العالم – خاص بالعالم
حتى الحروب لها قوانين ويجب إحترامها وإلا سيترتب على انتهاكها عواقب وخيمة، هذا بموجب القانون الدولي الذي يحكم النزاعات المسلحة هدفه الأسماء وتقديم الحماية للمدنيين والحفاظ على شيء من الإنسانية وإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة.
منذ القدم، لجأ البشر إلى العنف كطريقة لتسوية النزاعات وعلى مر العصور حاول بعض الأشخاص حول العالم الحد من وحشية الحرب، هذه النزعة الانسانية أدت الى إبرام إتفاقيات جنيف عام 1864 وإلى نشأة القانون الدولي الحديث.
يحمي القانون الدولي الإنساني الاشخاص الذين لا يقاتلون مثل المدنيين والجرحى من المقاتلين والأسرى ويضمن علاجا انسانيا وطبيا ومساعدة انسانية، كما يقيد أنواع الأسلحة والتكتيكات المستخدمة لحمايه المدنيين والمواقع المدنية كالمنازل والمدارس والمراكز الطبية.
لتحقيق هذا يجب التمييز بين الأشخاص والممتلكات والأماكن الذي يجوز استهدافها وتلك التي يتعين حمايتها أهم ما في الامر حظر استهداف المدنيين لان ذلك يعد "جريمة حرب" فما بالك بالمستشفيات التي تنقذ الأرواح والتي تم التعرّض لها في حروب كثيرة المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة الصادرة عام 1949، تنص على انه:" لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والامهات هدفا للهجوم".
وبموجب هذا القانون يجب السماح للطواقم الطبية بأداء عملها ويحظر التعرض للعاملين بالصليب أو الهلال الأحمر كما أن للمرضى والجرحى حق الرعاية الطبية أيا كانت انتماءاتهم.
عام 1970 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قانونا ينص على ان منطقة المستشفى أو أي ملجأ مماثل لا ينبغي أن يكون هدفا للعملية العسكرية، وبناء على ذلك لا يسمح ابدا بالهجمات العشوائية او المستهدفة للمستشفيات والوحدات الطبية والعاملين الطبيين الذين يعملون بصفة انسانية.
وتشكل الهجمات المتعمدة ضد المستشفيات والأماكن التي يتجمع فيها المرضى والجرحى بموجب نظام روما الأساسي مخالفه جسيمة لقوانين وأعراف الحرب، وبمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يشكل تعمّد توجيه هجمات ضد المستشفيات وأماكن تجمع الأفراد والجرحى"جريمة حرب" نعم الحرب لها قوانين، لكن هل يتم الالتزام بها؟ ام بقيت حبرا على ورق.
ويبدو أن التاريخ الإنساني أمام ارتكاب مزيد من الخطايا الاستعمارية لاستهداف المستشفيات، وذلك في قطاع غزة، وتهديد الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من المستشفيات في الجنوب، ولا يعرف آلاف الجرحى والنازحين فيها مصيرهم بعد، أما الشهداء في ساحاتها فقد قُتلوا مرة، وسيقتلون الثانية وهم مُسَجّون أمام القذائف العشوائية وشظاياها، مما يجعل المستشفيات تتحول إلى مسالخ بشرية.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...