وثائقي "وزير الفوضى" يكشف خطط سموتريتش للاستيطان..تشمل دول عربية

الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠٢٤ - ٠٣:٠٣ بتوقيت غرينتش

لا تتوقف طموحات وزير مالية كيان الاحتلال الصهيوني بتسيئيل سموتريتش، واليمين المتطرف من خلفه، على التمدد الاستيطاني في الضفة المحتلة وقطاع غزة، بل إن الخطط التي يرسمها ترمي إلى التوسع بعيدا على حساب دول عربية في المنطقة.

العالم - الاحتلال

وكشف وثائقي نشر مؤخرا عن رؤية الوزير المتطرف الصهيوني لحدود ما بات يعرف بـ"إسرائيل الكبرى"، والتي تشمل وفق سموتريتش أراضي في الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر وحتى في السعودية، إلى جانب الاستيطان الواسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي الوثائقي الذي بثته قناة "arte" الفرنسية، للصحفيين جيرون سيسكبن ونيتسان بيرلمان، بعنوان "وزير الفوضى"، ويتضمن حوارات مع وزير المالية كيان الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، كشف الأخير عن رؤيته الخطيرة لـ ما تسمى "إسرائيل" الكبرى وحدودها.

وكان سموتريتش أدلى بتلك التصريحات عام 2016 للقناة الثانية العبرية، التي توقفت عن البث عام 2017 وانقسمت إلى قناتين جديدتين "12" و"13″.

وقتها كان سموتريتش عضوا بالكنيست الصهيوني عن حزب "البيت اليهودي"، الذي اندمج عام 2023 مع حزب "الاتحاد الوطني- تكوما" في حزب واحد حمل اسم "الصهيونية الدينية" ويرأسه سموتريتش حاليا.

وجاء في التصريحات أن "إسرائيل يجب أن تضم العاصمة السورية دمشق، والأردن وأجزاء من مصر ولبنان والسعودية والعراق".

وخلال المقابلة ذاتها، قال بتسلئيل سموتريتش: "سيتم بناء الهيكل في أيامنا". وسألته المذيعة "هل سنرى الهيكل ونحن أحياء؟"، فأجاب: "نعم بالتأكيد، ربما يحدث ذلك صباح الغد" حسب زعمه.

ويطمح الصهاينة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.

ودعا سموتريتش إلى "حل السلطة الفلسطينية وضم جميع الأراضي في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل".

وقال إن "أرض إسرائيل الكبرى يجب أن تمتد الآن من البحر إلى الأردن" حسب زعمه.

وسألته المذيعة "حدود إسرائيل تمتد الآن من البحر وتنتهي في نهر الأردن؟ أم هل نريد في هذه المرحلة أيضا (احتلال) شرق الأردن؟"، وأجاب سموتريتش: "نعم، شيئا فشيئا".

وادعى في نهاية المقابلة: "مكتوب في كتب الحكماء (القادة الروحيين والدينيين لليهود) أن مستقبل القدس هو أن تمتد إلى دمشق". وختم بقوله "وحدها القدس حتى دمشق.. باختصار لدينا الكثير لنطمح إليه".

وفي يونيو/حزيران الماضي، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن حصولها على تسجيل صوتي لسموتريتش يؤكد فيه امتلاكه "خطة سرية" لتعزيز "السيطرة" الإسرائيلية على الضفة الغربية، وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية، ولاحقا أكد سموتريتش صحة التسجيل الصوتي.

كما ظهر سموتريتش، في خطاب ألقاه يوم 19 مارس/آذار 2023، بالعاصمة الفرنسية باريس، وأمامه منصة عليها خريطة متداخلة بين فلسطين والأردن، في إشارة إلى أن "إسرائيل" تتكون من فلسطين والأردن.

وتستند هذه الخريطة إلى شعار "الأرغون" التابع لجماعة تسمى "للمنظمة العسكرية الوطنية في أرض إسرائيل"، وهي جماعة متطرفة ومسلحة صهيونية تطالب بأن تكون دولة فلسطين التاريخية والمملكة الأردنية دولة يهودية يطلق عليها اسم "إتسل".

ومنذ حكومة اليمين المتطرف الصهيوني، سنة 2022 صادق كيان الاحتلال على أكثر من 80 مخططا استيطانيا في الضفة الغربية، والقدس المحتلتين إضافة لعشرات آلاف الوحدات الاستيطانية.

أحلام تحولت إلى كوابيس مرعبة

ولكن هذه الأحلام تحولت إلى كوابيس مرعبة صبيحة 7السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما توغلت كتائب عز الدين القسام في المستوطنات الصهيونية المحاذية لغزة، وقتلت أزيد من 1200 من العسكريين والمستوطنين واقتادت اكثر من 250 أسيرا.

وقد أدت عملية طوفان الأقصى إلى تهجير سكان مستوطنات غلاف غزة، التي تعتبر سلة غذاء كيان الاحتلال.

وللانتقام من المقاومة الفلسطينية، بدأت "إسرائيل" غزوا بريا لغزة ترافق مع قصف جوي ومدفعي عنيف أدى لاستشهاد نحو 42 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، إلى جانب تدمير البنى التحتية وتهجير وتجويع السكان.

ولكن جيش الاحتلال الصهيوني تكبد خسائر فادحة في ميدان غزة، حيث فقد نحو 400 من نخبة الضباط والجنود، من دون أن يتمكن من استعادة أسراه أو طرد حركة حماس من القطاع.

وبالتوازي مع عملية طوفان الأقصى، فتح حزب الله جبهة إسناد لغزة أسفرت عن تهجير نحو 150 ألف شخص من مستوطنات الشمال، مما تطور مؤخرا إلى معركة ميدانية مباشرة بين كيان الاحتلال والمقاومة الاسلامية في لبنان.