العالم-لبنان
ويبدو أن النشاط الأميركي يتركز الآن على «تحفيز» القوى الداخلية على التحرك سريعاً لملاقاة الحرب العسكرية ضد المقاومة، وهو ما تتولاه أيضاً السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي عمدت الى حصر دائرة اللبنانيين الذين تناقش معهم تفاصيل الملف الداخلي.
ونقلت صحيفة "الاخبار" عن مصدر أمني لبناني رفيع المستوى، فإن التوترات الداخلية التي يتم رصدها تتركز الآن على عمليات تحريض تحصل في مناطق وجود النازحين، إضافة الى مراقبة عمليات تجمع وتحشيد تقوم بها «القوات اللبنانية» في بعض الأحياء والمناطق، في سياق «حماية مناطقنا من فوضى النازحين وحتى لا يتحوّلوا الى محتلّين». ويقول المصدر إن المؤشرات على الأرض تدل على وجود توتر، وإن الجهات الغربية في لبنان تسأل دوماً عن طبيعة سلوك النازحين لمعرفة ما إذا كان حزب الله لا يزال قادراً على ضبط حراك الناس.
وعن حقيقة ما تقوم به السفيرة الأميركية، يقول المصدر إنها مستمرة في برنامجها الأساسي القائم على فكرة «إعداد لبنان لمرحلة ما بعد حزب الله»، لكنها أضافت تعديلاً وحيداً بناءً على طلب «شيعة السفارة» لجهة أنها صارت تدعو جماعتها من السياسيين والمنظمات المدنية والإعلاميين الى ضرورة التمييز بين الشيعة وحزب الله.
ويقرّ المصدر بأن جونسون تصرّح بشكل واضح بضرورة الاستفادة من الحرب الإسرائيلية الحالية للقضاء نهائياً على حزب الله وليس فقط على قدراته العسكرية.
وكشف عن محادثة جرت بين السفيرة وسياسيين لبنانيين قالت لهم خلالها إنه «لا يمكن لإسرائيل أن تحقق كل شيء عبر الحرب، وإنه آن الأوان لتقوموا بدوركم، وأن تطلقوا انتفاضة داخلية تحت عنوان «كفى»، وعلى الشعب اللبناني إظهار رغبته في الانتفاضة والتخلّص من حزب الله، وأن تعودوا الى السياق الذي برز بعد اغتيال رفيق الحريري، وخصوصاً أن الظروف الإقليمية والدولية والميدانية هي لمصلحتكم».
وبحسب المصدر، فإن السفيرة الأميركية تتوسع في حديثها مع جماعتها من «السياديين» بالقول: «لماذا تبدون خائفين، حزب الله بات مهزوماً، وقيادته مدمرة، ونحن معكم، وكل العالم الحر يقف الى جانبكم. نحن لا نريد الحدّ من نفوذ حزب الله فقط، بل سنضرب خطوط الدعم الخاصة به” حسب تعبيرها.
وتدعو السفيرة، بحسب المصدر نفسه، أنصارها من اللبنانيين الى عقد لقاءات واجتماعات تضغط لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، و«هو سيتولى تعيين قائد قوي للجيش اللبناني، وسنساعد الجيش لكبح جماح كل مناصري حزب الله، وستحصلون على كل الدعم من العرب والغرب. لكن آن الأوان لأن تتحركوا الآن».