العالم - خاص العالم
مجزرة الطحين.. هكذا باتت تعرف جريمة الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في حي الرشيد عند دوار النابلسي شمالي قطاع غزة.. اكثر من مئة وخمسة عشر شهيدا واكثر من سبعمائة وستين جريحا معظمهم حالتهم حرجة سقطوا ومنهم من استشهد فيما بعد. جيش الاحتلال الاسرائيلي قال انه اجرى مراجعة لما حدث، واعترف بقيام جنوده باطلاق النار في المنطقة، لكنه زعم ان الجنود قاموا باستهداف من اسماهم بالمشتبه بهم كانوا قد اقتربوا من قوات قريبة وشكّلوا تهديدا لها. وزعم جيش الاحتلال أن السكان قاموا بنهب ما تحمله الشاحنات، ولحق ببعضهم أذى كبيرا جراء التدافع ودهس الشاحنات. وادعى أن عشرات من سكان غزة اقتربوا إلى مسافة أمتار قليلة من قوات جيش الاحتلال وشكّلوا بذلك تهديداً حقيقياً على القوة المتواجدة في المكان، وفي هذه المرحلة قامت القوات بإطلاق نار وصفته بالدقيق لإبعادهم.
المشاهد التي خرجت بعد المجزرة تثبت ان مزاعم الاحتلال جميعها كاذبة وان ما حصل هو جريمة كاملة الاركان بحق المدنيين في قطاع غزة، خصوصا وان جيش الاحتلال بث مشاهد من الجو توثق ما حدث، وفي هذه المشاهد لا يظهر ابدا ان التزاحم والتجمهر ادى لسقوط الشهداء والجرحى، والمشاهد ايضا لا تظهر اقتراب المدنيين من جيش الاحتلال.
حركة حماس، اعلنت رفضها نتائج التحقيق الصوري والتضليلي الذي قدمه جيش الاحتلال الاسرائيلي حول مجزرة دوار النابلسي. وأضافت ان هذا التحقيق الكاذب والمخادع يتجاوز الحقائق الدامغة، والتي وثقت تعرض الفلسطينيون لإطلاق النار المباشر على الأجزاء العلوية للجسم بقصد القتل الفوري، وهو ما تبين من معاينة أجسام الشهداء، إضافة لغيرها من الشواهد التي تؤكد تعرضهم لنيران الجنود والدبابات بشكل متعمد. اما وزارة الخارجية الفلسطينية فقد اكدت رفضها لتحقيقات جيش الاحتلال المزعومة. واضافت ان هذه التحقيقات شكلية، والهدف منها تبرئة جيش الاحتلال، وطمس الأدلة وهو ما اعتدنا عليها سابقا.