العالم-السودان
وانتقدت الخارجية السودانية في بيان صحفي اليوم (الأربعاء) البيان المشترك الصادر عن مجموعة دول غربية في 18 أكتوبر الجاري بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان.
وقالت الوزارة إن "البيان يمثل نموذجا لأسوأ حالات تسييس العمل الإنساني".
وأضافت "تضمن البيان تحاملا واضحا على الحكومة السودانية والقوات المسلحة السودانية، وحاول دون أي سند إلصاق تهمة التعويق الممنهج للمساعدات الإنسانية بالقوات المسلحة والحكومة السودانية".
ونفت الخارجية السودانية ممارسة السلطات الحكومية لأي تعطيل متعمد لإصدار تأشيرات الدخول وأذونات التحرك للعاملين في المجال الإنساني.
واستغربت دعوة الدول الغربية لترك المنظمات تعمل باستقلال وبمعزل عن الأجهزة الحكومية، وقالت إنه "لا سابقة لذلك في تاريخ العمل الإنساني، إلا إذا كان القصد منه تغييب سلطة الدولة كمقدمة لفرض حالة اللادولة في السودان".
واشارت الخارجية انه لقد صدر البيان في نفس اليوم الذي اتخذت فيه الحكومة السودانية خطوات إضافية لتسهيل وصول المساعدات بفتح مطارات كسلا ودنقلا وكادوقلي أمامها، ليبلغ عدد المطارات العاملة في هذا المجال ستة مطارات، فضلا عن سبعة معابر برية. لكن البيان تجاهل كل ذلك، واختزل مسالة دخول الإغاثة في فتح معبر واحد، ظل هو نقطة دخول الأسلحة والعتاد للمليشيا لاستخدامها لارتكاب المجازر ضد المدنيين وتجويعهم.
وأكدت الخارجية السودانية أن البيان تجاهل كذلك النسبة البائسة لتنفيذ تعهدات المساعدات من نفس الدول، حتي في ظل فتح معبر أدري، وكذلك انتشار الجوع في معسكرات اللاجئين السودانيين في تشاد، والتي تصور أنها البلد الرئيسي لعبور المساعدات. كما لم يشر إلى أن إعلان جدة قد عالج مرور المساعدات عبر خطوط المواجهة. لهذه الأسباب فإن البيان يمثل نموذجاً لأسوأ حالات تسييس العمل الإنساني. وبالمقابل لا بد من الإشادة بما ظلت الدول الشقيقة والصديقة تقدمه من عون إنساني سخي دون من أو أجندة سياسية.
ودعت نحو عشر دول بما في ذلك المملكة المتحدة وامريكا وفرنسا وألمانيا، في 18 أكتوبر الجاري، الطرفين المتحاربين في السودان إلى ضمان وصول الإعانات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى "مساعدة عاجلة".
وأعلنت الحكومة السودانية في 19 من الشهر الجاري وضع ستة مطارات سودانية وسبعة معابر برية في خدمة الجهات العاملة في المجال الإنساني.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السودانيين البالغ عددهم أكثر من 48 مليون نسمة، أي حوالي 25 مليون شخص، باتوا يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وكان برنامج الغذاء العالمي حذر في وقت سابق من أن السودان قد يصبح "أسوأ أزمة جوع في العالم" بسبب الصراع المستمر منذ منتصف أبريل 2023.