العالم - بانوراما
لا تقل الأزمة السياسية التي تعيشها حكومة الاحتلال حدة عن أزمة الفشل الميداني في قطاع غزة.
وهذه الأزمة بدأت ببعدها الخارجي حيث الخلافات مع الإدارة الأميركية منذ اليوم الأول للحرب، رغم التعاطف والدعم اللامشروط الذي أبدته ادارة جو بايدن للاحتلال. خلافات وصلت الى مستوى غير مسبوق حيث تعود المكالمة الاخيرة بين بايدن ونتنياهو الى أكثر من ثلاثة أسابيع، وكانت سلبية.
تبعات هذا الخلاف اتضحت مع زيارة أنتوني بلينكن الأخيرة الى الاراضي المحتلة، حيث واجه تعنتا من قبل نتنياهو حيال مطالب واشنطن حول غزة ما بعد الحرب ومسألة الدولة الفلسطينية. هنا جاءت لقاءات بلينكن مع شخصيات غير مقربة من نتنياهو لاسيما رئيس الحكومة السابق يئير لبيد الذي يحظى إلى جانب بيني غانتس باهتمام اميركي في سياق ايجاد بديل لنتنياهو. هذه اللقاءات تتقاطع مع ما كشفته تقارير بأن إدارة بايدن تضغط على نتنياهو لترك المشهد السياسي تحت أي مسمى، مضيفة ان الرئيس الاميركي اوصل هذه الرسالة الى نتنياهو شخصيا.وتحدث التقاير عن تعاون امريكي اسرائيلي لتشكيل حكومة ما بعد نتنياهو.
في المقابل يرمي رئيس حكومة الاحتلال بكل أوراقه لضمان بقائه، لاسيما بعد الحديث المتزايد عن خروج بيني غانتس من الكابينت الحربي، خاصة بعد الأسئلة التي وجهها الى نتنياهو حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا واليوم التالي للحرب في غزة.
غير ان نتنياهو قام بخطوة مضادة تمثلت بعرضه المقدم الى يئير لبيد وافيغدور ليبرمان للانضمام الى الحكومة، مبديا انفتاحه على فكرة اخراج ايتمار بن غفير وزير الامن القومي من الحكومة. استخدام هذه الورقة يأتي بعد خروج الخلافات داخل الكابينت الى العلن لاسيما حول صفقة ادخال الادوية الى غزة والتي فجرت مواجهة بين نتنياهو ووزير حربه اضافة الى غانتس.
لكن مناورات نتنياهو لا تمتلك فرصة كبيرة للنجاح، خاصة وأن الدور الاميركي بدأ ينفذ بشكل اكبر الى تفاصيل السياسة الداخلية في الكيان، وذلك على اساس الخطة التي وضعتها واشنطن حول غزة بمساعدة دول عربية تتضمن مسألة حل الدولتين. ما يعني ان الادارة الاميركية غير منفتحة على السيناريو الذي يتبناه نتنياهو وتفضل السيناريو الخاص بها وفقا لخطتها التي تتجاوز نتنياهو وربما اليمين الاسرائيلي ككل ف يالمرحلة المقبلة
يبث برنامج بانوراما على شاشة العالم، كل ليلة في الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش.