شاهد.. خطوات ترامب لتهجير الغزيين من ارضهم!

الجمعة ٣١ يناير ٢٠٢٥ - ٠٩:٢٨ بتوقيت غرينتش

كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوته إلى إجلاء فلسطينيي قطاع غزة إلى كل من الاردن ومصر، متذرعا بأن هذا التهجير هو لضمان أمان وراحة الفلسطينيين بعيدا عن العنف والاضطرابات؛ مشيرا إلى أن الرئيس المصري والملك الاردني يجب أن يقبلا بالطرح الأميركي.

العالم - خاص العالم

دعوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى إجلاء فلسطينيي غزة إلى دول الجوار لا سيما الاردن ومصر، والتي وصفت فلسطينيا بالخطيرة والدعوة للتطهير العرقي، لم تكن زلة لسان حسب التعبير الإسرائيلي، وإنما جزء من تحرك دبلوماسي أوسع على مستوى البيت الأبيض والخارجية الأميركية. تحرك يهدف إلى تحقيق الآمال الإسرائيلية التي فشلت تل أبيب في تحقيقها عسكريا في غزة، وقبل أي شيء، رسم خارطة إقليمية جديدة وفق الرؤية الأميركية.

رؤية، اضطر مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف للمجيء إلى المنطقة لتجهيز الأرضية اللازمة لها بنفسه، وفقًا لما نقلته معاريف عن مسؤول أمني كبير؛ وتقوم على فرض ترتيب إقليمي واسع، تحتاج مقدماته إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح جميع الأسرى، ما يوضح التوجّهات الترامبية لإنهاء اتفاق التبادل بمرحلَتيه من دون أيّ عراقيل.

حجة ترامب في مشروع ترحيل الغزيين تفتقر للمنطق، فبدل ترحيلهم لإيجاد الأمان وابتعادهم عن العنف، يكفي الرئيس أن يمارس بعضا من ضغوطه على أصدقائه في تل أبيب لمنع عنفهم ضد الفلسطينيين، وايجاد الدولة الفلسطينية المنشودة.

معالم الرؤية الأميركية الجديدة للمنطقة، وإن اقتصرت على إبراز الشكل النهائي لها، دون التطرق إلى آليات إرسائها، لكنها امتدت وفق التحليلات إلى السعودية وتركيا وسوريا؛ وتنطلق الرؤية في إطار دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة والمبني على تطبيع علاقاته مع السعودية، تطبيع ترى فيه تل أبيب تحوّل إقليمي استراتيجي واسع التأثير في ميزان القوى في الشرق الأوسط.

وللساحة السورية نصيبها من الرؤية الأميركية، التي تترقب وفق محللين ترتيبها الخاص بها، والذي يكفل الانسحاب الأميركي النهائي منها، على أن تتجه المواجهة مع إيران إلى طاولة المفاوضات، مع آمال أميركية بإنهاء ما تريد واشنطن تسميته التهديد النووي لتل أبيب، وإضعاف طهران إقليميًّا بما لا يسمح لها بإعادة ترميم مكانتها مستقبلًا.