العالم -فلسطين
وتعمّد جيش الاحتلال خلال حربه المسعورة استهداف وتدمير المواقع الأثرية التي يبلغ تعدادها حوالي 300 بيت ومعلم أثري موزعًا على جميع محافظات قطاع غزة.
وكان من أبرز المعالم الأثرية التي استهدفها جيش الاحتلال هو المسجد العمري الكبير الذي يعود أصوله للعهد العثماني، بالإضافة إلى بلدة غزة القديمة الواقعة شرق مدينة غزة، والتي تم استهدافها واخفاء معالمها بالكامل، عدا عن تدمير واستهداف مباني وبيوت أثرية في مختلف محافظات القطاع.
ووفق مديرة متحف قصر الباشا في غزة ناريمان خلة، فإن قرابة 70٪ من البيوت والمعالم الأثرية في قطاع غزة هُدمت كلياً أو أصيبت بأضرار جزئية طيلة حرب الإبادة المستمرة منذ عام. محو التّاريخ وندّدت خلة بسياسة جيش الاحتلال الممنهجة بهدم البيوت والمعالم الأثرية في قطاع غزة، معتبرة ذلك ضمن "سياسة تجهيل الشعب الفلسطيني".
وعدّت خلة خلال حديثها مع "فلسطين أون لاين"، إقدام الاحتلال على هدم الآثار في قطاع غزة "محاولة لمحو للتاريخ الفلسطيني".
وقالت: "لجأ الاحتلال لتدمير الآثار في قطاع غزة بعدما دمر المباني والبنية التحتية، من أجل تدمير الماضي للمجتمع الفلسطيني كي ينساه الأجيال القادمة". وأضافت أن "الاحتلال يريد أن ينسى الصغار من المجتمع الفلسطيني تاريخهم وأن لهم دولة فلسطينية"، مشددةً على أنه "يحارب الشعب الفلسطيني في ماضيه وحاضره ومستقبله".
كما اعتبرت خلة تدمير الآثار "سياسة ممنهجة لتعطيل عمل الباحثين والمؤرخين في توثيق التاريخ الفلسطيني"، مشيرةً إلى أن الاحتلال تعمّد قصف واستهداف الآثار خلال عدوانه على القطاع. ودعت خلّة منظمة اليونسكو للتراث العالمي والمنظمات الدولية المعنية بالتراث والآثار إلى تقديم مجرمي الحرب "الإسرائيليين" إلى محكمة العدل الدولية والمؤسسات الحقوقية الدولية الأخرى حول قصف المباني الأثرية. ولا تزال معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر 2023، مستمرة منذ قرابة عام، حيث أسفرت عن استشهاد أكثر من 51 ألفاً وإصابة أزيد من 95 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق احصائيات رسمية من وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.