العالم - الإحتلال
وأكد المرصد في بيان له، أن ذلك يأتي في إطار تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد السكان المدنيين في القطاع منذ السابع من أكتوبر للعام الماضي.
ووثق الأورومتوسطي روايات صادمة نقلها عن لسان شهود عيان حول "استشهاد ما يقرب من 50 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين، بعدما استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي طائرات "كوادكابتر" لإطلاق النار تجاه فلسطينيين تجمعوا لاستلام كميات من الطحين عبر شاحنات تتبع للأمم المتحدة".
ووفق الشهادات؛ فإن "عشرات السكان تجمعوا على شارع الرشيد غربي مدينة غزة الذي دمرته الجرافات الإسرائيلية في الأسابيع الماضية، بانتظار وصول الشاحنات التي تقل الطحين، قبل أن يفاجأ الجميع بقدوم طائرات مسيرة من نوع "كوادكابتر" بدأت بإطلاق النار تجاههم وأوقعت عددا كبيرا من الشهداء والجرحى في صفوفهم".
وبيّن أن "السكان هربوا من المنطقة ونقلوا من استطاعوا من الجرحى، وبقي الشهداء في المكان.
ووصلت الشاحنات ليعود مئات السكان للتجمع مجددا لمحاولة استلام حصة من الطحين، في وقت يعاني مئات الآلاف شمالي وادي غزة من الجوع للشهر الرابع على التوالي".
ووفق الشهادات التي وثقها المرصد، فإن محمد سالم، وهو أحد شهود المذبحة البالغ من العمر 27 عاما، يحكي للمرصد الحقوقي الأورومتوسطي، أنه رأى عشرات الجثث المتناثرة في أنحاء الشارع.
وقال "في التاسعة صباحا ذهبت أنا وأبناء عمومتي إلى شارع الرشيد بعد أن أخبرنا الناس في منطقتنا أن الشاحنات المحملة بالدقيق ستمر بالمكان".
وأضاف "وصلنا إلى هناك في الساعة العاشرة صباحا لأن معظم الشوارع كانت مدمرة ومليئة بالأنقاض، ولذا لم تتمكن السيارات من المرور. وعندما وصلنا إلى شارع الرشيد كان هناك بالفعل مئات الأشخاص ينتظرون هناك".
وتابع "أثناء عبورنا دوار النابلسي ظهرت دبابة إسرائيلية من خلف تلة رملية وبدأت إطلاق النار على الأهالي بشكل عشوائي. وفي الوقت نفسه بدأت المسيرات في مهاجمتنا ومئات الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، من حولنا".
ويقول سالم إنه رأى "فتاتين تركضان بجوار الشاحنة للحصول على بعض الدقيق، وركضتا بكل ما تملكان من قوة لكنهما سقطتا تحت عجلات الشاحنة وماتتا على الفور".
ويضيف أنه رأى ما بين 50 شهيدا وجريحا، بالإضافة إلى مئات الأشخاص في الحشد الذين كان يفرون إلى الشوارع الضيفة المجاورة لشارع الرشيد لتجنب وابل رصاص المسيرات وقذائف الدبابات.
وقال الآخر "فجأة وبدون أي استفزاز أو تحذير، بدأ إطلاق النار ينهمر علينا من حيث كان يُتوقع وصول شاحنات الدقيق،وفي الوقت نفسه ظهرت مسيرات فوقنا وبدأت تطلق النار عشوائيا علينا جميعا. وكانت المشاهد مروعة، ورأيت أناسا تطلق عليهم النار ويسقطون بجواري".
هذا وحمل الأورومتوسطي الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية المسؤولية عن "القصور والعجز في توصيل المساعدات الإنسانية بشكل لائق ومناسب لمئات آلاف السكان الذين يعانون جوعا حقيقيا للشهر الرابع على التوالي، وكذلك صمتها إزاء قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنيين خلال محاولتهم استلام المساعدات".
وأشار الأورومتوسطي إلى "إعلان المتحدث باسم الأمم المتحدة، "ستيفان دوجاريك" أن ثلاث شحنات فقط من أصل 21 شحنة مساعدات منقذة للحياة تمكنت من الوصول إلى شمالي وادي غزة، في الفترة ما بين 1 و10 كانون ثان/ يناير الجاري".
وشدد الأورومتوسطي على أن "هذا التصريح لا يعفي الأمم المتحدة من المسؤولية عما يجري، من خلال رضوخها لشروط جيش الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته، بما في ذلك تمرير محاولاته الدعائية التي ظهرت خلال مرافعة الفريق الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، حين ادعى تسهيل مرور المساعدات الإنسانية وتسهيل وصول وفد أممي لشمالي وادي غزة".