وفي مقابلة مع صحيفة "لوتان" السويسرية، أضاف غروسي: "بعد الحرب التي دامت 12 يوماً، كان بإمكان إيران أن تقطع علاقاتها مع المجتمع الدولي، وتنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتتحول إلى دولة منبوذة مثل كوريا الشمالية، لكنها لم تفعل ذلك. أرحب بهذا القرار، وقد حافظت على التواصل الدبلوماسي مع وزير الخارجية عباس عراقجي".
وأكد غروسي أن التعاون بين الوكالة وإيران لا يزال مستمراً، رغم أن طهران تسمح حالياً للوكالة بالحضور بشكل محدود وتفرض قيوداً على عمليات التفتيش بسبب مخاوفها الأمنية، قائلاً: "الإيرانيون يعيشون حالة من التردد، وأنا أتفهم ذلك".
ورداً على سؤال حول تأثير الهجمات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة والنظام الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية، امتنع غروسي مجدداً عن إدانة هذه الاعتداءات، لكنه أشار إلى أن "الأضرار التي لحقت بمنشآت استراتيجية في أصفهان ونطنز وفردو كانت كبيرة. ورغم استخدام ترامب لعبارة 'الإزالة الكاملة'، فإن المعرفة والخبرة الإيرانية لم تُمحَ، كما أن أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم قابلة للإصلاح".
وجدد غروسي مزاعمه السياسية بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي، مدعياً أن "إيران تمتلك القدرة على إنتاج سلاح نووي، لكننا لا نملك أي دليل يثبت أنها تسعى إلى ذلك. وللتحقق من هذا الأمر، يجب استئناف عمليات التفتيش. نحن نعتقد أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال يُخزن في أصفهان ونطنز وفردو".
وأضاف أن الوكالة كانت قد زارت هذه المواقع قبل الهجمات الأخيرة، وتقوم حالياً بمراقبتها عبر صور الأقمار الصناعية، مدعياً أن دولاً أخرى توصلت إلى نتائج مشابهة في تقييماتها.
البرنامج النووي السلمي الإيراني لطالما كان عرضة للضغوط السياسية والاتهامات الغربية غير المبررة. وقبل الاتفاق النووي (برجام)، سعت الدول الغربية إلى تأزيم هذا الملف واستخدمت أدوات العقوبات والتهديد العسكري ضد إيران، لكن إغلاق ملف "الأبعاد العسكرية المحتملة" (PMD) عام 2015 أزال هذه الذريعة.
وبعد توقيع الاتفاق النووي، التزمت إيران بجميع تعهداتها، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه بشكل أحادي عام 2018، وفشلت أوروبا في تنفيذ التزاماتها، ما دفع إيران إلى تقليص تعهداتها ضمن إطار حقوقها في الاتفاق. ولم تُفضِ مفاوضات إحياء الاتفاق إلى نتيجة بسبب مماطلة الغرب ومطالبه غير المنطقية.
وخلال السنوات السبع الماضية، اختبرت إيران جميع المسارات الدبلوماسية بحسن نية، لكن المطالب غير الواقعية من أوروبا وأمريكا أوصلت هذه الجهود إلى طريق مسدود. وقد أكدت إيران مراراً استعدادها للتوصل إلى اتفاق دائم وموثوق يضمن رفع العقوبات بشكل فعلي ويمنع استغلاله في المستقبل.