العالم _ فلسطين
وتقول الصحيفة إن بعض العائلات الإسرائيلية التي تبحث عن مكان آمن لتربية أطفالها ترى في غزة التي تتعرض للقصف الإسرائيلي مكانا مرعبا، لكنه بالنسبة لمستوطنة تدعى "غيفين تريفيتس" فصوت القصف مهدئ لها ويدعو على الراحة. وتقول الأم لطفلين "إنها موسيقى تطرب أذني" في وقت تنطلق فيه قذيفة أخرى على غزة. وقالت:"إنها أصواتنا ونحن نقوم بعملنا على النحو اللائق. ولا أشعر بالقلق إلا عندما يهدأ القصف".
ويقول التقرير إنه على بعد 5 أميال من بلدة لاهيا التي استشهد فيها 93 فلسطينيا صباح يوم الثلاثاء، قامت مجموعة من المستوطنين ببناء معسكر بدائي خارج معبر إريتز، وهو الكبيوتس الذي هوجم في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتعتقد مجموعة في "إيلي عزة" (باتجاه غزة) أن المعسكر هو طريق مؤقت باتجاه الاستيطان في غزة.
وقد أقام المستوطنون كوخا من الخشب تحت جسر علوي ليكون بمثابة كنيس لهم، وبنوا مراحيض قابلة للتحلل لكلا الجنسين، وأنشأوا مطبخا خارجيا من خلال توصيل ثلاجة بمولد كهربائي.
وويضيف التقرير: يريد المستوطنون أن يغامروا أبعد، ومنهم من حاولوا اجتياز السياج إلى غزة. وتقول تريفيتس، 32 عاما وهي حامل في شهرها الثامن: "نحن لا نريد أن نستقر هنا، علينا أن نستقر داخل غزة وعلينا أن نستولي على أرض عدونا". ثم تتوقف قليلا وتستدرك قائلة: "حسنا، إنها في الواقع أرضنا".
وذكر التقرير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان عبر عن أمله أن يمنح استشهاد زعيم حماس يحيى السنوار هذا الشهر فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. وبالضرورة منح رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة ليعلن "النصر" في العدوان الذي دخل شهره الـ13 وقتل فيها حوالي 43,000 فلسطينيا.
إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عاد إلى مخيم جباليا الذي أعلن أنه "طهره" من مقاتلي حماس في كانون الأول/ديسمبر. ويؤكد التقرير أنه ورغم استشهاد السنوار تواصل حماس خوض حرب عصابات وقتلت يوم الإثنين عددا من جنود قوات النخبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الاحتلال قامت بتقسيم غزة إلى قسمين، حيث رسمت خطا يمتد من الشرق إلى الغرب من البحر الأبيض المتوسط إلى "إسرائيل"، مما أدى إلى إنشاء ما أطلق عليه معبر نتساريم، والذي سمي باسم مستوطنة سابقة في غزة.
وقال أحد جنود الاحتياط الذين يخدمون في وحدة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال لصحيفة "التايمز" إن المحيط المحمي صمم بطريقة تجبر مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين المتجهين جنوبا على المرور عبر عدد من نقاط التفتيش حيث يمكن للجيش تفتيشهم.
قال وهو يتحدث عن معركة مع فلسطيني مسلح خرج من أحد الأنفاق: "في أغلب الأحيان يكون الأمر مملا، لكن لا يمكنك أبدا التوقف ويتم رصد أي شخص مشبوه يقترب من الممر بواسطة طائرات بدون طيار".
وذكر التقرير أنه رغم أوامر الإخلاء لا يزال هناك أكثر من 100,000 فلسطيني عالقين في الشمال. وقد زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم استخدامه لتكتيكات التجويع، ولكن المخاوف بشأن خفض المساعدات دفعت الولايات المتحدة إلى التهديد بسحب الدعم العسكري في وقت سابق من هذا الشهر. وفي يوم الاثنين الماضي، صوت الكنيست على حظر وكالة الأمم المتحدة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهي وكالة المساعدات الرئيسية التي توزع الغذاء في غزة والضفة الغربية، مما أثار المزيد من الاحتجاجات.
وقالت الصحيفة إن إيلاند مؤلف خطة الجنرالات رفض الانتقادات الدولية وقال إن تكتيكات الحصار تتفق مع القانون الدولي الإنساني. ويزعم أن تهديد حماس بفقدان الأراضي أكثر أهمية من إلحاق الخسائر، ويعتقد أن الحصار هو أفضل وسيلة لكي تجبر "إسرائيل" حماس على الإفراج عن الأسرى. وأضاف: "أنا لا أقترح أن نسمح للمدنيين باستيطان شمال غزة، فهي فكرة غبية جدا. ولكن من الناحية العسكرية، يمكننا الاستمرار في السيطرة على هذه المنطقة لسنوات عديدة". وقال إن: "الحصار هو تكتيك عسكري مشروع طالما أنه يتخذ ضد المقاتلين فقط وليس ضد المدنيين".
وأشارت الصحيفة للمستوطنين في غزة حيث فكك مستوطناتهم أرييل شارون عام 2005 بقرار اتخذه من جانب واحد. ومرره رغم معارضة المتدينين ونتنياهو الذي عارض القرار في حينه. وقد فسر اعتراضه بأنه محاولة لتحدي شارون على قيادة حزب الليكود. لكنه الآن يصف دعوات الاستيطان في غزة بأنها "ليست واقعية" لخوفه من الاعتراض الأمريكي.
لكن المستوطنين في الخيام قرب غزة يعتقدون أن حكومة نتنياهو تدعمهم بشدة. ويقول عاموس عزاريا، 43 عاما: "سيواجهون ضغوطا عالمية لو قالوا ذلك، ولكنهم جميعا يدعموننا سرا" و "هم لا يريدون المخاطرة بفقدان الأسلحة الأمريكية".
ويعيش أزاريا، أستاذ الذكاء الاصطناعي، تحت جسر على الحدود مع غزة، في المحاولة السادسة للمستوطنين لبناء معسكر، ويصفق للطرد الأخير للفلسطينيين من البلدات على بعد أميال قليلة. ويقول: "إذا كان العرب يطردون من الشمال، فيجب على اليهود إعادة الاستيطان في تلك المنطقة".
وذكر التقرير بأنه في الأسبوع الماضي، عقد القوميون المتطرفون تجمعا أشبه بالحفل للاحتفال بعيد العرش اليهودي والحملة من أجل إعادة استيطان غزة. وكان من بين الذين تجمعوا هناك إيتمار بن غفير، وزير الأمن المتطرف وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، وماي غولان وزيرة ما يسمى" المساواة الاجتماعية".