العالم- فلسطين
وقال "هيرست" في المقال إن سياسات الأردن ومصر والسعودية فشلت في تجنيب غزة مأساة كارثية دمرت غالبية القطاع الفلسطيني، ودفع 3,2 مليون من أبنائه للمجاعة فيما استشهد وجرح عشرات الآلاف وبقي مثلهم تحت الأنقاض أو شردوا بلا مأوى.
وأضاف المقال أن تلك الدول الأربعة "قد تشهد موجة غضب شعبي عارمة بسبب إحجام الطغاة العرب الذين يحكمونها عن الوقوف في وجه الاحتلال وهو ما سينفجر في وجوههم، على حد تعبير الكاتب البريطاني.
صمت عالمي كارثي تجاه غزة
وانتقد الكاتب الصمت العالمي تجاه المجاعة التي قد تودي بحياة مثل أعداد من استشهدوا من الفلسطينيين بالعمليات العسكرية جراء القصف والحرب الوحشية الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
ويواجه أكثر من 90% من أبناء غزة مستويات عالية من نقص الأمن الغذائي الحاد، بينهم 40% في حالة الطوارئ وأكثر من 15% في وضع كارثي.
وتوقع ديفيد هيرست في مقاله أن يتسبب صمت الأنظمة العربية في تحويل جميع سكان غزة لمرحلة الأزمة ونصفهم لمرحلة الطوارئ، وأكثر من نصف مليون شخص في مرحلة الكارثة والنقص الحاد بالأغذية.
وكان المركز الدولي للأمن الغذائي قد حذر من أن قطاع غزة سيكون به أعلى نسبة من الأشخاص في العالم، الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد وهو ما حصل بالفعل.
وفيما تعجز الدول العربية عن وقف جرائم الاحتلال تقوم دول غربية بما هو أكبر من مجرد مشاهدة، وهو دعم "إسرائيل" عسكرياً واقتصادياً لمواصلة الحرب الوحشية.
دعم غربي للحرب الوحشية الإسرائيلية
وأرسلت الولايات المتحدة 230 طائرة شحن و20 سفينة مليئة بقذائف المدفعية والعربات المدرعة والمعدات القتالية، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
ورأى "ديفيد هيرست" أن تركيا لا تقل سوءاً في حالة الفشل التي واجهت الدول العربية حيث استمرت تجارتها المزدهرة مع "إسرائيل".
ويعتقد الكاتب البريطاني أن غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موجه ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا، وليس ضد الاحتلال الإسرائيلي ككل.
وأسقط الاحتلال الإسرائيلي ما يعادل 8 أضعاف ما أسقطته أمريكا على العراق خلال 6 سنوات من الحرب.
وخلال 100 يوم قصفت "إسرائيل" غزة بما يقرب من 30 ألف قنبلة وقذيفة على غزة.
مصر مسؤولة بشكل مباشر عن تجويع غزة
وأكدت تقرير "ميدل إيست آي" أن مصر مسؤولة بشكل مباشر عن الحصار الحالي المفروض ضد غزة.
وأشار الموقع إلى الاحتجاج الذي نظمه الصحفيون أمام مقر نقابة الصحفيين في القاهرة.
وقال التقرير إن هتافات هؤلاء كانت صادقة عندما قالوا إن مصر شريكة في الحصار، وأن الصهاينة مسيطرون على القاهرة، قبل أن يطالبوا بفتح معبر رفح.
واستدل المقال بدراسة أجراها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، شملت 8 آلاف عربي في 16 دولة، قال 92% من المشاركين إن القضية الفلسطينية هي قضية تهم جميع العرب.
كما قال ما يقرب من 90% من المشاركين العرب إنهم يعتبرون هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته "حماس"، عملية مقاومة مشروعة.
ورفض 89% من المشاركين الاعتراف بـ"إسرائيل"، وهي أعلى نسبة في تاريخ استطلاعات المركز.
ويخلص ديفيد هيرست في مقاله إلى أن غضب الشعوب العربية يزداد في قلوب السعوديين والمصريين والأردنيين، وسيطفو على السطح وينفجر في النهاية في وجه أنظمة الطغاة وفي وجه الاحتلال الإسرائيلي.