رحيل عباس المقاومة وسيدها 'الشهيد السيدهاشم صفي الدين'

رحيل عباس المقاومة وسيدها 'الشهيد السيدهاشم صفي الدين'
الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٤ - ٠٧:٥٦ بتوقيت غرينتش

بلحية شديدة السواد دخل هيكل حزب يُبنى، تلونت الايام، وبَنى الهيكل مع اترابه، لكن اللحية الشريفة، تبدل لونها، وصارت بيضاء، ممهروة بخبرة اكثر من اربعين سنة من العمل المقاوم على كل الجبهات.

العالم- مقالات وتحليلات

عباس مسيرة حزب الله السيد الشهيد هاشم صفي الدين، واحد من اعمدة اساسية قام عليها هيكل حزب الله الذي تحول قلعة، تتكسر على اعتابها، اجتياحات الاحتلال، وتتبدد على ابوابها مشاريع التقسيم، وتتغير عندها قواعد اللعبة اقليميا ودوليا، وباتت تفرض المعادلات..

السيد الشهيد، واحد من اولئك الذين، جسّروا "المجلس التنفيذي" معبرا للعمل الجهادي المقاوم، وسهل دروب الوصول الى الانتصارات، واراح فكر المقاومين من عناء مسؤولية الاهتمام بأسرهم وعوائلهم، فكانت المؤسسات المختصة التي ترعى شؤونهم، دون اي تعقيدات، او هموهم في الملمات والجراح والازمات..

لم يكن السيد صفي الدين رئيس حكومة مغرورا بسلطة، فصاحب الابتسامة الدائمة الناعمة الهادئة.. يشرح صدرك بتواضعه الطيب، لتشعر وكأنك تعرف الرجل صديقا منذ زمن طويل.. ما ان تصافحه حتى يبادرك بكلمة تسقِط الحواجز معه، فترى فيه ابا او اخا او صديقا ألفته وألفك.. تسأله يجيبك، يساعدك يساندك .. ليس من اجل شيء، بل ان واجبه المقدس يفرض عليه ذلك.. ولا سبيل للمعاملات والروتين عنده..

بصوته الهادئ وطلته الشبيهة بطلة الشهيد الاقدس السيد حسن نصر الله، تستقرأ محيّا اهل البيت عليهم السلام.. وبلهجته تشتم رائحة الارض المحررة في الجنوب، وبنبضه العالي، تستذكره ما امضاه في البقاع، وبسلاسة عباراته، تحط رحالك معه في سهل لبنان ووسطه..

طيب خُلقه لا يعبر عن موقفه الصلب من الظلم والاضطهاد، ولين حواره، لا يغير من موقفه الصوان المعادي للاحتلال، والرحيم على فلسطين والقدس وغزة..

حمل الراية السيد الشهيد.. ولم يخفضها ابدا، رغم الاهوال والعواصف، لم يغرف شربة ماء الفرات ليشرب وحبيبه الشهيد الاقدس عطشانا، ابى ان يرتوي قبله.. فعاجلت حبيبه الشهادة.. فمضى بالراية وقال"لا طيب العيش بعدك يا سيدي وحبيببي وروحي" ..."ولكن يتوجب علينا..ان نثبت في الميدان ونقف متمسكين بمقاومتنا وحقنا وواجبنا في الدفاع عن وطننا وشعبنا" فاستحق عن جدارة لقب عباس المقاومة وسيدها.

بقلم : حكم امهز