهم المطارات والموانىء للعودة الى بلدانهم الاصلية، طلبا للنجاة.