العالم - ايران
وفي كلمته مساء الثلاثاء، في المؤتمر العلمي التطبيقي "الإرهاب الدولي على مستوى الحكومة الأمريكية، سبل مكافحته والتعاون المشترك بين روسيا وإيران والدول العربية في حل مشاكل الشرق الأوسط" المنعقد في موسكو، اشار السفير الايراني تاريخ التدخل والطبيعة العدوانية لواشنطن باعتبارها واحدة من جذور المشكلة الأمنية في المنطقة، والتي شجعت على العنف وعدم الاستقرار والإرهاب.
واعتبر اغتيال الشهيد قاسم سليماني القائد الوطني والدولي لمكافحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة، وجرائم الكيان الصهيوني في غزة، ذات أصل ونهج واحد، متطرقا إلى سجلات تدخل واشنطن وإثارة الحروب في غزة وأفغانستان والعراق واليمن وسوريا وليبيا ودول أخرى ، معتبرا البيت الأبيض والكيان الصهيوني قادة الإرهاب، وخاصة إرهاب الدولة.
وأشار سفير إيران في موسكو إلى أن أمريكا استخدمت ولا تزال تستخدم كافة الأدوات من أجل البقاء والحفاظ على قوتها ومركزيتها والحفاظ على عالم أحادي القطب، وهو ألم البشرية اليوم.
وفي إشارة إلى الهجوم الأمريكي على أفغانستان والعراق بحجة مكافحة الإرهاب قال: وفقا لتقرير صادر عن معهد أبحاث أمريكي، عقب قيام اميركا بشن الحرب في منطقة الشرق الأوسط بحجة 11 سبتمبر، قُتل ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص وفقد حوالي سبعة ملايين شخص حياتهم بشكل غير مباشر بسبب الأزمات التي سببتها الحرب وتدمير البنية التحتية الصحية والطبية.
وتابع جلالي: بحسب بعض إحصائيات معاهد الأبحاث الأمريكية، فقد نزح 38 مليون شخص بسبب حروب اميركا في المنطقة، وفي بعض التقارير الأخرى يتراوح هذا العدد بين 49 و60 مليون شخص.
وقال: الأميركيون احتلوا أفغانستان لنحو 20 عاماً بحجة محاربة الإرهاب، واليوم السؤال هل اختفى الإرهاب؟ ولم يكن للوجود الأميركي في أفغانستان والعراق أي نتيجة سوى تدمير البنية التحتية لهذين البلدين.
وفي إشارة إلى دعم ايران لسوريا والعراق في الحرب ضد الجماعات الإرهابية، قال السفير الإيراني لدى روسيا: الشهيد القائد سليماني كان له حضور مؤثر في الحرب ضد الإرهاب في العراق وسوريا، والسبب في حقد الارهابيين على الشهيد سليماني ، هو أن كفاحه كان صادقا.
وأشار جلالي الى العمل الإرهابي المزدوج الذي وقع اخيرا في مدينة كرمان جنوب شرق ايران خلال مراسم احياء الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد سليماني وقال: هذا العمل أظهر أن أعداء الشهيد سليماني يخافون أيضا من زوار قبره، وبالتالي، نفذوا في كرمان عمليات إرهابية عمياء استشهد فيها العديد من مواطنينا الأبرياء.
واعتبر أمريكا والكيان الصهيوني بانهما الارهابيان الرئيسيان في العالم، وأشار إلى الجرائم التي يرتكبها الكيان ضد الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، بدعم من البيت الأبيض، وقال: إذا كان هذا القتل الوحشي للناس ليس جريمة وإبادة جماعية، فما إسمها إذن؟.
وفي إشارة إلى سعي وسائل الإعلام الغربية إلى نسب حركة المقاومة الفلسطينية الى خارج حدود هذه الأرض، قال سفير إيران لدى روسيا: إنها سردية كاذبة أن ينسبوا حركة المقاومة إلى دول أخرى. إذا قتلتم وسجنتم شعبا، فهل سيبقى هناك سبيل آخر غير المقاومة؟.
وتابع: السلطات الأمريكية والكيان الصهوني يقولان إنهما يريدان تدمير حماس في غزة، لكن السؤال هو هل سيصمت الشباب الذي يشهد اليوم جرائم الكيان الصهيوني هذه أمام هذه الجرائم غدا؟ فمن هؤلاء الشباب ستتواصل "حماس" وينتصر الشعب الفلسطيني المظلوم.
وفي هذا المؤتمر، انتقد سفراء فلسطين وسوريا وعدد من المفكرين والخبراء الآخرين سياسات الولايات المتحدة، بما في ذلك دعمها للكيان الصهيوني في قتل شعب غزة الأعزل.
وعلى هامش هذا المؤتمر، أقيم معرض صور لنماذج من إرهاب الدولة الأمريكية في الشرق الأوسط، تم التركيز فيه بشكل خاص على دور الشهيد قاسم سليماني في الحرب ضد الإرهاب.